غارات روسية على البادية السورية و"قسد" تداهم المعابر النهرية

05 فبراير 2021
+ الخط -

شنت الطائرات الحربية الروسية في الساعات الأخيرة عشرات الغارات على مناطق انتشار تنظيم "داعش" في البادية السورية، وسط احتدام القتال بين عناصر التنظيم الإرهابي وقوات النظام في المنطقة، فيما داهمت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) معابر على نهر الفرات والتي يتم عبرها تهريب النفط إلى مناطق سيطرة قوات النظام.
وذكر الناشط أبو عمر البوكمالي لـ"العربي الجديد"، أن الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام شنت أكثر من خمسين غارة منذ صباح أمس الخميس على مواقع مفترضة لانتشار "داعش" في البادية السورية دون أن تتضح نتائج تلك الغارات.
ويأتي ذلك بالتزامن مع شن عناصر التنظيم هجمات ضد قوات النظام والمسلحين الموالين له، وكان آخرها مهاجمة عناصر التنظيم مواقع لقوات النظام في محيط حقل التيم النفطي جنوبي مدينة دير الزور، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهما.
وفي شمال غربي البلاد، قتل عدد من عناصر "الحزب الإسلامي التركستاني" المعارض، جراء استهداف قوات النظام حافلة بصاروخ موجه على محور خربة الناقوس في سهل الغاب بريف حماة الغربي.

وأكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" مقتل 8 من عناصر "الحزب الإسلامي التركستاني" وهم من الجنسية السورية، إضافة إلى وجود 8 إصابات، بعضهم جراحه خطرة، مما يرجح ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية.
وتقصف قوات النظام السوري منذ صباح أمس قرى وبلدات جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وخاصة بلدة الفطيرة التي استهدفتها بعشرات القذائف.

إلى ذلك، أقام "الحرس الثوري" الإيراني معسكرات تدريب جديدة في مدينة البوكمال، بعد وصول دفعة جديدة من المتطوعين في المليشيات المدعومة من إيران. وذكر الناشط خالد بهاء الدين لـ"العربي الجديد" أن أحد المعسكرات أقيم في منطقة الحسيان قرب معسكر الحزام الأخضر، وآخر في حي الكتف، وثالث على ضفاف نهر الفرات المقابل لبلدة الباغوز.
في هذا الإطار، أجرت ميليشيا "زينيون" الباكستانية تدريبات عسكرية للعناصر الجدد في معسكر بئر الحسيان ببادية البوكمال، تضمنت عمليات القنص واستخدام المضادات الأرضية، إضافة إلى تمرين في نزع الألغام، وكذلك دروس توجيهية في حسينية حي الجمعيات، وأخرى نظرية في حي الكتف.
وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" بمقتل وإصابة 10 من قوات النظام السوري في كمين لعناصر تنظيم "داعش" فجر اليوم الجمعة، حيث قُتل 4 عناصر من المسلحين الموالين للنظام، وجرح 6 آخرين بعد استهدافهم من قِبل خلايا التنظيم أثناء قيامهم بعمليات تمشيط في منطقة الطيارات ضمن بادية الميادين في ريف دير الزور الشرقي.

من جانب آخر، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن مشاجرة جماعية بالسلاح الأبيض وقعت بين عناصر "الفوج 47" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني، في ساحة الفيحاء بمدينة البوكمال شرقي دير الزور، مما تسبب بإصابة 4 عناصر بجروح، دون معرفة الأسباب.

كما اندلعت مشاجرة أخرى بين عناصر تابعين لمليشيا "الدفاع الوطني" وعناصر من قوات النظام في حي هرابش بدير الزور، إثر محاولة عناصر "الدفاع الوطني" تركيب عمود كهرباء يمر بأرض تعود ملكيتها لمساعد أول في قوات النظام فيما لا يزال التوتر يسود بين الطرفين.
من جانب آخر، داهمت "قسد" المعابر النهرية في بلدة ذيبان بريف دير الزور، وسحبت أنابيب تم وصلها بين ضفتي النهر، كانت تستخدم لتهريب النفط إلى مناطق سيطرة قوات النظام.

وتزود "قسد" مناطق النظام بالنفط عبر معابر رسمية بالاشتراك مع رجل الأعمال المقرب من النظام حسام القاطرجي، حيث يتم شحن آلاف الصهاريج بشكل دوري عبر معبر التايهة جنوب مدينة الرقة. وقال الناشط البوكمالي لـ"العربي الجديد" إن "قسد" شنت أيضا حملة مداهمات في قرية جمه بريف دير الزور الشرقي، واعتقلت على الأقل شخصين بتهمة مساندة تنظيم "داعش".

كذلك أوضح أن "قسد" تواصل اعتقال الناشط الصحافي علي الصالح من أبناء بلدة أبوحمام منذ يوم أمس الخميس، والذي تم توقيفه أثناء زيارة وفد من التحالف الدولي لمشفى هجين بسبب محاولته التحدث مع مسؤولة بالتحالف، حيث تعمل "قسد" على إبعاد أبناء المنطقة عن التحالف وتمنعهم من التواصل معهم لكي تبقى هي الطرف الوحيد الذي يعطي التحالف تصوراته عن المنطقة.
وفي شمالي البلاد، عثر الأهالي على جثة ملقاة بأحد شوارع مدينة إعزاز قرب سوق، عليها آثار طلق ناري بالرأس، وبجانبها ورقة كتب عليها "إلى كل من تسوله نفسه العبث بأمن المناطق المحررة والعبث بأرواح المدنيين الأبرياء بالتفجيرات والاغتيالات ونقل المعلومات إلى الإرهابيين من داعش وpkk وعصابات النظام المجرم. هذا الإرهابي قام بعدة عمليات إرهابية وتفجيرات بالمناطق المحررة"، وموقعة باسم "سرايا المجد".
ووفقًا لمصادر محلية، فإن الجثة تعود لأحد منفذي التفجيرات ضمن مناطق سيطرة "الجيش الوطني" في ريف حلب الشمالي وتمت تصفيته في وقت سابق وإلقاء جثته في شوارع إعزاز.
كما عثر الأهالي على جثث 3 شبان قتلوا بالرصاص في بحيرة الفرات قرب جبل عرودة جنوب مدينة منبج ضمن مناطق سيطرة النظام السوري في ريف حلب الشرقي، وذلك بعد فقدانهم منذ ثلاثة أيام أثناء ذهابهم للصيد.

وفي جنوبي البلاد، اغتال مجهولون فجر اليوم القيادي السابق في الجيش الحر، أحمد نجاح ادغيم الملقب بـ "شرارة"، عبر استهدافه بعيارات نارية في مخيم درعا. وكان ادغيم، من أبرز قياديي مخيم درعا السابقين، حيث قاد كتيبة "مغاوير الجولان"، وخاض عدة معارك ضد النظام السوري، وشارك في صد حملات اقتحام لـ "الفرقة الرابعة" والمليشيات المرافقة لها على المخيم قبيل سيطرة النظام على المحافظة منتصف 2018، وعقب ذلك أجرى التسوية وبقي في المخيم.

المساهمون