عمليات تعقب جيوب "داعش" في العراق تدخل يومها الثالث

عمليات تعقب جيوب "داعش" في العراق تدخل يومها الثالث ومقترح لضبط أمن المدن "الساخنة"

25 يناير 2022
عمليات استخبارية في محيط بغداد استهدفت مطلوبين (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

قال مسؤول عسكري عراقي في بغداد، اليوم الثلاثاء، إنّ ما لا يقل عن 12 من مسلحي تنظيم "داعش"، قضوا خلال العمليات العسكرية التي نفذتها قوات عراقية مشتركة في مناطق شمال وشرق البلاد، والتي دخلت يومها الثالث، متحدثاً عن عمليات استخبارية في محيط العاصمة أيضاً تستهدف مطلوبين بتهم الإرهاب.

وتنفذ القوات العراقية عمليات عسكرية واسعة النطاق، منذ فجر الأحد، لتعقب جيوب وخلايا إرهابية تتبع تنظيم "داعش"، ومسؤولة عن هجمات واعتداءات عديدة ذهب ضحيتها عناصر من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية في كل من ديالى وكركوك شرق وشمالي البلاد.

ووفقاً لجنرال عراقي بارز في بغداد، فإنّ سلاح الجو العراقي نفذ خلال اليومين الماضيين سلسلة ضربات استهدفت معاقل للتنظيم في سلسلة جبال مكحول وصحراء الحضر وقرب بلدة الطارمية شمالي بغداد، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 12 عنصراً من مسلحي تنظيم "داعش" بينهم انتحاريون.

وقال الجنرال، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه لـ"العربي الجديد"، إنّ عمليات مسح تنفذها مروحيات عراقية في مناطق صحراء الأنبار والثرثار وحمرين والبعاج، إضافة لعمليات التمشيط والمسح الجارية على الشريط الحدودي العراقي السوري، فضلاً عن عمليات استخبارية غير معلنة ضد مطلوبين في محيط بغداد.

وبشأن آخر التطورات الميدانية، أكد المسؤول ذاته أنّ هناك جملة من المعالجات الأمنية السريعة التي تنفذها القوات العراقية ضد خلايا تنظيم "داعش"، وقد حققت نتائج مهمة منها تدمير مخابئ واعتقال مطلوبين.

واستدرك قائلاً: "لكن هناك رؤيا لدى الحكومة بناء على مقترحات قدمها قادة عسكريون وهي إشراك أهالي المدن الهشة أمنياً أو ما تعرف بالمدن الساخنة أمنياً في ملف ضبط الأمن عبر تطويعهم وتأسيس أفواج أمن وحماية، ويتولون هم حماية مناطقهم ومنازلهم ويكونون مرتبطين بوزارة الداخلية وضمن جهد الشرطة المحلية".

ولفت إلى أنّ "المناطق تلك تعتبر منزوعة السلاح وأهلها غير قادرين على حماية أنفسهم أو مساعدة القوات الأمنية العراقية في أي مواجهة مع الإرهابيين، واشراكهم في الملف الأمني عبر فتح باب التطوع مهم بالوقت الحالي".

في السياق ذاته كشفت خلية الإعلام الأمني الحربية، في بيان، عن ضربات جوية نفذتها مقاتلات عراقية قرب بغداد استهدفت مواقع لتنظيم "داعش".

ووفقاً لبيان نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، فإنه "وفقاً لمعلومات استخبارية دقيقة، نفذت القوة الجوية ضربات متتابعة، استهدفت خلالها خلية إرهابية في بستان العكيلي بمنطقة الطابي ضمن مدينة الطارمية، (شمالي بغداد) أسفرت عن قتل 6 إرهابيين".

وأكد بيان آخر لوزارة الدفاع العراقية، في وقت متأخر من ليلة أمس الاثنين، تدمير 10 أوكار للإرهابيين بعملية عسكرية في حاوي العظيم بمحافظة ديالى.

وأشار البيان إلى أنّ "القطعات الأمنية وخلال عملياتها في منطقة حاوي العظيم تمكنت من تدمير 10 أوكار للإرهابيين ونفقين وثلاثة مواضع رمي".

وأضاف أنّ "القوات الأمنية عثرت على أسلحة ومتفجرات مختلفة وصاروخ وقذائف هاون".

وأجرت الحكومة العراقية، خلال الساعات الماضية، سلسلة من التغييرات في القيادات العسكرية العراقية بمناطق شمال وشرق وغرب البلاد، كان أبرزها تسمية اللواء كُثر عبد الرحمن، قائداً للجيش في منطقة الجزيرة بين العراق وسورية غربي البلاد.

واعتبر الخبير بالشأن الأمني العراقي، العقيد المتقاعد محمد الطائي، أنّ الحكومة تجد نفسها مضطرة بالنهاية إلى الاعتماد على أهالي المدن والمناطق المرتبكة أمنيا لحمايتها.

وأوضح الطائي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "مناطق شمال وشرق وغرب العراق معقدة جغرافياً، وتسمح بالاختباء والتحصن، ولا يمكن لغير أهلها معرفة تفاصيلها وتعقيداتها، لذا فإنّ التوجه للاعتماد على أهالي تلك المناطق في تطويعهم للجيش أو الشرطة خطوة مهمة، كونهم الأقدر على هذه المهمة، كما أنّ مسألة بناء ثقة بين القوات الأمنية وسكان المناطق ذاتها مهمة في إدامة المعلومات الاستخبارية".

ووفقاً للطائي، فإنّ "ممارسات بعض فصائل الحشد الشعبي مع أهالي هذه المناطق، تعتبر مشكلة أمنية بحد ذاتها، والاكتفاء بوجود الجيش والشرطة أمر مهم في بناء الثقة وخلق روح تعاون بين الجانبين".

المساهمون