عون خلال لقائه مع بيربورك: مصرون على استعادة جميع أسرانا من الاحتلال

19 مارس 2025
عون يلتقي وزيرة الخارجية الألمانية (الرئاسة اللبنانية)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون على أن احتلال إسرائيل لأراضٍ في الجنوب يعوق تنفيذ القرار 1701، مشيراً إلى جهود الجيش اللبناني في بسط الأمن ومصادرة السلاح، واستمرار المساعي الدبلوماسية لاستعادة الأسرى اللبنانيين.
- شدد عون خلال لقائه مع وزيرة خارجية ألمانيا على أهمية الإصلاحات في لبنان كحاجة وطنية، مؤكداً التزام الحكومة الجديدة بها، فيما أكدت الوزيرة الألمانية على ضرورة إقرار الإصلاحات بعد تشكيل الحكومة.
- أشار الجنرال أرولدو لاثارو إلى أهمية التعاون بين يونيفيل والجيش اللبناني في تنفيذ القرار 1701، مؤكداً على دعم يونيفيل للمجتمعات المحلية وتعزيز الاستقرار.

شدد الرئيس اللبناني جوزاف عون اليوم الأربعاء على أنّ "استمرار احتلال إسرائيل لأراض وتلال في الجنوب يعرقل تنفيذ القرار 1701 ويتناقض مع الاتفاق الذي تم التوصل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي"، لافتاً إلى أنّ "الجيش اللبناني الذي انتشر في كل الأماكن التي انسحب منها الإسرائيليون يقوم بواجبه كاملاً في بسط الأمن ومصادرة السلاح على أنواعه".

وأكد عون، خلال لقائه وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك، أنّ "إسرائيل رفضت كل الاقتراحات التي تقدّم بها لبنان لإخلاء التلال الخمس التي لا تزال تحتلها وإحلال قوات دولية مكانها، ولا تزال المساعي الدبلوماسية والمفاوضات مستمرة من أجل إيجاد حل جذري لهذه المسألة"، مشيراً إلى أنّ "إسرائيل لاتزال تحتفظ بعدد من الأسرى اللبنانيين ولم تسلم سوى خمسة منهم، علماً أنّ لبنان مصرّ على استعادة جميع الأسرى الذين اعتقلتهم إسرائيل مؤخراً".

ورداً على سؤال حول الأوضاع على الحدود اللبنانية - السورية، أبلغ الرئيس عون وزيرة الخارجية الألمانية أنّ "الاتصالات مستمرة مع الجانب السوري لإعادة الاستقرار إلى الحدود اللبنانية - السورية وأن الجيش اللبناني انتشر في البلدات المتاخمة لمنع تكرار ما حصل خلال الأيام الثلاثة الماضية". وأكد عون أيضاً أنّه "مقتنع بأن لبنان لا يمكن أن ينهض من جديد من دون إصلاحات، وبالتالي فإنّ هذا المطلب ليس مطلباً دولياً أو اقليمياً، بل هو حاجة لبنانية"، مؤكداً أنّ "توجهات العهد والحكومة واضحة لجهة السير بهذه الإصلاحات على مختلف المستويات".

وكانت الوزيرة الألمانية نقلت إلى الرئيس عون اهتمام بلادها بالأوضاع في لبنان عموماً وفي الجنوب خصوصاً، كما تحدثت عن أهمية إقرار الإصلاحات لا سيما بعد تشكيل الحكومة الجديدة، واستوضحت طبيعة الأحداث التي وقعت على الحدود اللبنانية – السورية، وذلك بحسب ما أفاد بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية.

وتجول وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك على المسؤولين اللبنانيين في بيروت، من أجل متابعة التطورات في المنطقة، وذلك على وقع انهيار وقف إطلاق النار في غزة، وهشاشة الهدنة في لبنان، مع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، وبقاء جيش الاحتلال الإسرائيلي في خمس تلال حدودية. وهذه الزيارة الأولى لوزيرة خارجية ألمانيا إلى بيروت بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة، مع ترقب عناوين هذه الجولة ونتائجها.

وقالت مصادر لبنانية رسمية لـ"العربي الجديد"، إنّ "جولة وزيرة خارجية ألمانيا تأتي في خضمّ التطورات الحاصلة في غزة، والتي من شأنها أن تؤثر في المنطقة ككلّ وضمنها لبنان". وأشارت المصادر "لا نخفي طبعاً قلقنا من التطورات الحاصلة في غزة، وانعكاساتها على المنطقة، ولكن لبنان سيبذل كل ما في وسعه للمحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار الذي وافق عليه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والملتزم به تماماً بعكس الإسرائيلي الذي ينتهكه كل يوم ويعرّضه للخطر".

على صعيدٍ آخر، قال رئيس قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو إنه "لا يمكن تطبيق القرار 1701 بنجاح إلا من خلال جهودنا المشتركة، حيث تعمل يونيفيل والجيش اللبناني جنباً إلى جنب لمنع التصعيد، والحفاظ على الاستقرار، وتعزيز سلطة الدولة في جنوب لبنان".

وأضاف لاثارو، في حفل أقامته البعثة اليوم الأربعاء في المقرّ العام في الناقورة بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين لتأسيس يونيفيل "نحن نبدأ فصلاً جديداً، حيث نعمل جنباً إلى جنب مع الجيش اللبناني لفتح الطرق وإزالة العوائق والمتفجرات، وتواصل يونيفيل التزامها بدعم المجتمعات المحلية من خلال أنشطة مؤثرة، ضمن إمكانياتها وقدراتها". وأشار إلى أن "قدرة يونيفيل على دعم الجيش اللبناني بشكل فعّال سوف تعتمد على دعم الحكومة اللبنانية والسلطات المحلية، التي يعد تعاونها ضرورياً لضمان قدرة البعثة على العمل بأمان وكفاءة في تنفيذ مهمتها".

وتابع لاثارو كلمته بالقول إن "عودة الاستقرار ستهيئ الظروف المناسبة لمعالجة معوقات السلام. ومن خلال الاجتماعات الثلاثية، وربما مع شركاء خارجيين، علينا حل النزاعات الحدودية والتقدم نحو أمن دائم، وسيعود السلام إلى لبنان، وبالتصميم والالتزام المشتركين، سنواصل السير نحو هذا الهدف. معاً، يمكننا تحقيق ذلك".

كذلك، قال لاثارو إنه "قبل 47 عاماً، كان جنوب لبنان على حافة أزمة، فبادر المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم، وفي التاسع عشر من مارس/آذار من عام 1978 تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرارين 425 و426 واتخذ قراراً حاسماً لاستعادة السلام والاستقرار في جنوب لبنان". وتابع "يعمل جنود حفظ السلام في يونيفيل، القادمون من 48 دولة، جنباً إلى جنب براً وبحراً وجواً لدعم السلام، كما أننا نسجنا علاقة وطيدة مع المجتمعات وعملنا بشكل وثيق مع الجيش اللبناني من أجل تعزيز الأمن والاستقرار". وأردف "منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ازداد الوضع تعقيداً ولكن مهمتنا ثابتة في دعم الاستقرار وتنفيذ القرار 1701".

المساهمون