عملية مشتركة للتحالف الدولي والأمن السوري ضد "داعش" في ريف حلب
استمع إلى الملخص
- شاركت القوات السورية في العملية من خلال إغلاق الشوارع المحيطة بموقع الإنزال، بينما استخدمت القوات الأميركية المروحيات وطائرات الاستطلاع، ووجهت نداءات للمطلوبين لتسليم أنفسهم.
- تُعد هذه العملية الأولى من نوعها بمشاركة الحكومة السورية الجديدة، وتأتي ضمن جهود التحالف الدولي المستمرة لتقويض قدرات "داعش" وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
قُتل واعتُقل العديد من عناصر تنظيم "داعش" خلال عملية أمنية مشتركة بين قوات التحالف الدولي وقوات الأمن السورية، جرت فجر اليوم الجمعة، في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، شمالي سورية، هي الأولى من نوعها بين الجانبين. وفيما لم يصدر أي تعليق من الحكومة السورية حول هذه العملية، أفادت مصادر محلية في مدينة الباب بمقتل واعتقال عدد من عناصر تنظيم "داعش" خلال العملية.
وقال الناشط محمد الشمالي لـ"العربي الجديد" إن "قوات التحالف الدولي، بالتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية السورية، قامت بعملية أمنية في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، شاركت فيها حوامات أميركية، ما أدى إلى مقتل أربعة من عناصر داعش، إضافة إلى اعتقال قيادي بارز في التنظيم، عراقي الجنسية".
ووفق الشمالي شاركت قوات من وزارتي الدفاع والداخلية في سورية في العملية من خلال إغلاق الشوارع المحيطة بموقع الإنزال، الذي قامت به المروحيات الأميركية، بينما حلّقت طائرات استطلاع في سماء المنطقة بكثافة، وسط دعوات عبر مكبرات الصوت للمطلوبين لتسليم أنفسهم. وذكرت حسابات محلية أن عملية الإنزال كانت على أحد المنازل في مدينة الباب في حارة البوغزال، مشيرةً إلى أنّ المنزل يعود لشخص من دير الزور يقطنه شخص عراقي يُعتقد أنه قيادي في تنظيم "داعش" يقطنه مع عدد من مرافقيه، ولفتت إلى أن القيادي المقصود هو المتحدث باسم تنظيم داعش، وكان قدم منذ أسبوع إلى مدينة الباب.
ووجّهت القوات المشاركة نداءات عبر مكبرات الصوت طالبت فيها المطلوبين بتسليم أنفسهم، قبل أن تقتحم الموقع وتعتقل القيادي المستهدف. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر رتلاً عسكرياً يتبع لوزارتي الداخلية والدفاع خلال عملية الاقتحام.
وتعد هذه العملية من أكبر عمليات التحالف في المنطقة منذ أشهر، والأولى من نوعها التي تشارك فيها قوات من الحكومة السورية الجديدة، وكانت العمليات السابقة تتم إما بالاعتماد على "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في المناطق التي تسيطر عليها الأخيرة، أو بشكل منفرد لقوات التحالف، في المناطق الأخرى الخارجة عن سيطرة قوات "قسد".
وكان الولايات المتحدة الأميركية قد أعلنت في سبتمبر/ أيلول 2014 عن تأسيس تحالفٍ دولي بقيادتها لمواجهة تنظيم داعش في سورية والعراق، وتواجد منذ ذلك الحين قواعد لهذا لتحالف في البلدين، كما شنّ العديد من العمليات ضد التنظيم وقواعده، وكان التحالف قد أعلن في مايو/ أيار الماضي عن عملية إعادة تموضع لقواته في سورية تأتي ضمن "عملية مدروسة ومرتبطة بالظروف الميدانية"، وأكد التحالف في بيان أن "إعادة التموضع تهدف إلى تقويض قدرات تنظيم داعش وتعزيز الاستقرار الإقليمي"، مشدداً على استمرار قوة المهام المشتركة في العمل مع الشركاء المحليين "للحفاظ على الضغط على داعش والتعامل مع التهديدات الإرهابية المحتملة".