عملية تبادل محتجزين في السويداء برعاية وزارة الداخلية والهلال الأحمر السوري
استمع إلى الملخص
- أفرجت قوى الأمن عن 70 شخصاً من عوائل العشائر والبدو، بالتزامن مع دخول مساعدات إنسانية للهلال الأحمر، في إطار دعم الاستقرار وتخفيف معاناة السكان.
- اختتمت لجنة التحقيق الدولية زيارتها الأولى للسويداء، مشيدة بشجاعة الناجين والشهود، ومؤكدة على أهمية مواصلة العمل وزيارة المجتمعات المتضررة مستقبلاً.
شهدت محافظة السويداء جنوبي سورية، اليوم الأربعاء، عملية تبادل محتجزين بين فصائل محلية وقوى الأمن الداخلي، أفضت إلى الإفراج عن عشرات المحتجزين من الجانبين، وذلك برعاية وزارة الداخلية السورية وبإشراف مباشر من الهلال الأحمر العربي السوري، في خطوة وُصفت بأنها جزء من الجهود الهادفة إلى تهدئة الأوضاع واستعادة الاستقرار الاجتماعي في المحافظة التي شهدت توترات واسعة خلال الأشهر الماضية.
وأعلنت وزارة الداخلية السورية، مساء الأربعاء، أنها تمكنت من تأمين وصول 35 شخصاً من أبناء محافظة السويداء وتسليمهم إلى ذويهم، بإشراف مباشر من قائد الأمن الداخلي في المحافظة العميد حسام الطحان، وبحضور المحافظ مصطفى البكور، وعدد من وجهاء المحافظة، وذلك بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوري.
وأشارت الوزارة، في بيان لها، إلى أن الخطوة تأتي في سياق "سلسلة من الجهود الهادفة إلى دعم الاستقرار الاجتماعي"، مؤكدة أن "قيادة الأمن الداخلي ماضية في نهجها الإنساني بالتعاطي مع أبناء المجتمع، بما يعكس حرص الدولة على الحفاظ على النسيج الأهلي وتعزيز الثقة والتلاحم بين المواطنين والمؤسسات الرسمية".
في السياق ذاته، قالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، إن قوى الأمن الداخلي في السويداء تمكنت أيضاً من تأمين نحو 70 شخصاً من عوائل العشائر والبدو، كانوا محتجزين منذ يوليو/ تموز الماضي في مدينة السويداء لدى فصائل مسلحة تتلقى تعليماتها من الشيخ حكمت الهجري، أحد مشايخ طائفة الموحدين الدروز.
ودخلت إلى محافظة السويداء، اليوم الأربعاء، قافلة للهلال الأحمر العربي السوري تضم 15 شاحنة محملة بنحو 200 طن من الطحين، إضافة إلى سلال صحية، و840 لتراً من البنزين، و70 صندوق هدايا للأطفال. وسبقت هذه القافلة بيومين قافلة أخرى للهلال الأحمر، حملت ما يقارب 200 طن من الطحين، و1265 سلة غذائية وصحية، و5000 لتر من وقود الديزل، ومولدة كهربائية، و100 طرد ألبسة.
وفي 22 سبتمبر/ أيلول الفائت، كانت قيادة الأمن الداخلي في السويداء قد تسلّمت، بحضور لجنة التحقيق الخاصة بأحداث المحافظة، مجموعة من المحتجزين من أبناء السويداء، مؤكدة اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامتهم واستقرارهم.
من جهتها، أعلنت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسورية، أمس الثلاثاء، أنها اختتمت زيارتها الأولى إلى المجتمعات المتضررة من العنف في محافظة السويداء، بما في ذلك مواقع داخل المدينة والمحافظة ومناطق مجاورة، معربةً عن امتنانها "لإتاحة إمكانية الوصول وتيسير المهمة".
وأكدت اللجنة في بيانها أنها "غادرت سورية، وتتطلع إلى القيام بزيارات أخرى إلى المجتمعات المتضررة شرط استمرار توافر إمكانية الوصول والظروف اللازمة لمواصلة العمل"، مشيدةً بـ"العديد من الناجين والشهود وأفراد المجتمعات وقادتها الذين شاركوا إفاداتهم حول الانتهاكات المشتبه بها للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي".
وكان محافظ السويداء قال، خلال لقائه وفداً من الصليب الأحمر الدولي يوم الخميس الفائت، إن المهجّرين في المحافظة ينقسمون إلى قسمين: الأول من داخل المحافظة وهم من العشائر الذين نزحوا إلى درعا وريف دمشق، والثاني من أبناء الطائفة الدرزية الذين نزحوا إلى داخل السويداء نفسها.
وأوضح البكور أن "الطرفين يعانون معاناة شديدة بسبب الأحداث التي حصلت، فالإنسان لا يستقر إلا في منزله"، مشيراً إلى أن "الأحداث التي وقعت كانت مفتعلة وتأثر بها المواطنون الأبرياء"، لافتاً إلى أن "واقع العشائر المهجّرين واقع أليم ومُتعب، بسبب نزوحهم إلى مناطق في الجنوب السوري كانت قد تعرضت للدمار والتخريب بفعل ممارسات النظام البائد".