عون: على إسرائيل وقف عملياتها لبدء مسار التفاوض ولبنان ليس في خطر

13 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 20:23 (توقيت القدس)
الرئيس عون مع وفد جمعية الإعلاميين الاقتصاديين (الرئاسة اللبنانية)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون على ضرورة التزام إسرائيل بوقف العمليات العسكرية لبدء التفاوض، مشيراً إلى أن لبنان سبق أن تفاوض مع إسرائيل برعاية دولية، مما أدى إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية.
- نفى عون ارتباط المساعدات الأمريكية للجيش اللبناني بمسألة سحب السلاح، موضحاً أن المساعدات تتعلق بشراء أسلحة وتجهيزات، وأكد على أهمية الحلول الدبلوماسية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية.
- تحدث عون عن جهود إعادة الإعمار في الجنوب اللبناني وأهمية انعقاد مؤتمر لدعم الإعمار، مشدداً على تطوير العلاقات مع سوريا من خلال التعاون الأمني والاقتصادي.

شدّد الرئيس اللبناني جوزاف عون

، اليوم الاثنين، على ضرورة أن تلتزم إسرائيل وقف العمليات العسكرية ضدّ لبنان من أجل الشروع في مسار التفاوض، مضيفاً "هذا المسار الذي نراه في المنطقة يجب ألّا نعاكسه، وقد سبق للبنان أن تفاوض مع إسرائيل برعاية كل من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، ما أسفر عن اتفاق ترسيم الحدود البحرية، وأردف عون "لبنان ليس في خطر، كل المؤشرات الاقتصادية إيجابية".

من ناحية ثانية، نفى عون أن تكون المساعدات التي وافق عليها الكونغرس الأميركي والتي تبلغ 190 مليون دولار للجيش و40 مليون دولار لقوى الأمن الداخلي، مرتبطة بمسألة سحب السلاح، لافتاً إلى أن "لا مساعدات مالية بالمعنى المباشر، بل شراء أسلحة واليات وتجهيزات تسلَّم إلى الجيش وقوى الأمن، وإنّنا نراهن على انعقاد المؤتمر الذي سيخصّص لدعم الجيش والقوات المسلحة الذي لم يحدّد مكانه بعد".

وجاءت مواقف عون خلال استقباله جمعية الإعلاميين الاقتصاديين برئاسة الإعلامية سابين عويس، وذلك في وقتٍ تتواصل فيه الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، وسط ترقّب لانعكاسات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة على لبنان، وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد" إن "مواقف عون بشأن المفاوضات ليست جديدة، فلبنان سبق أن أجرى مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، ولا يمانع القيام بها من جديد لحلّ الملفات العالقة، ولبنان كان ويبقى مع الحلول الدبلوماسية، لا الخيارات العسكرية".

ولفتت المصادر إلى أن "هناك مخاوف لدى البعض وتبقى مفهومة من احتمال تصعيد إسرائيلي في لبنان بعدما انتهت الحرب في غزة، لكن لم يصل إلى لبنان رسمياً أي شيء بهذا الإطار، وهو بدوره لا يوقف اتصالاته ومحادثاته بشأن ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، والانسحاب من النقاط التي تحتلها إسرائيل جنوباً وإطلاق سراح الأسرى، خصوصاً أن لبنان التزم اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ولا يزال، وماضٍ بجدية في خطوات حصرية السلاح بيد الدولة، من هنا يجب النظر بإيجابية إلى وقف إطلاق النار في غزة لينسحب كذلك على لبنان".

وفي تفاصيل مواقف عون اليوم الاثنين، قال، خلال لقائه جمعية الإعلاميين الاقتصاديين، إن "الوضع السائد في المنطقة الآن والمسار الذي تمرّ فيه يدل على صوابية قراراتنا وتوجهاتنا، فالأمور تسير نحو التفاوض لإرساء السلام والاستقرار وهي تعطي نتائج، لذلك نقول دائماً إنه بالحوار والتفاوض يمكن الوصول إلى حلول، ولا يمكن أن نكون نحن خارج المسار القائم في المنطقة، وهو مسار تسوية الأزمات، ولا بدَّ أن نكون ضمنه، إذ لم يعد في الإمكان تحمّل المزيد من الحرب والدمار والقتل والتهجير".

ورداً على سؤال، أكد عون أنه "سبق للدولة اللبنانية أن تفاوضت مع إسرائيل برعاية أميركية والأمم المتحدة، ما أسفر عن اتفاق لترسيم الحدود البحرية تمَّ الإعلان عنه من مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة. فما الذي يمنع أن يتكرَّر الأمر نفسه لإيجاد حلول للمشاكل العالقة، لا سيّما وأن الحرب لم تؤد إلى نتيجة؟ فإسرائيل ذهبت إلى التفاوض مع حركة حماس لأنه لم يعد لها خيار آخر بعدما جربت الحرب والدمار. اليوم الجو العام هو جو تسويات ولا بدّ من التفاوض، أما شكل هذا التفاوض فيحدد في حينه".

وعن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، أجاب عون: "إسرائيل مستمرة في توجيه الرسائل العسكرية والدموية للضغط علينا، ولعل قصف الجرافات وآليات الحفر في المصيلح يوم السبت الماضي خير دليل على السياسة العدوانية الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان، في وقت تقيَّد لبنان بالاتفاق الذي جرى التوصل إليه في نوفمبر الماضي، وطالبنا مراراً بتدخل أميركي وفرنسي لكنها لم تتجاوب. الآن نأمل أن نصل إلى وقت تلتزم فيه إسرائيل وقف العمليات العسكرية ضدَّ لبنان، ويبدأ مسار التفاوض لأنّ هذا المسار الذي نراه في المنطقة يجب ألّا نعاكسه".

من ناحية ثانية، شدّد عون على أن "أهل الجنوب لهم على الدولة حقوق ونحن نعمل على تأمينها، وأقول بصراحة إنّ لا أموال حاضرة الآن لإطلاق عملية إعادة الإعمار، ولا بدّ من انعقاد مؤتمر لدعم الإعمار وهذا ما نعمل لأجله"، وعن مسألة حصر السلاح قال عون: "السلاح ليس الأساس، بل النية في استعماله هي الأساس، ذلك أن الذخيرة مثل الدواء لها عمر وفعالية، ومتى تجاوزت العمر المقدر لها تصبح خطرة على من يقتنيها. المهم هو نزع وظيفة السلاح، وهذه مسألة تأخذ وقتاً وليس على قاعدة كوني فكانت".

وتابع عون "الجيش يقوم منذ اتفاق نوفمبر الماضي بدوره في جنوب الليطاني، وعدد الشهداء الذين سقطوا في صفوفه بلغ 12 شهيداً حتّى اليوم بينهم خبراء متفجرات، ناهيك عن المهمات الموكولة إليه خارج جنوب الليطاني ولا سيما على الحدود الشمالية والشرقية والحدود البحرية ومكافحة التهريب والمخدرات وحفظ الأمن وغيرها من المهام".

وأردف "رغم ذلك، تمَّ في جنوب الليطاني، تنظيف من 80 إلى 85% من الأراضي، لكن لا يمكن تحديد وقت، لأنّ مساحة الجنوب واسعة، وفيه أودية وأحراج وتلال وغير ذلك، إضافة إلى ضرورة أن نأخذ في الاعتبار حالة الطقس مع اقتراب فصل الشتاء، ولا ننسى أيضاً الوجود الفلسطيني الذي تتعامل معه الدولة والجيش على حد سواء، خصوصاً مع بدء عمليات تسليم الأسلحة في عدد من المخيَّمات الفلسطينية"، مشدداً على أن "الجيش يقوم بواجبه كاملاً، كذلك القوى الأمنية الأخرى تقوم بما هو مطلوب منها سواء على مستوى قوى الأمن أو الأمن العام أو أمن الدولة في مجال مكافحة الفساد".

وعن العلاقة مع سورية، قال عون "نسمع كثيراً عن حشود على الحدود فترسل قيادة الجيش دوريات ويتضح أن لا صحة لهذه المعلومات. إنّ اللقاءات التي أجريتها مع الرئيس السوري أحمد الشرع

كانت إيجابية، وخلال زيارة وزير الخارجية السوري يوم الجمعة الماضي إلى بيروت جرى تأكيد سلسلة مبادئ في إطار الاحترام المتبادل والتعاون والتنسيق على مستويات أمنية واقتصادية. ولا بدّ من أن نطوِّر علاقاتنا وهو ما أكدنا عليه لجهة تعيِّين سفير سوري في لبنان، وتشكيل لجان تتولَّى درس الملفات، ومنها ملف الحدود البرية والبحرية، ومراجعة الاتفاقات القائمة بين البلدين".
المساهمون