عون: تسليم سلاح المخيمات الفلسطينية يبدأ منتصف يونيو في 3 مخيمات

26 مايو 2025   |  آخر تحديث: 15:27 (توقيت القدس)
خلال لقاء عون مع وفد أميركي برئاسة أنغوس كينغ في بيروت، 26 مايو 2025 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن الرئيس اللبناني جوزاف عون عن تشكيل لجان لمعالجة سلاح المخيمات الفلسطينية، مع بدء تسليم السلاح في ثلاثة مخيمات ببيروت وتفكيك معسكرات في الشمال والجبل والجنوب، لتعزيز احتكار الدولة للسلاح.
- أكد عون التزام لبنان بقرار مجلس الأمن 1701، مشددًا على ضرورة الضغط الدولي على إسرائيل، مع التعاون بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، وأهمية محاربة الفساد وتعزيز العلاقات مع سوريا.
- أشاد السيناتور الأميركي أنغوس كينغ بجهود عون، مؤكدًا دعم الجيش اللبناني، وتلقى عون دعوة من الرئيس المصري لحضور افتتاح المتحف المصري الكبير.

أعلن الرئيس اللبناني جوزاف عون

الاثنين، تشكيل لجان مشتركة لمعالجة مسألة سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان. وأبلغ عون وفداً من الكونغرس الأميركي برئاسة السيناتور أنغوس كينغ استقبله في قصر بعبدا بحضور السفيرة الأميركية لدى بيروت ليزا جونسون، أن "المحادثات التي أجراها مع رئيس دولة فلسطين محمود عباس كانت جيدة وأدت إلى اتفاق على تطبيق مبدأ حصرية السلاح على المخيمات الفلسطينية، وشُكلت لجان مشتركة لتنفيذ ما اتفق عليه"، مشيرًا إلى أن تسليم السلاح سيبدأ في منتصف الشهر المقبل في ثلاثة مخيمات فلسطينية في بيروت، لافتاً إلى "تفكيك ثلاثة معسكرات فلسطينية في الشمال والجبل والجنوب".

ولفتت مصادر في قصر بعبدا لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "الرئيس اللبناني أحاط الوفد الأميركي بالجهود التي يقوم بها لبنان في إطار تنفيذ القرارات الدولية وتعهداته على مستوى ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، ومنها على صعيد احتكار الدولة اللبنانية للسلاح، ما يشمل أيضاً السلاح الفلسطيني". وأشارت المصادر إلى أنّ "هناك إصراراً من جانب الرئيس عون على حلّ الملف الفلسطيني بأسرع وقت ومن طريق الحوار والنقاش عبر اللجان التي شكّلت، مع تمسّكه كذلك بحقوق الفلسطينيين"، مشيراً إلى أنّ "هناك خريطة عمل لمعالجة السلاح داخل المخيمات ستبدأ من بيروت فالبقاع والشمال، على أن تكون المرحلة الأخيرة في الجنوب".

وتابعت: "عون أكد للموفد الأميركي التزام لبنان القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار، وضرورة أن تكثف الجهود الدولية، وبخاصة الأميركية، من أجل الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على الأراضي اللبنانية والانسحاب من النقاط الخمس وإطلاق سراح اللبنانيين (...) هذا مسار ضروري للاستقرار في لبنان كما المنطقة، وهو ضروري أيضاً ليُكمل الجيش انتشاره جنوباً".

ويوم الجمعة الماضي، عُقد الاجتماع الأول للجنة المشتركة لمتابعة أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان، بدعوةٍ من رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني السفير رامز دمشقية، وبحضور رئيس الوزراء نواف سلام، الذي رحّب بقرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتسوية مسألة السلاح الفلسطيني في المخيّمات، مشيراً إلى الأثر الإيجابي للقرار في تعزيز العلاقات اللبنانية - الفلسطينية وتحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين.

والأربعاء اتفق الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ونظيره اللبناني على تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان، وأكدا "التزامهما مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية وإنهاء أي مظاهر خارجة عن منطق الدولة اللبنانية". كذلك أعلن رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني رامز دمشقية، الجمعة، الاتفاق على إطلاق مسار لتسليم سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان وفق جدول زمني محدد.

عون لوفد الكونغرس الأميركي: استمرار الاحتلال يعقد الأمور

من ناحية ثانية، قالت الرئاسة اللبنانية في بيان إنّ "عون أبلغ الوفد الأميركي أن لبنان ملتزم تطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701، وأن الجيش اللبناني انتشر في جنوب الليطاني ويقوم بدوره كاملاً في تطبيق ما اتفق عليه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فيما لا تزال إسرائيل تواصل أعمالها العدائية ضد لبنان وتحتل التلال الخمسة ولم تعد بعد الاسرى اللبنانيين على رغم المراجعات المتعددة التي يقوم بها لبنان، ولا سيما مع الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، راعيتي الاتفاق الذي مدد العمل به حتى 18 فبراير/شباط 2025 من دون أن تفي إسرائيل بما التزمت به".

وأكد عون للوفد بحسب البيان أن "استمرار الاحتلال الإسرائيلي يعقد الأمور وينتهك الاتفاق الذي وقعت عليه اسرائيل، وما يطلبه لبنان هو انسحاب إسرائيلي كامل حتى يتمكن الجيش اللبناني من الانتشار حتى الحدود الجنوبية وحمايتها، وهذا المطلب ليس فقط مطلب الدولة اللبنانية، بل مطلب الشعب اللبناني عموماً والجنوبيين خصوصاً الذين يعتبرون أن الجيش قادر على حمايتهم وتأمين سلامتهم". وأوضح رداً على أسئلة أعضاء الوفد أن "الجيش اللبناني يتعاون مع قوة اليونيفيل تعاوناً كاملاً، ويسيّر معها دوريات مشتركة"، مشيرًا إلى أن دور "القوات الدولية مهم وأساسي؛ ولهذا طلب لبنان التمديد لهذه القوة سنة إضافية". وشدد على أن "الجيش سيواصل انتشاره حتى يبلغ عديده نحو عشرة آلاف عسكري، مع الإشارة إلى اتساع المساحة في الجنوب والواقع الجغرافي والطبيعي فيه".

وأوضح عون أن "معركته الأساسية في الداخل هي محاربة الفساد، وأنه يراهن كثيراً على وعي اللبنانيين من جهة وعلى عمل القضاء من جهة ثانية الذي يجب أن تكون له الكلمة الفصل في محاسبة المخالفين والمرتكبين". وحول العلاقة بين لبنان وسورية، أبلغ عون الوفد أن "التواصل مستمر بين الحكومتين اللبنانية والسورية لمعالجة المسائل العالقة بين البلدين، ولا سيما الوضع الأمني على الحدود"، مشيراً إلى أن "القرار الأميركي برفع العقوبات عن سورية خيار جيد، ومن شأنه أن يحسن الاقتصاد في سورية، ما يجعل إمكانية عودة النازحين السوريين من لبنان إلى بلادهم أفضل مما هي الآن، وذلك لمساهمة هؤلاء النازحين في إعادة النهوض بالاقتصاد السوري". وأشار الرئيس اللبناني إلى أن "عودة النازحين ضرورية، ولا سيما بعد زوال الأسباب التي أدت إلى نزوحهم، وعلى الأمم المتحدة أن تقدم المساعدات إلى النازحين في سورية، وذلك لتشجيعهم على العودة".

من جانبه، أشاد السيناتور كينغ خلال اللقاء بالجهود التي يبذلها عون من أجل النهوض بلبنان من جديد، منوهاً بالإنجازات التي حققها الجيش على مختلف الصعد، ولا سيما في مجال ضبط الوضع في الجنوب. وأكد أن "الدعم الأميركي سيتواصل للجيش اللبناني، خصوصاً في مجال التجهيزات الحديثة والآليات".

كذلك أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام خلال لقائه الوفد الأميركي "إصرار الحكومة اللبنانية على بسط سيادتها على كامل أراضيها، بما في ذلك معالجة مسألة السلاح الفلسطيني في المخيمات، الذي وُضعت بشأنه خطة زمنية، وسيبدأ العمل على تنفيذها"، مشدداً على أهمية دعم الجيش اللبناني كي يعزز سلطته على الحدود وفي الداخل. ودعا رئيس الحكومة إلى "زيادة الضغط الأميركي على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها، ولوقف خروقاتها للسيادة اللبنانية".

دعوة من السيسي إلى عون

إلى ذلك، استقبل عون السفير المصري في لبنان علاء موسى، الذي سلمه رسالة خطية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تضمنت دعوة لرئيس الجمهورية والسيدة الأولى نعمت عون إلى حضور حفل الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير يوم 3 يوليو/تموز 2025. وأعرب السيسي بحسب ما نقلت الرئاسة اللبنانية عن "تطلعه إلى مشاركة عون في هذا الحدث التاريخي لنشهد افتتاح هذا الصرح الذي سيمثل إسهاماً معتبراً في توثيق تاريخ الإنسانية والإرث المشترك لشعوب العالم وحضارته العريقة".