Skip to main content
عون يطالب أمام وفد أميركي ثانٍ يزور بيروت بانسحاب إسرائيل من التلال الخمس
العربي الجديد ــ بيروت
اجتماع بين عون ووفد من الكونغرس الأميركي، 22 فبراير 2025 (الرئاسة اللبنانية/إكس)

أبلغ الرئيس اللبناني جوزاف عون السيناتور عن ولاية تكساس الأميركية روني جاكسون بأنّ "الاستقرار في الجنوب وعلى طول الحدود، يتطلّب انسحاب الإسرائيليين من التلال الخمس التي تمركزوا فيها وإعادة الأسرى اللبنانيين الذين احتجزوا خلال الحرب الأخيرة وهذا الموقف اللبناني ثابت ونهائي"، بحسب بيان للرئاسة. وقال عون، خلال استقباله الوفد الأميركي، اليوم السبت، إنّ "الجيش اللبناني انتشر في القرى والبلدات التي انسحب منها الإسرائيليون وهو جاهز للتمركز على طول الحدود"، لافتاً إلى أنّ "التعاون قائم بشكل جيد مع القوات الدولية العاملة في الجنوب بهدف تطبيق القرار 1701 وما ورد في الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي".

وأشار الرئيس اللبناني إلى أنّ "إسرائيل، باستمرار احتلالها للتلال، خرقت هذا الاتفاق وعلى الدول الراعية له، ولا سيما الولايات المتحدة، الضغط عليها للالتزام به كلياً"، مؤكداً أنّ "الجيش اللبناني يقوم بواجباته كاملة وبالتنسيق مع يونيفيل ولا صحة لكل ما يشاع عن أنه يتهاون في تطبيق ما تمّ الاتفاق عليه". وجدّد عون شكره للولايات المتحدة على الدعم الذي تقدمه للبنان وخصوصاً للجيش اللبناني، مطالباً بـ"زيادة هذا الدعم الذي يعزز من جهوزيته عدةً وعدداً ويمكّنه من القيام بالمهمات على نحو كامل"، معرباً عن أمله في أن "يلقى المطلب اللبناني التجاوب المطلوب من الإدارة الأميركية الجديدة ومجلسي النواب والشيوخ الأميركيين".

وهذه الزيارة هي الثانية على التوالي لوفد أميركي إلى بيروت، إذ جال وفد من الكونغرس، أمس الجمعة، على المسؤولين اللبنانيين من أجل بحث ترتيبات وقف إطلاق النار والقرار الأممي 1701، وذلك على وقع استمرار إسرائيل باحتلال مواقع حدودية استراتيجية في الجنوب بما يشكل خرقاً متواصلاً للاتفاق الذي أنهى حرب أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ودخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.

من جانبه، أكد جاكسون أمام عون "وقوف الولايات المتحدة إلى جانب لبنان الذي بدأ يستعيد عافيته بعد دخوله في مرحلة جديدة من الاستقرار على إثر انتخاب الرئيس عون وتشكيل الحكومة الجديدة"، مشدداً على أنه "سيعمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزملائه الشيوخ والنواب من أجل توفير الدعم المادي والتجهيزي اللازمين للجيش اللبناني الذي يقوم بعمل استثنائي ويلقى الدعم من الجميع داخل لبنان وخارجه"، مشدداً على أنّ "التعاون بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية هو لمصلحة الشعبين اللبناني والأميركي".

وبعد اللقاء، قال جاكسون في تصريح للصحافيين: "نريد أن نرى لبنان، وليس فقط لبنان، بل الشرق الأوسط بأكمله، يدخل حقبة جديدة من السلام والازدهار، وأعتقد أن هذا ممكن تماماً في الوقت الحالي"، مضيفاً: "لقد تغيرت أشياء كثيرة، وكان هناك الكثير من الألم والمعاناة للوصول إلى هذه المرحلة، لكنني أعتقد أن هذه فرصة فريدة لإعادة ضبط الكثير مما يجري في هذه المنطقة وتحسين حياة الكثير من الناس، وكما قلت مرة أخرى، إعادة السلام والازدهار الحقيقيين إلى المنطقة، ورؤية لبنان ينمو اقتصادياً، والشعب اللبناني يعيش حياة أفضل يوماً بعد يوم".

وحول انسحاب جيش الاحتلال من النقاط الخمس التي بقيَ فيها رغم مرور تاريخ 18 فبراير/ شباط الجاري، وهي المهلة الثانية للانسحاب الكامل، قال جاكسون: "أعتقد أننا سنواصل العمل لمحاولة التوسط والقيام بدور الوسيط بين القيادة اللبنانية والقيادة الإسرائيلية". وأضاف: "نريد إعادة ترسيم الحدود بالكامل، وأن يكون للبنان السيطرة الكاملة على حدوده، ولكننا نريد أيضاً أن تكون هذه الحدود آمنة. ونحن نريد أن يعيش اللبنانيون على جانب، والإسرائيليون على الجانب الآخر، ويتمكنوا من النظر عبر الحدود ورؤية بعضهم البعض والشعور بالأمان. وأعتقد أننا سنواصل العمل مع الإسرائيليين لمعرفة كيفية تحقيق ذلك في أسرع وقت ممكن، لكننا نريد أن تعود الأمور إلى طبيعتها، على أن يسيطر كل بلد على حدوده، وبطريقة آمنة، وسنواصل العمل على تنفيذ ذلك".

Image

ورداً على سؤال عن رأيه في قول أحد النواب الأميركيين إن "أي سياسي لبناني يشارك في جنازة (مراسم تشييع الأمينين العامين السابقين لحزب الله حسن نصر الله وهاشم صفي الدين) يوم غد الأحد، يُعتبر في صف النظام الإيراني"، أجاب السيناتور الأميركي: "لا أشارك هذا الرأي في ما يخص الجنازة. أفهم أن هذا وضع صعب هنا، وهناك عائلات مترابطة قد تدعم أطرافاً مختلفة. لذا، لا أعتقد أنه يجب علينا تأجيج الأمور في هذا الشأن، ومن الأفضل أن ندع هذا الحدث يمر ونمضي قدماً. إذا كان هناك أي شيء، يجب أن تكون هذه فرصة للنظر إلى إغلاق فصل وفتح فصل جديد، وآمل أن يكون ذلك بمثابة إعادة ضبط لكثير من الناس". وأكد أنّ "القوات المسلحة اللبنانية هي المسؤولة عن تأمين الحدود وتوفير الأمن للشعب اللبناني".

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي المماطلة في تنفيذ الانسحاب الكامل من جنوب لبنان، ويتمركز في خمس تلال، هي تلة الحمامص وتلة العويضة وجبل بلاط واللبونة والعزية. ويجرى البحث عن حل لهذه المسألة عبر اللجنة الخماسية المشرفة على تنفيذ وقف إطلاق النار في ظلّ رفض لبناني للطرح الإسرائيلي، وقد يكون الحل عبر انتشار قوات يونيفيل فيها إلى جانب الجيش اللبناني.