عمليات للجيش المصري تكشف سيطرة "داعش" على قرى بسيناء

عمليات للجيش المصري تكشف سيطرة "داعش" على قرى بسيناء

28 نوفمبر 2020
بدأ الجيش بالتحرك قبل أسبوع تقريباً (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

بعد وقت قصير من استعادة الجيش المصري السيطرة على خمس قرى كانت تحت سيطرة تنظيم "ولاية سيناء"، الموالي لتنظيم "داعش"، غرب مدينة بئر العبد في محافظة شمال سيناء، كشفت مصادر قبلية ميدانية، لـ"العربي الجديد"، أن التنظيم الإرهابي لا يزال يسيطر على قرى أخرى في محيط مدينة بئر العبد منذ أشهر. ولم يعلن عن ذلك نظراً إلى قلة عدد السكان في هذه القرى، بالإضافة إلى عدم حديث التنظيم عن سيطرته عليها. كما أن قوات الجيش أخفت تفاصيل وجود "داعش" فيها طيلة الفترة الماضية، إلى أن بدأ الجيش أخيراً بمحاولات لإعادة فرض السيطرة عليها، ما أدى لوقوع خسائر بشرية ومادية في صفوف قواته، كشفت عن وجود عمليات عسكرية على الأرض في تلك المناطق.

وفي التفاصيل، أكدت المصادر القبلية أن "داعش" سيطر على قرى قصرويت، وجعل، وتفاحة، والحميضة في محيط بئر العبد، منذ نهاية فبراير/ شباط الماضي، فيما سعت قوات الجيش إلى طرد التنظيم، بعد تحركات أبداها سكان القرية مع بعض المسؤولين في أعقاب تمكن الجيش من استعادة قرى رابعة، وقاطية، واقطية، والمريح، والجناين، بعد سيطرة "داعش" عليها في يوليو/ تموز الماضي. وكان الفارق بين المناطق، أن سكان القرى الخمس يعدون بالآلاف بعكس سكان القرى التي لا يزال يوجد فيها "داعش"، ويقدر عددهم ببضع مئات فقط. وأشارت إلى أن الجيش بدأ بالدخول إلى قرية قصرويت كمرحلة أولى، في ظل تمركز التنظيم فيها، وانطلاقه منها لتنفيذ هجمات ضد قوات الجيش في عدة اتجاهات في نطاق بئر العبد، طيلة الفترة الماضية.

بدأ الجيش بالدخول إلى قرية قصرويت كمرحلة أولى في ظل تمركز التنظيم فيها
 

وأوضحت المصادر ذاتها أن عشرات الآليات التابعة لقوات الصاعقة المصرية تحاول السيطرة على قرية قصرويت، بالدخول إليها من عدة اتجاهات، إلا أنها قوبلت بمقاومة شديدة من التنظيم. وقد أوقع هذا الأمر خسائر بشرية ومادية في صفوف قوات الجيش، كان آخرها إصابة ضابط برتبة مقدم برصاص قناص في رأسه، بالإضافة إلى مقتل عدد من المجندين على مدار الأيام الماضية، على الرغم من الاستعانة بالطيران الحربي للتغطية على العمليات البرية. وبالتزامن مع ما سبق، بدأت بعض المصادر المقربة من المسؤولين الأمنيين الحديث عن قرب عودة أهالي قصرويت إلى منازلهم كمرحلة أولى، تتبعها قرى جعل والحميضة وتفاحة، وبعض التجمعات السكانية في محيطها، بما يؤمن محيط بئر العبد بالكامل، وطرد التنظيم إلى الظهير الصحراوي مرةً أخرى كما كان في بداية العام الحالي.

يشار إلى أن التهجير القسري في شمال سيناء حدث لأسباب عدة، من قوات الجيش المصري، وتنظيم "داعش"، إذ عمل الجيش على تهجير عشرات آلاف السكان من مدن رفح والشيخ زويد والعريش، فيما تولى التنظيم مسؤولية تهجير سكان قرى بئر العبد، والأقباط من العريش، وبعض قرى جنوب الشيخ زويد. ووقع المواطن في سيناء ضحية التهجير من الطرفين، لتضاف إلى سلسلة الجرائم بحق أهالي سيناء، كالقتل والخطف والاختفاء والسلب وهدم المنازل طيلة السنوات الست الماضية، التي شهدت فيها محافظة شمال سيناء صراعاً لا يزال قائماً بين الجيش والتنظيم.

وقال أحد سكان قرية قصرويت، طالباً عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد": "اضطررنا إلى ترك منازلنا في نهاية فبراير الماضي إثر تكرار اعتداءات تنظيم ولاية سيناء على سكان القرية، وإطلاق نار داخل شوارعها، ومصادرة سيارات تعود ملكيتها لسكان القرية، واختطاف عدد من أبنائها على مدار عدة أيام. ما دفع غالبية سكان القرية إلى تركها، والبحث عن مكان بديل للسكن فيه، إلى حين خروج التنظيم الإرهابي منها". وأضاف "إلا أن ذلك لم يحصل طيلة الشهور الماضية، نظراً إلى أن قضية تهجيرنا لم تأخذ حيزاً من الاهتمام في الإعلام، كما بقية قضايا سيناء. بالإضافة إلى أن التنظيم الإرهابي لم يعلن عن سيطرته عليها كقرى غرب بئر العبد التي عاد إليها سكانها قبل أكثر من شهر، بعد تهجير دام ثلاثة أشهر على التوالي".

لم يعلن التنظيم سيطرته على القرى مثل تلك الموجودة غرب بئر العبد

وأكد أن سكان القرية بعد مشاهدتهم عودة أشقائهم المهجرين إلى قراهم بدأوا بالبحث عن المسؤولين المحليين، للضغط باتجاه العودة لمنازلهم ومزارعهم في القرى المهجرة منذ أكثر من سبعة أشهر على التوالي، إلى أن بدأ الجيش في التحرك قبل أسبوع تقريباً، من عدة محاور. ويعمل الجيش للسيطرة في بداية الأمر على قصرويت، ومن ثم الامتداد إلى بقية القرى التي يوجد فيها تنظيم "داعش"، بما يضمن عودة سكان القرى، بعد معاناة استمرت طيلة الأشهر الماضية، من دون أي اهتمام حكومي، وعدم معاملة المهجرين من القرى أسوةً ببقية المهجرين في سيناء، حتى الذين هجروا بعد أشهر منها، في قرى قاطية واقطية والمريح والجناين. وكانت إدارة المحافظة قد استنفرت لخدمتهم، في حين لم يسأل أحد عنهم، على الرغم من وجود أطفال ونساء وكبار في السن ضمن المهجرين، الذين لم يجدوا ملجأ لهم سوى رمال الصحراء وبعض منازل أهل الخير.