استمع إلى الملخص
- تصاعدت الأحداث بعد إصابة شاب برصاصة، مما دفع أقاربه لاختطاف مدنيين للضغط على المعتدين، وتدخلت وساطات من السويداء ودمشق لتهدئة الوضع ومنع تكرار الأحداث.
- دعا ناشطون إلى تفعيل القانون ونزع السلاح، محذرين من استغلال جهات خارجية للأحداث لتحقيق مكاسب سياسية، ومطالبين بإصلاح بنيوي لتفكيك الفصائل المسلحة.
عاد الهدوء إلى محافظة السويداء جنوب سورية بعد ليلة وصفها الأهالي على اختلاف مشاربهم بالليلة السوداء قُتل فيها ثلاثة أشخاص وجُرح 14. وشهدت المحافظة، ليل أمس الخميس، اشتباكات عنيفة إثر إصابة شاب بالرصاص في معسكر الطلائع جنوب غرب مدينة السويداء، صباح الخميس، اتُهم فيها أحد الحطابين من عشائر البدو. ولاحقاً قامت عصابات مسلحة بقطع طريق دمشق السويداء واستهدفت المدنيين العابرين فقتلت وأصابت العديد منهم. وأشارت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" إلى تدخل وساطات من محافظة السويداء ودمشق لإنهاء المشكلة ومنع أي أحداث مستقبلية مشابهة بناء عليها.
وبدأت الأحداث بعد إصابة شاب من قرية رساس جنوبي غربي السويداء برصاصة خلال محاولته منع مجموعة مسلحة ينتمي أفرادها لعشائر المحافظة أثناء قيامهم بقطع الأشجار في منطقة نبع عرى، ليقوم آخرون بإطلاق النار عليه ويسقط مصاباً بطلق ناري في الصدر. وعلى خلفية الحادثة طالب أقارب الشاب المصاب بتسليم مطلقي النار، ليأتي الرد من قبل أهالي المعتدين بالرفض، وعليه قام أقارب المصاب وفصائل محلية باختطاف أكثر من 10 مدنيين من العشائر، لإجبارهم على تسليم مطلق الرصاص، ما أدى لتفاقم الأمور وتحولت إلى مواجهة مسلحة بين الطرفين ومن ثم استهداف عشوائي للمدنيين من الطرفين. وبالتزامن مع ذلك قام مسلحون في منطقة المطلة بتأجيج الأحداث من خلال قطع طريق دمشق السويداء وإطلاق النار بشكل عشوائي على حافلات الركاب المتجهة من السويداء إلى دمشق وبالعكس وأصيب وقتل خلالها عدد من المدنيين.
ومع تسارع الأحداث وتفاقمها وقيام مسلحين في منطقة المطلة بالريف الجنوبي لمحافظة ريف دمشق بقطع الطريق، تدخلت مجموعات تابعة لإدارة العمليات العسكرية في دمشق بمساندة مجموعة من مدينة جرمانا وقامت بالتوجه إلى المنطقة وتمشيطها لتطويق الأمر. وفي سياق مواز، خرج العشرات من أبناء محافظة السويداء في مظاهرة مركزية في ساحة الكرامة، وطالبوا خلالها بتفعيل القانون ونزع السلاح رافعين لافتات تعبر عن ذلك.
واعتبر الصحافي والناشط المدني علي الحسين في حديث مع "العربي الجديد"، أن الفصائل المسلحة من الجانبين تتحمل مسؤولية ماحصل، موضحاً أن "الأحداث تكشف فشل هذه الفصائل جميعها في ضبط الأمن بالمحافظة وضبط انتشار السلاح العشوائي فيها، وإن المحافظة ستشهد اعتداءات متكررة في حال عدم الامتثال لتفعيل الضابطات العدلية والقانونية". ويرى الحسين أن هناك "جهات خارجية تقوم بتأجيج أي أحداث فردية قد تحصل لافتعال اقتتال داخلي في السويداء، فقطع طريق دمشق السويداء من قبل مسلحين في المطلة ليس صدفة. هناك أطراف تريد إدخال المحافظة في دوامة عنف لتحقيق مكاسب سياسية".
وشدد المتحدث على ضرورة تجاوز العقلية القبلية والعشائرية والفصائلية في المحافظة "والذي لن يتم إلا من خلال تفعيل القضاء الرسمي بدل الاحتكام لـلأعراف العشائرية التي تكرس الفوضى". واعتبر أنه ورغم مرارة ما حدث البارحة إلا أن ذلك "قد يكون جرس إنذار لضرورة إصلاح بنيوي يبدأ تفكيك الفصائل المسلحة، وتسليم السلاح العشوائي من قبل جميع الفصائل من مختلف مكونات السويداء، لتحويل المحافظة إلى نموذج للحلول المجتمعية والمدنية القائمة على حفظ السلام وتطبيق القانون".