إسرائيل تتهم إيران باستهداف ناقلة نفط بمسيّرة: الخيار العسكري قائم

إسرائيل تتهم إيران باستهداف ناقلة نفط بطائرة مسيّرة: الخيار العسكري قائم

25 اغسطس 2021
غانتس لم يقدم أي أدلة على اتهاماته (عبير سلطان/فرانس برس)
+ الخط -

قال وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس، اليوم الأربعاء، إن تل أبيب لا تسقط الخيار العسكري ضدّ إيران في المستقبل، متهماً طهران من جديد بشن هجوم بطائرة مسيّرة على ناقلة نفط، الشهر الماضي، من أراضيها.
وأضاف غانتس، في إفادة خلال لقاء مع نحو 60 من السفراء الأجانب المعتمدين لدى دولة الاحتلال: "تملك إسرائيل إمكانيات للعمل، وقد عرفنا كيف ننفذ عمليات في الماضي، ولا أسقط من الخيارات أن تضطر إسرائيل مستقبلا إلى العمل كي لا تحوز إيران السلاح النووي".

وتأتي تصريحات غانتس، بينما يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت واشنطن، لمناقشة ملف إيران مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال أول زيارة دولة له إلى واشنطن.

وبحسب غانتس، فإن تقديرات إسرائيل تشير إلى أن الطائرة المسيرة التي استهدفت ناقلة النفط في بحر عمان انطلقت من الأراضي الإيرانية، مشددا بالقول "هذا دليل آخر على أن إيران هي قبل كل شيء تهديد للعالم وللمنطقة".

وتعرضت ناقلة النفط "ميرسر ستريت"، التي كانت تبحر في بحر العرب قبالة عمان، لقصف بطائرة مسيّرة، في 29 يوليو/تموز، فيما أسفر الهجوم عن مقتل شخصين، بريطاني وروماني. وتدير الناقلة شركة مملوكة لملياردير إسرائيلي.

وألقت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باللوم على إيران في الهجوم، لكن لم تقدم أي دولة حتى الآن أدلة أو معلومات استخباراتية لدعم هذه المزاعم. ونفت إيران ارتكاب أي مخالفات.

وقال غانتس في إفادته: "تقييمنا هو أنّ الطائرة المسيرة المستخدمة في الهجوم على (ميرسر ستريت) انطلقت من الأراضي الإيرانية ووافقت عليها القيادة الإيرانية"، ونشر مكتبه تلك التصريحات.

وبحسب ما أورد موقع "معاريف"، فقد زعم غانتس أن "إيران تنوي إبادة إسرائيل"، مضيفا أنها "تعمل حتى تمتلك الأدوات لتنفيذ ذلك، كما أنها تعمل عبر وكلائها في العراق واليمن وسورية ولبنان وقطاع غزة، وتستخدم الطائرات المسيرة، بل وتشن أيضا هجمات سيبرانية في مختلف أنحاء العالم". 
وتابع "وفقاً للتقديرات المتوفرة لدى إسرائيل، فإن استهداف وضرب السفينة ميرسر ستريت تم من الأراضي الإيرانية، ويجب الافتراض أن ذلك تم بتوجيهات من القائد الأعلى".
وكرر غانتس المزاعم الإسرائيلية بأن إيران على مسافة شهرين من مراكمة المواد اللازمة لها لصنع القنبلة النووية. وأضاف أن إسرائيل لا تعرف ما إذا كان النظام الإيراني ينوي العودة للمفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي، داعيا "العالم إلى وضع خطة باء، لوقف تقدم إيران الآن. الهدف في نهاية المطاف هو اتفاق لأمد أطول وأقوى وأوسع".
كما ادعى غانتس أن وصول إيران إلى مرتبة دولة على حافة امتلاك السلاح النووي "يضعنا أمام سباق تسلّح نووي إقليمي وعالمي، وكافة العدوانية الإيرانية لغاية الآن كانت بدون هذه القدرات، ولو امتلكت القدرة للوصول للذرة فإنها ستزيد من عدوانيتها".

وعقب إفادة غانتس، ذكر موقع "يديعوت أحرونوت" أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ يستعد لخيار عسكري ضد إيران، موضحا أنه على رأس هذه الاستعدادات تعيين طاقم يرأسه أحد رؤساء الأقسام الاستراتيجية، لوضع خطة لضرب المواقع والمنشآت النووية في إيران.
وقال الموقع إن هذا التطور يأتي بفعل تخوّف إسرائيل من المماطلة في المفاوضات بين إيران والدول العظمى. وسيتم بموجب هذه الاستعدادات رصد ميزانيات لجمع المعلومات الاستخباراتية، وأخرى لتمويل مناورات جوية لهذه الغاية، وذلك وفقا للتوجيهات التي أعلن عنها قبل عدة أشهر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي، لبلورة خطة ممكنة لضرب إيران.
ولفت الموقع إلى أن خيارات وخطط توجيه ضربة عسكرية لإيران كانت قد تراحعت منذ وقّعت إيران عام 2015 على الاتفاق النووي مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية في عهد الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما.
ووفقا للتقرير، فإن الطاقم الخاص بهذه المهمة سرع من بلورة خطة تطوير الخيار العسكري ضد إيران، كي تكون جاهزة في حال قرر المستوى السياسي تنفيذها وإطلاقها.

وتطرّق غانتس إلى الملف اللبناني قائلا "توجد في آلاف البيوت مخازن للصواريخ، في قلب تجمعات سكنية مدنية، وإيران وحزب الله يستغلان الوضع الإنساني في لبنان ويمنعان تشكيل حكومة مستقرة".
وفي ما يتعلق بالملف الفلسطيني، أعلن غانتس أن السلطة الفلسطينية وقيادتها هي الطرف الذي يمثل الفلسطينيين في المنطقة، مضيفا "نعمل لتقوية السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، ونوافق على تراخيص للبناء، وقمنا بتوسيع تصاريح العمل، وسيكون علينا في المدى البعيد دعم مشاريع بنى تحتية لصالح المنطقة".
في المقابل، هاجم غانتس حركة "حماس"، مدعيا أنها تضر بالسكان، وأن كل ما تريده إسرائيل من أجل تمكين تطوير غزة والوصول إلى تهدئة طويلة الأمد هو استعادة جنودها، والالتزام بالهدوء التام في الجنوب (قطاع غزة).