غانتس في اتصال مع عباس: تسهيلات إضافية للفلسطينيين مقابل الهدوء

غانتس في اتصال مع عباس: تسهيلات إضافية للفلسطينيين مقابل الهدوء

06 ابريل 2022
أجرى غانتس اتصالاً هاتفياً مع عباس (صامويل كروم/الأناضول)
+ الخط -

أجرى وزير الأمن في دولة الاحتلال الإسرائيلي بني غانتس، مساء أمس الثلاثاء، اتصالاً مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أبلغ خلاله الأخير، بحسب ما أورده بيان صدر عن ديوانه، بأنّ إسرائيل مستعدة لتقديم تسهيلات مدنية إضافية للفلسطينيين خلال شهر رمضان وبعده، طالما سمح بذلك الاستقرار الأمني.

وجاء هذا الموقف في سياق محاولة دولة الاحتلال ضمان عدم وقوع عمليات أو تظاهرات فلسطينية ضد الاحتلال خلال شهر رمضان المبارك، علماً أنها كانت أطلقت تحذيرات وسيناريوهات عن احتمالات وقوع عمليات وتظاهرات ضد الاحتلال قبل أكثر من شهر ونصف، وقبل وقوع موجة العمليات الأخيرة، وأبرزها عملية بني براك التي أسفرت عن مقتل خمسة إسرائيليين، قبل نحو أسبوعين.

وفي هذا السياق، أفاد موقع الإذاعة الإسرائيلية والقناة العامة "كان 11"، بأنّ غانتس قال للرئيس عباس: "إن فترة الأعياد يجب أن تكون فترة سلام وهدوء وليس إرهاباً".

وتحاول دولة الاحتلال الإسرائيلي الربط عنوة بين المقاومة والعمليات الأخيرة وشهر رمضان، ووصف فترة رمضان بفترة أعياد، وذلك تمهيداً لتكثيف عمليات اقتحام المسجد الأقصى المبارك في الأسبوعين القريبين مع حلول عيد "الفصح اليهودي"، تحت مسمّى حرية العبادة، وتحويل الاقتحامات للمستوطنين والمتطرفين اليهود إلى أمر اعتيادي يدخل ضمن باب "حرية العبادة"، وبالتالي وصم تصدي الفلسطينيين لهذه الاقتحامات بأنها مسّ بهذه الحرية.

وقد ركزت إسرائيل في اتصالاتها بهذا الخصوص مع الأردن، تحت ستار منع رفع التوتر في القدس المحتلة خلال شهر رمضان، على موضوع "حرية العبادة"، والخلط بين رمضان وبين الاقتحامات اليهودية للمسجد الأقصى في هذه الفترة بشكل مقصود، لخدمة سياساتها الرامية لتقسيم زماني في المسجد الأقصى وربما مكاني أيضاً.

ومنذ أكثر من شهر، وإسرائيل تلوح بتسهيلات خلال شهر رمضان تعرضها كوسيلة لتفادي انفجار الأوضاع في القدس المحتلة، في الوقت الذي دفعت فيه أخيراً بآلاف عناصر الشرطة والجنود النظاميين للقدس، وركزت منذ بداية رمضان السبت، على التضييق على الفلسطينيين في باب العامود، ومنع تجمهر الشبان الفلسطينيين هناك بعد ساعات الإفطار، وتفريقهم مع الادعاء بأنهم يخلون بالنظام العام، ويشكلون خطراً على المستوطنين اليهود في البلدة القديمة من القدس المحتلة.

ويحاول الاحتلال تصوير القيود المفروضة على دخول الفلسطينيين، من أراضي الضفة الغربية للمسجد الأقصى المبارك، وتحديد سن الخمسين عاماً وما فوق لمن يحق لهم من الذكور الدخول للمسجد الأقصى، والفتيان حتى سن 12 عاماً، فيما يُسمح لمن هم من جيل 40 وما فوق بالدخول للمسجد الأقصى فقط وفق تصريح خاص، ويحظر على من هم دون جيل الأربعين دخول المسجد الأقصى كلياً، خصوصاً بين سن 12-40، على أنها تسهيلات.

ويلوّح الاحتلال بهذه الخطوات التي يسميها تسهيلات، كسلاح في وجه الفلسطينيين لضمان الهدوء. وأشار موقع الإذاعة الإسرائيلية في هذا السياق إلى أنه سيسمح للفلسطينيين من الضفة الغربية بزيارة أقاربهم من الدرجة الأولى في الداخل، بين يومي الأحد والخميس.

اعتداءات على فلسطينيين في باب العامود

ميدانياً، اعتدت قوات الشرطة الإسرائيلية، مساء الثلاثاء، على فلسطينيين في منطقة باب العامود وسط مدينة القدس الشرقية المحتلة، واعتقلت 3 منهم، بحسب إعلام فلسطيني وإسرائيلي رسمي.

وأكدت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، أن قوات الاحتلال اعتدت على الفلسطينيين بالضرب والدفع، ولاحقتهم حتى منطقة وادي الجوز القريبة، مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط باتجاه الشبان، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.

من جانبها، قالت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، وفق "الأناضول"، إن الشرطة "اعتقلت ثلاثة من المشتبه بهم خلال أعمال شغب عند باب العامود في القدس".

وبذلك ارتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين في باب العامود منذ بداية شهر رمضان إلى 29. وكانت القناة ذاتها قد ذكرت في وقت سابق من مساء الثلاثاء، أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت منذ بداية رمضان 26 فلسطينياً في باب العامود، من بينهم 10 أطفال قصّر.