عن جمهورية أيرلندا الصديقة

23 ديسمبر 2024
تظاهرة داعمة للفلسطينيين في دبلن، 9 نوفمبر 2024 (حذيفة تاستان/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مواقف أيرلندا الثابتة ضد الاحتلال: أيرلندا تواصل دعمها للقضية الفلسطينية رغم الضغوط الإسرائيلية، حيث وصفت السفيرة الإسرائيلية في أيرلندا الوضع بأنه متطرف، مشيرة إلى فقدان الجالية اليهودية للأمان بسبب مواقف الحكومة الأيرلندية.

- ردود فعل دبلوماسية متباينة: أغلقت إسرائيل سفارتها في دبلن، بينما أكد وزير الخارجية الأيرلندي على أهمية الالتزام بالقانون الدولي وضرورة الحفاظ على قنوات الاتصال الدبلوماسي مفتوحة.

- تأييد شعبي أيرلندي: رحب المواطنون الأيرلنديون بقرار إغلاق السفارة الإسرائيلية، معبرين عن استيائهم من السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، ومؤكدين على أهمية التمسك بالمبادئ الإنسانية والعدالة.

كثيرون من أحرار العالم لم نوفّهم حقهم من الاعتراف بالجميل، وهم يستميتون ويضحون من أجل كلمة الحق ونصرة القضية الفلسطينية. تقول السفيرة الإسرائيلية لدى أيرلندا، دانا إرليخ، في مقابلة مع موقع واينت العبري، الأسبوع الماضي، إن "الجالية اليهودية في أيرلندا فقدت الأمن. لم يعد اليهود يخرجون إلى الشوارع مع رموز تدل على هويتهم". وتضيف أن "الخطاب العام اتخذ منحى متطرفاً في ظل مواقف الحكومة الأيرلندية". ووصفت إرليخ أيرلندا بأنها "تجاوزت كل الخطوط الحمراء"، مشيرةً إلى حادثة نشر ملصقات في شوارع البلاد تحمل صورتها فيما ظهر وجهها وهو مُلطّخ بالدماء، ما يبدو تعبيراً من جانب المناهضين للاحتلال.

ما تقوله السفيرة لا يتعلق فقط بقرارات حكومية وخلافات دبلوماسية بين أيرلندا وإسرائيل، وإنما هو تعبير عن عمق شعبي كاره للاحتلال والظلم، في دولة أوروبية، لم تتراجع مطلقاً، برغم كل التهديدات الإسرائيلية عن مواقفها المبدئية تجاه القضية الفلسطينية، تجاه الحق والعدل. قررت إسرائيل غلق سفارتها في أيرلندا رداً على هذه المواقف، لكن وزير الخارجية الأيرلندي، ميهال مارتن، أجاب بكل هدوء ووثوق بأن المسؤوليات بموجب القانون الدولي هي التي تحدد موقف أيرلندا من التطورات في الشرق الأوسط، وأن جميع الدول يجب أن تلتزم بمسؤولياتها الناجمة عن القانون الدولي. وأكد أن أن بلاده لا تخطط لإغلاق سفارتها في إسرائيل، مضيفاً: "نحن نؤمن بأهمية الحفاظ على قنوات الاتصال الدبلوماسي مفتوحة، ونشعر بالحزن جراء اتخاذ إسرائيل هذا القرار".

أكثر من هذا، استقبل مواطنون أيرلنديون بارتياح قرار دولة الاحتلال الإسرائيلي إغلاق سفارتها في دبلن. وفي حديث لوكالة الأناضول أمام السفارة الإسرائيلية في دبلن، الأسبوع الماضي، قال أحد المواطنين الأيرلنديين (فضل عدم ذكر اسمه)، إن "إغلاق السفارة الإسرائيلية في أيرلندا أو عدم إغلاقها لا يهم كثيراً من الناس، لكن (الأيرلنديون) يريدون رؤية الإسرائيليين يغادرون". وأضاف أن "سكان قطاع غزة يُقتلون يومياً"، وأنهم يشاهدون ذلك، معتبراً أنه "من الجيد رؤيتهم يغادرون، وأنهم يذهبون أخيراً، لأن الرأي العام السائد بشأن الإسرائيليين كان دائماً سيئاً للغاية". هذه هي الحيثيات، فلماذا لم نحتف بهذه الدولة "الشقيقة" ومواقفها المشرفة كما ينبغي؟ ألأنها تعكس صورتنا الحقيقية في المرآة وتحرجنا، وتكشف كم نحن متخاذلون ومقصّرون... قارنوا بين أيرلندا وبين بعض العرب، وانظروا كيف يتمسك الناس، برغم اختلاف العرق والتاريخ والجغرافيا، بالمبدأ، رغم كل الصعوبات والتداعيات الممكنة على دولة مثل أيرلندا، ولكنه الحق، والعدل...

المساهمون