عيد أقل ضجيجاً

عيد أقل ضجيجاً

26 ديسمبر 2021
أقلّ ضجيجاً في بيت لحم (عصام ريماوي/الأناضول)
+ الخط -

لا يكتمل فرح من دون حرية. وها هو ذا عام جديد يحتفل فيه الفلسطينيون، بعيد الميلاد المجيد، في ظل قيود تزداد متانتها، بفعل متحوري الاحتلال وكورونا. فما إن فتحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الحدود، في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حتى عاودت إغلاقها بعد شهر، بعد اكتشاف أول إصابة بمتحور أوميكرون في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وطوال الأشهر الماضية، لم يسمح إلا لعدد قليل من الأفواج السياحية بالدخول، وألغى الآلاف حجوزاتهم بفنادق بيت لحم، مما أثر على القطاع السياحي في ظل اقتصاد فلسطيني منهك أصلا.

بدأت الاحتفالات رسمياً مع إضاءة شجرة الميلاد في كنيسة المهد مطلع هذا الشهر، وبلغت ذروتها مع قدّاس منتصف ليلة 24 ديسمبر/كانون الأول في كنيسة المهد. وكعادتها، منحت سلطات الاحتلال عدداً محدوداً واعتباطياً من "تصاريح العيد" لمسيحيي قطاع غزة البالغ عددهم ألفا ونيف، والذين أصرّوا، مع غيرهم في القطاع المحاصر، على إضاءة شموع العيد وبسمات أطفالهم.

 إضاءة الشموع وبسمات الأطفال (عباس مومني فرانس برس)
إضاءة الشموع وبسمات الأطفال (عباس مومني/ فرانس برس)

بعض من إجراءات صحية وإغلاقات ربما كانت قادرة على كبح جماح المتحور أوميكرون وأشقائه. لكن، ليس هناك ما يمنع انتشار فيروس الاحتلال ومتحوراته الاستيطانية ومشاريعها المتجددة. احتفل فلسطينيو القدس حيث تمضي دولة الاحتلال في سياساتها الاستيطانية الرامية إلى عزل المدينة وفصلها بالكامل عن الضفة الغربية، وفي تسويقها لـ "مشروع قانون القدس الكبرى" الذي يواجه معه 140000 فلسطيني خطر الترحيل القسري من بيوتهم. لا يختلف الوضع تحت الاحتلال بين مدينة فلسطينية وأخرى، سوى بالدرجة والتوقيت الزمني، ففيروس الاحتلال ومتحوراته تصيب إرادة الفرح وتنهكها. مع ذلك، حرص الفلسطينيون، مسلمين ومسيحيين، على الفرح ما استطاعوا إليه سبيلا، رغم بيوتهم التي تهدم، وأراضيهم التي تصادر، ومحاصيلهم التي تتلف ومياههم التي تلوث. ورغم قتلاهم وجرحاهم ومعتقليهم وأسراهم، ورغم كل ما أوتوا من ضنك العيش وقلة الحيلة. 

غزة
فرح في غزة رغم كل المتاعب (محمد عبد/فرانس برس)

حيث هناك كل ما هو فلسطيني، تسعى دولة الاحتلال إلى تقطيع أوصال الفرح، بجدران الفصل العنصري، والمستوطنات غير القانونية، وإرهاب الدولة المنظّم، وليس للفلسطيني "سوى الريح"، وفرح أقل ضجيجا وصخبا. 

(حسام أبو حامد)