عملية المزيرعة: جنين تثبت استعصاءها على محاولات الإخضاع الإسرائيلية

عملية المزيرعة: جنين تثبت مجدداً استعصاءها على محاولات الإخضاع الإسرائيلية

06 مايو 2022
صبية فلسطينيون يستهدفون مركبة عسكرية إسرائيلية بالحجارة في جنين (Getty)
+ الخط -

عادت الأضواء مرة ثانية إلى مدينة جنين شمال الضفة الغربية، لكن هذه المرة إلى قرية رمانة غرب المدينة، بعد أن وجهت قوات الاحتلال الإسرائيلي أصابع الاتهام إلى الشابين صبحي عماد صبحي أبو شقير (20 عاماً)، وأسعد يوسف الرفاعي (19عاماً) بالمسؤولية عن تنفيذ عملية قرية المزيرعة المهجرة عام 1948 التي أٌقيمت عليها مستوطنة "إلعاد" الإسرائيلية، مساء أمس الخميس، وأسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة أربعة آخرين.

والشابان أبو شقير والرفاعي أنهيا دراستهما الثانوية، ويعملان في مجال تمديد شبكات الكهرباء داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948. وبحسب إعلام الاحتلال فإنهما كانا يعملان في المستوطنة المقامة على أراضي قرية المزيرعة الفلسطينية المهجرة، ويعرفان جغرافية المكان.

يقول عماد صبيحات أبو شقير، والد صبحي، في تصريحات لـ"العربي الجديد": "أعمل عامل بناء في الداخل المحتل، ونحو الرابعة والنصف فجرا فوجئت بقوات من جيش الاحتلال تقوم باعتقالي وضربي بشكل متوحش، بعدها تم اقتيادي إلى ضابط مخابرات للاحتلال، الذي سألني عن ابني صبحي، وأين هو الآن؟ فأجبته أنني لأ أعرف، ثم أخبرني أن ابني هو من نفذ العملية مساء أمس".

ويوضح أبو شقير، "قلت لضابط مخابرات الاحتلال إن هذا غير صحيح، فابني صبحي كان يخطط للخطوبة والزواج، فأجابني الضابط: نحن متأكدون أن ابنك من قام بالعملية، لماذا قام بذلك؟ وعندما قلت له لماذا تم الاعتداء علي من عناصر الأمن بهذه الوحشية حيث نزف وجهي دماء من أثر الضرب، قال ضابط الاحتلال: أنت تعلم أن عناصر الشرطة والجيش متأثرون برؤية منظر الدم من العملية، فأجبته: لماذا إذن لا توقفون قتل الفلسطينيين في كل مكان؟ ولماذا لا تتوقفون عن تدنيس الأقصى يومياً؟".

وأفرجت قوات الاحتلال عن الأب بحدود العاشرة من صباح اليوم الجمعة، فيما حمّلت العائلة الاحتلال وأجهزته المسؤولية عن حياة ابنها صبحي، إذ يقول الجد صبحي صبيحات أبو شقير، لـ"العربي الجديد": "إن الاحتلال هو المسؤول عن حياة ابننا صبحي، الذي يعمل عامل كهرباء، وهو في مقتبل العمر".

ويؤكد الجد: "حفيدي لا ينتمي لأي فصيل فلسطيني، ونحن كعائلة ننتمي كلنا إلى حركة (فتح)، وأي شيء يقوم به الشبان الفلسطينيون ضد الاحتلال هو ردة فعل على القتل اليومي الذي يقوم به الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة وتدنيس المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين".

شرطة الاحتلال الإٍسرائيلي سارعت لاتهام صبحي وابن قريته أسعد الرفاعي، ونشرت، صباح اليوم، على صفحتها الرسمية، صورة الشابين، وادعت أنهما "مشتبهان بقيامهما بتنفيذ العملية" التي أسفرت عن قتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة أربعة آخرين، وقامت بنشر صورهما وحثت على الإبلاغ عنهما لمن يراهما.

من جانبه، يؤكد الجد لـ"العربي الجديد" أنه اتصل بحفيده، لكن رد عليه صوت غريب قائلًا إنه "وجد هاتف صبحي النقال ملقى على الأرض، ولا يعرف من هو صاحب هذا الهاتف النقال، ولاحقاً تم إغلاق الهاتف".

ومنذ مساء أمس الخميس، تلاحق قوات الاحتلال الشابين، فيما يواصل الإعلام والسياسيون الإسرائيليون التحريض ضد حركة "حماس" وتحديداً رئيس مكتبها السياسي في قطاع غزة يحيى السنوّار، متّهمينه بالتحريض على عمليات المقاومة في الضفة الغربية ضد الاحتلال.

وبثت وسائل الإعلام الإسرائيلية مقطعا مجتزأ لكلمة السنوّار قبل أيام دعا فيها الفلسطينيين لإعداد أي سلاح لديهم، سواء كان هذا السلاح بندقية أو ساطوراً، قائلاً: "ليجهز كل واحد عنده بندقية بندقيته، ومن ليس عنده بندقية فليجهز ساطوره أو بلطته أو سكينه".

لكن تحريض الاحتلال على تصريحات السنوار، سبقه تحريض على جنين، وسعي لخنقها وعزلها اقتصاديًّا عن الضفة، وتدفيعها ثمن العمليات التي نفذها مقاومون فلسطينيون خلال الشهرين الماضيين، وتحديدًا في منطقة تل أبيب، حيث نفذت عمليتا إطلاق نار وقتل فيهما 8 إسرائيليين واستشهد المنفذان، وهما: الشاب ضياء حمارشة من بلدة يعبد جنوب غرب جنين، ورعد خازم من مخيم جنين، والذي لا تزال قوات الاحتلال تلاحق والده فتحي منذ ذلك الحين، بزعم التحريض.

وواصلت قوات الاحتلال ملاحقة عناصر من كتيبة جنين إحدى الأذرع المحسوبة على سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، واغتالت العديد منهم، علاوة على ارتقاء عدد من الشهداء خلال اقتحام مدينة ومخيم جنين وعدد من القرى والبلدات في محافظة جنين، ووصل عدد الشهداء إلى 12 شهيدًا، خلال عشرات الاقتحامات، وكذلك أصيب واعتقل العشرات خلال الشهرين الماضيين.

دلالات