عودة متوقعة لعشرات الحواجز الأمنية في بغداد

عودة متوقعة لعشرات الحواجز الأمنية في بغداد

26 يناير 2021
تعمل قيادة عمليات بغداد على منع تكرار الخروقات الأمنية (مرتضى السوداني/الأناضول)
+ الخط -

بعد أكثر من عامين على تخلّص سكان بغداد من عقدة الحواجز الأمنية التي كانت تنتشر في عموم مناطق العاصمة وضواحيها، وتستهلك ساعات طويلة من نهارهم من خلال وقوفهم في طوابير السيارات التي تخضع للتفتيش عبر تلك الحواجز، تنذر الاعتداءات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها العاصمة العراقية، بعودة جديدة لعشرات الحواجز الأمنية، ضمن خطة قيادة عمليات بغداد على منع تكرار الخروقات الأمنية التي تسببت في سقوط عشرات الضحايا والجرحى، الخميس الماضي.

واليوم الثلاثاء، أكدت مصادر أمنية عراقية لـ"العربي الجديد"، أن خيار الإبقاء على الحواجز الجديدة التي تم وضعها في بغداد عقب التفجيرات، بحيث تكون دائمة، مطروح بقوة من قبل القيادات الأمنية.

وتجري القيادات الأمنية، منذ الخميس، اجتماعات شبه يومية، لبحث الخطط الأمنية والمستجدات على الساحة، حرصاً على عدم وقوع هجمات جديدة.

ووفقاً لمسؤول أمني رفيع في بغداد، فإنّ "القيادات الأمنية عقدت عدة اجتماعات، بحثت خلالها الخطط الخاصة بضبط أمن العاصمة بغداد، ومنع وقوع تفجيرات وخروقات أمنية فيها"، كاشفاً لـ"العربي الجديد"، أنّ "الخطة الحالية ركزت على الانتشار الأمني المكثف، واعتماد الحواجز الأمنية الدائمة، وكذلك حواجز التفتيش المفاجئة في مناطق عدة من بغداد، للقيام بعمليات تفتيش العجلات والمارة، خاصة في المناطق الحساسة، والمزدحمة، فضلاً عن تكثيف الجهد الاستخباري".

وأكد المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أنّ "من بين الاستراتيجيات المطروحة للنقاش، إعادة عشرات الحواجز الأمنية المهمة في عدد من مناطق العاصمة"، مبيناً أنّ "هناك اعتراضاً من بعض القيادات الأمنية على الخطة، على اعتبار أنها تتسبب في اختناقات مرورية كبيرة ومضايقات للمواطنين، فضلاً عن أن عودتها تكون لها تأثيرات معنوية سلبية على المواطنين، لكن هناك من يرى فيها ضرورة لا بد منها".

ولفت إلى أن "الملف الأمني محرج للغاية، وأن القيادات الأمنية، لا سيما التي تولّت مهامها أخيراً، وفقاً لقرارات رئيس الوزراء، تريد أن تحقق إنجازاً في الملف، وأن تطبق استراتيجية أمنية محكمة".

وكان رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، قد رفع عشرات الحواجز الأمنية من بغداد، في خطوة أراد من خلالها أن يثبت وجود استقرار أمني فيها.

إلى ذلك، تواصل قوات مكافحة الإرهاب، لليوم الخامس على التوالي، عملية "ثأر الشهداء" والتي تهدف إلى ملاحقة بقايا "داعش" في عدد من المحافظات العراقية.

وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، يحيى رسول، في إيجاز صحافي أمس الاثنين، إنّ "جهاز مكافحة الارهاب يواصل عملية ثأر الشهداء التي نفذت في بغداد وقضاء الفلوجة والكرمة وهيت شمال الرمادي، وقد تمكن من إلقاء القبض على 10 من عناصر داعش والعثور على وثائق مهمة".

وأكد أن "هنالك سلسلة من الإجراءات لإعادة النظر بالاستراتيجية التي تهدف للاستمرار بدكّ ما تبقى من أوكار داعش"، مبيناً أن "هناك تعاوناً كبيراً بين الأجهزة الأمنية في بغداد والمحافظات الأخرى، والشروع في عمليات نوعية نفذها جهاز مكافحة الإرهاب".

من جهته، أكد "الحشد الشعبي" أنه ينفذ عمليات تفتيش وتمشيط في محافظة صلاح الدين.

وذكرت مديرية إعلام "الحشد"، في بيان، أنّ قواتها "تنفذ عملية أمنية في منطقة العيث والقرى المجاورة لها في محافظة صلاح الدين، والتي شهدت، السبت، هجوماً على عناصر الحشد، أوقع 21 قتيلاً وجريحاً"، مبينة أن "العملية أسفرت عن العثور على عدد من المضافات التابعة لداعش، ورفع عدد من العبوات الناسفة التي كانت مزروعة على الطرق، كما عثرت القوات على نفق بطول 10 أمتار كان بمثابة ملجأ للإرهابيين".

وشددت على أنها "ستواصل واجبات التفتيش لتطهير وتأمين هذه المناطق، وإنهاء أي تواجد لها".

المساهمون