كشف مسؤول عسكري عراقي، اليوم الجمعة، عن عمليات مرتقبة لقوات الجيش ضد جيوب وخلايا تنظيم "داعش" الإرهابي، وذلك ضمن مساعي الحكومة تحجيم خطر التنظيم الذي ينشط في مناطق صحراوية وجبلية غرب وشمالي البلاد، وتهيئة أجواء آمنة للانتخابات المقرر إجراؤها في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول القادم.
وأوضح المسؤول في قيادة العمليات المشتركة ببغداد لـ"العربي الجديد"، بقرب إطلاق عمليات أمنية تستهدف خلايا التنظيم ومخابئه في مناطق حمرين وقره جوخ وكركوك والحضر والزور وخانقين وصحراء الأنبار شمال وشرق وغربي العراق.
وأكد المسؤول ذاته، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن العمليات بالمجمل تجري بغطاء التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة واشنطن، وطيران الجيش العراقي وتهدف لتفتيش مناطق مرتبكة أمنيا وإنهاء أنشطة التنظيم فيها، متحدثا عن "خطة واسعة لتأمين الانتخابات المقبلة وهذه العمليات المرتقبة جزء من عملية التحضير لأجواء انتخابية آمنة"، وفقا لتعبيره.
ورغم تحقيق القوات العراقية تقدما واضحا في الحرب على بقايا "داعش" خلال الأشهر الأخيرة، والتي أسفرت عن مقتل عدد من قياداته وتفكيك خلايا وشبكات عدة بدعم من قوات التحالف الدولي، إلا أن مناطق عدة في العراق ما تزال تشهد اعتداءات إرهابية بين وقت وآخر وخاصة في كركوك وديالى وقرب بغداد، يذهب ضحيتها عناصر أمن ومدنيون.
وسجل العراق خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية هجومين إرهابيين في ديالى وكركوك تسببا بمقتل وإصابة خمسة من عناصر الأمن وفقا لبيانات متفرقة للسلطات العراقية.
وأمس الأول الأربعاء أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقية عن تدمير ما وصفته بـ"وكر كبير" لتنظيم "داعش" في وادي الثرثار إثر عملية عسكرية نفذتها جنوبي مدينة سامراء شمالي بغداد.
وذكر بيان رسمي للخلية المعنية بإصدار التقارير الأمنية اليومية أن "طائرات F16 العراقية وجهت ضربتين جويتين، أسفرتا عن تدمير وكر كبير للإرهابيين، بين قرية السكرية وطريق بيجي حديثة في وادي الثرثار".
من جانبها، ذكرت الشرطة في محافظة كركوك أمس الخميس أنها تمكنت من اعتقال عنصرين "ينتميان لتنظيم داعش" في المحافظة.
في غضون ذلك، قال العقيد السابق في الجيش العراقي والخبير الأمني بـ"مركز الفرات للدراسات" في بغداد، سعد الحديثي، إن "القوات الأمنية نجحت أخيرا في الحد من خطر التنظيم وتحويله الى غير مؤثر في كثير من المناطق منها الأنبار على سبيل المثال".
وأضاف الحديثي أن "العمليات الإرهابية بالغالب وبنسبة تصل إلى 70 بالمائة عبارة عن هجمات مسلحة بواسطة أسلحة خفيفة تستهدف عناصر الأمن والحشد الشعبي والعشائري على حد سواء، والنسبة المتبقية عبارة عن عبوات ناسفة وقذائف هاون".
ولفت إلى أن "استمرار الضغط على مسلحي داعش يجب أن يتزامن مع ضبط الحدود مع سورية ووقف تسلل المسلحين منها".