عمليات تمزيق وتخريب واسعة لدعايات وصور المرشحين للانتخابات العراقية

عمليات تمزيق وتخريب واسعة لدعايات وصور المرشحين للانتخابات العراقية

14 سبتمبر 2021
السلطات الأمنية تحذر كل من يتورط بتمزيق الدعايات الانتخابية (Getty)
+ الخط -

عبر مرشحون للانتخابات العراقية عن امتعاضهم من تجدد حملات تمزيق صورهم المنشورة في الشوارع والأحياء السكنية في العاصمة بغداد، بعد أن تراجعت الحملات خلال الأسبوعين الماضيين، التي انطلقت من مدن جنوب العراق، وقادها شبّان مجهولون.

وفيما نفى المتظاهرون الذين يقاطعون الانتخابات صلتهم بهذه الممارسات، وجه مرشحون أصابع الاتهام إلى كيانات سياسية محددة، وأبرزها التيار الصدري.

وأمس الاثنين، حذرت السلطات الأمنية من عقوبات تصل للغرامة 3 ملايين دينار (نحو ألفي دولار) والحبس لكل من يتورط بتمزيق الدعايات الانتخابية.  

وحدثت أكثر من هجمة على صور المرشحين في مدن الحلة والناصرية والنجف، قادها مجهولون يحملون سكاكين، إلا أنها تراجعت بعد إعلان السلطات الأمنية اعتقال أي من يتلبس بهذه الأفعال، واستهدفت الحملة المرشحين المستقلين، وبعض المرشحين من الكيانات السياسية الجديدة التي تعرف نفسها على أنها علمانية ومدنية.

ونشرت الأسبوع الماضي، المرشحة عن حركة "وعي" علا التميمي، عبر "تويتر"، تغريدة تحدثت فيها عن تعرضها إلى حملة لتشويه صورها في بغداد، وقالت: "جانب من "المنافسة الشريفة" الذي تعرضت له حملتي الانتخابية تصوروا هكذا منافسين سيمثلونكم في الدورة القادمة.. ماذا سيقدمون لو فازوا"، وأرفقت صورا أظهرت تعرض صورها إلى تمزيق بالسكاكين والآلات الحادة.

 ثم عادت أخيراً، لتظهر أنها قد توصلت إلى هوية وانتماء الأشخاص الذين يستهدفون حملتها الدعائية، ويبدو أنهم ينتمون إلى التيار الصدري. 

أما المرشح المستقل عن بغداد، وائل الحازم، فقد نشر على فيسبوك مقاطع مصورة أظهرت شبانا مزقوا صوره الترويجية، وذكر أن اثنين من المراهقين، مزقوا يافطات دعائية له، مضيفاً: "يبدو أن المعركة مليئة خسة، والتعامل بمثالية مع أحزاب لا تملك شرفا يعتبر سذاجة". 

وقال الحازم، لـ"العربي الجديد" إن "الجماعات التي تشوه صور بعض المرشحين المستقلين، ليسوا من الجبهات السياسية المقاطعة للانتخابات، أو مجاميع غاضبة من العمل السياسي، بل هي جماعات مأجورة وخبيثة، تعمل ربما لصالح جهات سياسية أخرى"، مبيناً أن "هؤلاء الأشخاص، يحملون السكاكين والأصباغ ويرتدون الكمامات كي لا يتم التعرف عليهم عبر كاميرات التصوير، كما أن هناك حملات تتعلق بتشويه السمعة وترويج الاتهامات والافتراءات". 

وطالب المستشار في البرلمان العراقي كامل الدليمي بأن يكون التنافس الانتخابي بمستوى الطموح، مضيفاً أن ظاهرة تمزيق صور المرشحين تنمّ عن حالة عدم وعي وأن التنافس تحوَّل إلى صراع، مما سيجعل الناخب يعزف عن المشاركة بأدلاء بصوته، داعيا الأجهزة الأمنية إلى اتخاذ اللازم بحق المندسين. 

من جهته، أشار المتظاهر وعضو الحزب الشيوعي العراقي أيهم رشاد، إلى أن "الجهات المقاطعة للانتخابات ومن ضمنها الحزب الشيوعي، وبعض الكيانات الجديدة، لا علاقة لها بهذه الممارسات، حيث إن الانتخابات تبقى من أهم أشكال الديمقراطية في أي بلد"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "تمزيق وتشويه سمعة المرشحين ممارسات تدرج ضمن الصراع الانتخابي بين بعض الجهات السياسية التي تتعامل بعنف وشراسة مع المنافسين، وتحديداً الكتل السياسية الدينية، ومنها التيار الصدري". 

ومن المقرر أن يشهد أكتوبر/ تشرين الأول المقبل إجراء الانتخابات التشريعية الخامسة في العراق بعد احتلاله من قبل الأميركيين عام 2003، وتعد الانتخابات المبكرة أحد مطالب الحراك الاحتجاجي الذي انطلق في العراق قبل عامين.

المساهمون