واصلت روسيا، اليوم السبت، غاراتها الجوية شمال غربيّ سورية، بالرغم من أنباء عن لقاء قريب يجمع الرئيسين التركي والروسي لبحث الأوضاع في محافظة إدلب ومحيطها.
وذكر الناشط محمد المصطفى لـ"العربي الجديد"، أن الطائرات الروسية شنّت صباح اليوم السبت غارات عدة استهدفت مناطق في محور الكبينة والخضر بجبل الأكراد، شماليّ اللاذقية، إضافة إلى بلدة البارة بجبل الزاوية، جنوبيّ إدلب التي تحوي نقطة مراقبة تركية. كذلك استهدفت بغارتين قرية الكندة بريف إدلب الغربي، ما أدى إلى مقتل شخص هناك، فيما حلّق الطيران الروسي لساعات عدة وبشكل متواصل في أجواء إدلب ومناطق سيطرة القوات التركية وفصائل الجيش الوطني في ريف حلب.
ويأتي تواصل الغارات الروسية على مناطق شمال غربي سورية، برغم توارد أنباء عن لقاء قريب يجمع الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت لاحق من الشهر الجاري لإجراء محادثات بشأن تصاعد التوتر في شمال غربي سورية.
ونقلت وكالة "رويترز" أمس الجمعة، عن مسؤول تركي رفيع المستوى، لم يكشف عن اسمه، أن النقطة الرئيسية على جدول محادثات الرئيسين المزمع عقدها في منتجع سوتشي بروسيا ستتمحور حول سورية، وخاصة إدلب، مشيراً إلى أن "البنود المنصوص عليها في اتفاق إدلب بين تركيا وروسيا لم تنفذ بالكامل".
وكان الجانبان قد توصلا إلى اتفاق في مارس/آذار من عام 2020، نصّ على وقف إطلاق النار وإنشاء "ممر آمن"، وتسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولي (إم 4) تبدأ من بلدة الترنبة شرقيّ إدلب وحتى عين الحور غربيّ إدلب، آخر منطقة تحت سيطرة فصائل المعارضة.
لكن هذا الاتفاق يتعرض لخروقات متكررة من جانب النظام السوري وروسيا، عبر القصف المدفعي والصاروخي والجوي، وخصوصاً في مناطق جبل الزاوية جنوبي الطريق المذكور، وسط تخمينات بأن هدف هذا القصف منع الأهالي من العودة إلى منازلهم، وربما التمهيد لعملية عسكرية من جانب النظام وروسيا للسيطرة على جبل الزاوية، والاستفراد تالياً بالسيطرة على هذا الطريق الواصل بين محافظتي حلب واللاذقية.