نقلت "رويترز" عن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قولها إن الغارات على اليمن "ليست هجوماً بلا نهاية ولا تهدف إلى تغيير النظام"، مضيفة: "سنستخدم قوة فتاكة ساحقة حتى تحقيق الأهداف في اليمن". وقالت إن "الموجة الأولى من الضربات الأميركية في اليمن أصابت أكثر من 30 هدفاً بما في ذلك مواقع تدريب للحوثيين"، مشيرة إلى أن "العشرات من العسكريين الحوثيين سقطوا جراء الضربات في اليمن حتى الآن".
تواصل الطائرات الحربية الأميركية، منذ مساء السبت، غاراتها العنيفة على مدن ومواقع في اليمن، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا، بينهم نساء وأطفال، وتدمير مبانٍ سكنية وانقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق، فيما أعلنت واشنطن أنها أبلغت بعض الحلفاء بشأن العمليات العسكرية الأميركية في اليمن، بعدما قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخاذ هذه الخطوة خلال سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى في البيت الأبيض هذا الأسبوع مع كبار مساعديه للأمن القومي.
وأفادت قناة "المسيرة" التابعة لجماعة "أنصار الله" في اليمن (الحوثيين)، ليل الأحد الاثنين، بأنّ محافظة الحديدة الساحلية الخاضعة لسيطرتها في غرب اليمن تعرضت لغارتين أميركيتين، غداة غارات مماثلة استهدفت العاصمة صنعاء ومناطق أخرى بالبلاد أسفرت عن سقوط 53 قتيلاً.
وتوعد الحوثيون في أول ردة فعل على الضربات الأميركية بأنّ "العدوان لن يمر من دون رد"، معلنين أنّ قواتهم على أتمّ الجاهزية لمواجهة التصعيد بالتصعيد. وشدد المكتب السياسي لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، في بيان، على أنّ "استهداف العدوان الأميركي البريطاني الأحياء السكنية في صنعاء عدوان غادر وآثم، وأن استهداف المدنيين والأعيان المدنية جريمة حرب مكتملة الأركان".
وهذه الغارات هي الأولى التي تشنّها الإدارة الأميركية الجديدة منذ وصول ترامب إلى سدة الحكم في ولايته الثانية في يناير/ كانون الثاني الماضي. وكان ترامب قد وجه، السبت، بتنفيذ ضربة عسكرية "حاسمة وقوية" ضد الحوثيين في اليمن، وقال ترامب على منصة تروث سوشال: "اليوم، أمرت الجيش الأميركي بشنّ عملية عسكرية حاسمة وقوية على الإرهابيين الحوثيين في اليمن"، مضيفاً أن الحوثيين "شنوا حملة متواصلة من القرصنة والعنف والإرهاب على السفن والطائرات والمُسيّرات الأميركية، وغيرها".
"العربي الجديد" يتابع تطورات العدوان الأميركي على اليمن أولاً بأول..
قال زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، مساء الاثنين، إن حاملة الطائرات الأميركية بعد الاشتباك مع الجماعة "هربت إلى أقصى شمال البحر الأحمر على مسافة 1300 كلم". وأضاف الحوثي في خطاب متلفز أن "القوات المسلحة اليمنية تصدت لمحاولة الأعداء شن هجوم عدواني على اليمن"، لافتاً إلى أن "الرسائل العملية في إطار الموقف الشعبي وإطار الموقف للقوات المسلحة يجعل من إحياء المناسبة التي توافق ذكرى غزوة بدر فرقاناً عظيماً في هذا العصر".
وتابع: "إن استمر الأميركي في عدوانه على بلدنا إسناداً منه للعدو الإسرائيلي، فإنما يدفع بنا إلى مواجهة تصعيده بخيارات تصعيدية إضافية، ونحن نواجه الآن عدوان الأميركي بالاستهداف لحاملة طائراته وبوارجه وقطعه الحربية، لكن حينما يستمر في عدوانه، فلدينا خيارات تصعيدية أكبر من ذلك". وأشار الحوثي إلى أنه "حينما يستمر الأميركي في عدوانه، فلدينا خيارات تصعيدية أكثر إيلاماً وإزعاجاً له، وعلى الأميركي أن يستفيد مما قدمه شعبنا اليوم من رسالة واضحة وقوية تؤكد ثباته وموقفه".
قال وزير الدفاع في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً اللواء الركن محمد العاطفي إن القوات المسلحة اليمنية جاهزة لتطوير المواجهة بما يتناسب مع حجم التحدي ومع أي موقف طارئ. وأكد العاطفي أن المستويات الاستخبارية "تقصت الحركة الملاحية للسفن الصهيونية وحددت بيانات دقيقة للأهداف الصهيونية"، مضيفاً أنه "سيتم التعامل مع السفن الصهيونية في مجال العمليات القادمة بما تفرضه متطلبات المعركة البحرية الشاملة".
وأشار العاطفي إلى أن "القوات المسلحة اليمنية ستجبر الكيان الصهيوني ومن يسانده على الرضوخ للقوانين والاتفاقيات الدولية، بما في ذلك اتفاقيات الهدنة". ولفت العاطفي إلى أن اليمن "سيقابل الحصار بالحصار والتصعيد بالتصعيد والبادئ أظلم وإن عدتم عدنا"، مجدداً التأكيد أن اليمن "لن يصمت حيال تمادي العدوان الصهيوني في بطشه وتجويعه وحصاره الجائر لأبناء الشعب الفلسطيني، وأن اليمن لن يكل أو يمل عن إسناد غزة والحصار لسفن الكيان الصهيوني".
واصل العدوان الأميركي، مساء الاثنين، شن غاراته على المحافظات اليمنية من خلال سلسلة غارات استهدفت مديريتي الصليف وباجل في محافظة الحديدة الساحلية غربي اليمن. وأفاد تلفزيون المسيرة التابع للحوثيين بأن عدواناً أميركياً دمّر بسلسلة غارات مصنع الحبشي للحديد في مديرية الصليف بمحافظة الحديدة الساحلية غربي البلاد. وجاءت هذه الغارات بعد غارة استهدفت منطقة العرج في مديرية باجل.
وفي الساعات الأولى من فجر الاثنين، استهدف العدوان الأميركي بغارتين محلجاً للقطن في مديرية زبيد بمحافظة الحديدة، بالإضافة إلى أربع غارات استهدفت المجمع الحكومي في محافظة الجوف شمالي البلاد.
أفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين، بأن عدواناً أميركياً استهدف بغارة منطقة العرج في مديرية باجل بمحافظة الحديدة اليمنية.
في العام 2017، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد أيام قليلة من تسلّمه منصب الرئاسة خلفاً لباراك أوباما، بشنّ عملية إنزال نادرةٍ في اليمن، نفذتها قوات خاصة أميركية من البحرية (مارينز) استهدفت، بحسب وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، مقراً لتنظيم القاعدة في اليمن، وتحديداً في حي يكلا بمحافظة البيضاء (جنوب)، وأدّت إلى سقوط قتلى وجرحى، بينهم نساء وأطفال، مع مقتل جندي أميركي، بحسب واشنطن. الغارة حينها، قال البنتاغون إن ترامب أجازها بعدما أعدّتها ووافقت عليها إدارةُ أوباما. في ذلك العام، كانت الأهداف الأميركية في اليمن تتمحور خصوصاً حول محاربة الإرهاب، والمشاركة بالدعم في حرب التحالف العربي ضد جماعة الحوثيين من منطلق السياسة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، القائمة على دعم السعودية. هذا العام، استهدفت غارات ترامب على اليمن هذه المرة، وهي الأولى له مع انطلاق ولايته الثانية، جماعة الحوثيين، في استكمال أكثر قوة واتساعاً لضربات جوية كانت قد بدأتها إدارة سلفه جو بايدن ضد الجماعة المسيطرة على شمالي اليمن، رداً على عمليات "إسناد غزة" التي أطلقتها الجماعة في المياه الإقليمية منذ ما بعد أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقالت إنها تهدف إلى اعتراض ومنع سفن الشحن من التوجه إلى إسرائيل.
مزيد من التفاصيل في هذا الرابط
أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين أنهم استهدفوا وللمرة الثانية خلال 24 ساعة حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس هاري ترومان" في شمال البحر الأحمر، وذلك "بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيّرة في اشتباك استمر لعدة ساعات".
وذكر في بيان، اليوم الاثنين، أن جماعة الحوثيين تمكنت من "إفشال هجوم معاد كان العدو يحضر لشنه" على اليمن، مضيفاً أن طائرات الجيش الأميركي اضطرت إلى "العودة من حيث انطلقت بعد إطلاق عدد من الصواريخ والمسيّرات على حاملة الطائرات وعدد من القطع الحربية التابعة لها".
وأكد البيان على التصدي "لهذا العدوان الإجرامي ومواجهة التصعيد بالتصعيد من خلال المضي قدماً في تنفيذ ما ورد بكلمة زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بشأن الخيارات التصعيدية في حال استمر العدوان" على اليمن.
وأعلن يحيى سريع، أمس الأحد، أن قوات الحوثيين نفذت رداً على العدوان الأميركي عملية عسكرية استهدفت حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس هاري ترومان" وقطعها الحربية، مضيفا أنه تم استهدافها والقطع البحرية التابعة لها في شمالي البحر الأحمر بـ18 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيّرة.
ذكرت قناة "المسيرة" التابعة لجماعة الحوثيين أن "العدو الأميركي يستهدف بغارة المجمع الحكومي في مديرية الحزم" بمحافظة الجوف، شمالي اليمن.
أفادت قناة "المسيرة" التابعة لجماعة "أنصار الله" في اليمن (الحوثيين)، ليل الأحد الاثنين، بأنّ محافظة الحديدة الساحلية الخاضعة لسيطرتها في غرب اليمن تعرضت لغارتين أميركيتين.
وأوردت القناة وقوع "عدوان أميركي بغارتين استهدفتا محلجا للقطن في مديرية زبيد" في محافظة الحديدة الساحلية والتي سبق وتعرضت لضربات إسرائيلية العام الماضي.