غارات إسرائيلية تستهدف مباني في الضاحية الجنوبية لبيروت

05 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 23:27 (توقيت القدس)
غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، 8 نوفمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شنت إسرائيل غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت مستهدفة مواقع حزب الله، مما أدى إلى نزوح السكان وازدحام مروري، مع تحذيرات إضافية لسكان عين قانا.
- أدان الرئيس اللبناني جوزاف عون العدوان، واعتبره رسالة للولايات المتحدة، بينما أكد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس على ضرب مواقع حزب الله وتحميل الحكومة اللبنانية مسؤولية وقف إطلاق النار.
- أعلن رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام عن تفكيك مواقع سلاح جنوب الليطاني، مطالباً بانسحاب إسرائيلي كامل وفق القرار 1701 وإعادة النازحين وإعمار المناطق المتضررة.

شن الاحتلال 6 غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت

شمل الإنذار الإسرائيلي مناطق الحدث وحارة حريك وبرج البراجنة

سجلت حركة نزوح كثيف لسكان الضاحية الجنوبية عقب الإنذار الإسرائيلي

أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأن طيران الاحتلال الإسرائيلي شن مساء الخميس غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد سلسلة غارات تحذيرية. وسجلت الوكالة ست غارات لجيش الاحتلال على الضاحية الجنوبية لبيروت. 

جاء ذلك بعد إنذار عاجل أصدره جيش الاحتلال للموجودين في بعض أحياء الضاحية الجنوبية لبيروت لإخلائها. وقال متحدث باسم الجيش في تغريدة على منصة إكس تضمنت فيديو يعرض الخرائط والمباني المراد إخلاؤها: "إنذار عاجل للموجودين في الضاحية الجنوبية في بيروت، وخاصة في الأحياء التالية: الحدث، حارة حريك، برج البراجنة في المباني المحددة بالأحمر، وفق ما يُعرض في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها"، زاعماً أن سكان هذه المناطق موجودون بالقرب من مبان أو منشآت أو مسارح أو أسلحة تابعة لحزب الله.

وقال جيش الاحتلال إنه يستهدف "أهدافاً تابعة للوحدة الجوية لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت". وفي موازاة ذلك، شهدت شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت مساء اليوم الخميس ازدحام سير خانق، حسبما أفاد مصوّر في وكالة فرانس برس، وذلك بعد إنذار جيش الاحتلال الإسرائيلي. وأفاد المصور عن حركة نزوح كثيفة للسكان، ترافقت مع إطلاق نيران في الهواء لتحذير السكان بوجوب مغادرة المنطقة، وهو ما فعله كثيرون.

من جهته، دان الرئيس اللبناني جوزاف عون بشدة العدوان الإسرائيلي على محيط العاصمة بيروت، وقال في بيان: "‏رسالة يوجّهها مرتكب هذه الفظاعات إلى الولايات المتحدة الأميركية وسياساتها ومبادراتها أولاً، عبر صندوق بريد بيروت ودماء أبريائها ومدنييها، وهو ما لن يرضخ له لبنان أبداً".

بدوره، صرح وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن إسرائيل لن تسمح لأي جهة بتهديد مستوطنات الشمال أو مواطني دولة الاحتلال. وأضاف كاتس في بيان "أنا ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجّهنا الجيش الإسرائيلي لضرب وتدمير مبانٍ تُستخدم لإنتاج وتخزين الطائرات المسيّرة التابعة لحزب الله في قلب الضاحية في ببيروت". وزعم كاتس أنه "تلقّى سكان المباني إشعارات إخلاء. سنواصل فرض قواعد وقف إطلاق النار دون هوادة. نحمّل الحكومة اللبنانية المسؤولية المباشرة عن منع انتهاك وقف إطلاق النار وأي نشاط إرهابي (على حد تعبيره) ضد إسرائيل".

إلى ذلك، أصدر المتحدث باسم جيش الاحتلال إنذاراً آخر إلى سكان قرية عين قانا في جنوب لبنان، قال فيه إنهم موجودون بالقرب من منشآت تابعة لحزب الله. وأضاف: "من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلاتكم أنتم مضطرون لإخلاء هذه المباني فوراً والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر".

سلام: الجيش فكّك أكثر من 500 موقع عسكري جنوب نهر الليطاني 

إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، اليوم الخميس، أن الجيش فكّك أكثر من 500 موقع ومخزن سلاح في منطقة جنوب نهر الليطاني منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي الواسع على لبنان في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الفائت. وكانت هذه المنطقة تعتبر معقلاً لحزب الله الذي خاض مواجهة دامية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي استمرّت عاماً كاملاً، وانتهت باتفاق لوقف إطلاق النار نصّ على تفكيك البنى التحتية للتنظيم وسلاحه.

وقال سلام: "الجيش اللبناني يواصل توسيع انتشاره، وحتى الآن فكّك في جنوب الليطاني أكثر من 500 موقع عسكري ومخزن"، إلا أنه أضاف "إنما دعوني أكون واضحاً: لا يمكن أن نحقّق الأمن والاستقرار طالما استمرت الانتهاكات الإسرائيلية اليومية، واستمر احتلال أجزاء من أرضنا وعدم الإفراج عن أسرانا".

ونصّ الاتفاق أيضاً على انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من كل المناطق التي دخل إليها خلال المواجهة التي اندلعت على خلفية الحرب على قطاع غزة. إلا أن الاحتلال أبقى على خمسة مواقع على مرتفعات تعتبر استراتيجية. ويطالب لبنان بأن تنسحب منها. ويواصل الاحتلال منذ انتهاء الحرب تنفيذ غارات جوية على مناطق لبنانية عدّة، زاعماً أنها تستهدف بنى تحتية وقيادات في حزب الله.

وقال سلام: "سنواصل الضغوط لإجبار إسرائيل على الانسحاب الكامل من كل شبر من أراضينا تطبيقاً للقرار 1701، وسنعمل على توفير كل ظروف إعادة أهلنا إلى أرضهم بكرامة وإعمار ما دمّره الإسرائيلي".

وفي الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 شنّ الاحتلال الإسرائيلي عدواناً على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من أربعة آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح قرابة مليون و400 ألف شخص. ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ارتكب الاحتلال آلاف الخروقات التي خلّفت ما لا يقل عن 208 شهداء و501 جريح.

وكان آخر هذه الخروقات اليوم الخميس، حيث أصيب شخص بغارة شنتها مسيرة إسرائيلية على سيارة في إحدى القرى بمحافظة صور، جنوب لبنان، فيما استحدثت قوة مشاة إسرائيلية خندقاً ورفعت حواجز ترابية. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان "إصابة مواطن بجروح في غارة شنها العدو الإسرائيلي، واستهدفت سيارة في بلدة برج قلاويه، قضاء بنت جبيل". وفي سياق متصل، أفادت الوكالة بأن "قوة مشاة معادية (إسرائيلية) مؤلفة من 20 جندياً، تجاوزت بعد منتصف الليل الخط الأزرق، شرق بلدة ميس الجبل، في منطقة كروم المراح في قضاء مرجعيون".

المساهمون