عمليات الترحيل إلى أفغانستان تثير جدلاً سياسياً واسعاً في ألمانيا

عمليات الترحيل إلى أفغانستان تثير جدلاً سياسياً واسعاً في ألمانيا مع تمدد "طالبان"

02 اغسطس 2021
زيهوفر: برلين تتفاوض مع كابول لكي تتمكن من الاستمرار في ترحيل الأفغان (Getty)
+ الخط -

عاد إلى الواجهة من جديد ملف ترحيل المهاجرين، المرفوضة طلبات لجوئهم من ألمانيا، إلى أفغانستان، مع بروز مطالبات بوقف عمليات الترحيل جراء تمدد حركة "طالبان" بعد مغادرة قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" أخيراً أفغانستان.

وفي تصريحات لصحيفة "بيلد" واسعة الانتشار، يوم الأحد، تمسك وزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر بعمليات الترحيل، لافتاً إلى أن برلين تتفاوض حالياً مع كابول لكي تتمكن من الاستمرار في ترحيل الأفغان، كما أشار إلى أن هناك تنسيقاً بين مختلف الولايات لأنها مسؤولة عن عمليات الترحيل.

وأضاف: "سنزيد ذلك مرة أخرى بشكل كبير بعد جائحة كورونا"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن الاكتفاء بحقيقة أن الأمور صعبة، ومن لا يملك حق الإقامة عليه مغادرة البلاد، ومن يتخلى عن هذا المبدأ يتخلى عن حكم القانون". 

وفي ما يتعلق بسياسة اللجوء، انتقد زيهوفر مفوضية الاتحاد الأوروبي، موضحاً أن الأخيرة فقدت بشكل كبير سلطتها على أزمة اللاجئين في السنوات الأخيرة، ولم تتمكن حتى الآن من إيجاد حل ضد أنانية بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إلا أنه أشار إلى أن التعاون وثيق بين ألمانيا وفرنسا.

 

وبيّنت صحيفة "فرانكفورتر الغماينه"، أن هناك قلقاً في ألمانيا بشأن مأساة اللاجئين في أفغانستان، في وقت يتم احتلال البلاد مجدداً من قبل حركة "طالبان" المتطرفة، موضحة أن الخبراء يحذرون من عمليات ترحيل جديدة والمطلوب وقفها كما فعلت السويد والنرويج وفنلندا. 

 ونقلت الصحيفة عن الزعيم المشارك لحزب الخضر روبرت هابيك، أن برلين كانت تواصل التظاهر وكأن شيئا لم يحدث، وأن الوقت قد حان لمراجعة تقييم الوضع وتعليق عمليات الترحيل من ألمانيا إلى أفغانستان. 

وهذا ما ذهب إليه أيضاً المتحدث باسم سياسة الهجرة لكتلة الاشتراكي الديمقراطي في "البوندستاغ" لارس كاستيلوتشي، واعتبر، في تصريح لـ"شبيغل"، أن حزبه ضد ترحيل أي شخص في الوقت الحالي، مضيفاً: "بالنظر إلى الوضع الأمني، لا خيار أمامنا سوى تعليق عمليات الترحيل إلى أفغانستان، وهناك واجب أخلاقي على الغرب هو مساعدة اللاجئين".

في المقابل، يتفق رئيس الحزب الليبرالي الحر كريستيان ليندنر، المتوقعة مشاركة حزبه في الائتلاف الحكومي بعد الانتخابات العامة المقررة خريف 2021، مع الوزير زيهوفر، محذراً، عبر وكالة الأنباء الألمانية، من الحظر العام للترحيل إلى أفغانستان، ومن أنه يجب ألا يشعر المجرمون بالأمان عندنا، بل يجب ترحيلهم إلى وطنهم، وذلك في رد على هابيك. 

وحذر من أن دوافع الخضر قد تكون نبيلة، لكن زعيم الحزب البيئي هابيك لم يفكر في العواقب العملية لبلدنا"، موضحاً أنه وفي هذا الوضع الحساس، لا ينبغي أن ترسل مثل هذه التصريحات إشارة خاطئة لمهربي البشر". 

وبدلاً من ذلك، فإن الحكومة الاتحادية مدعوة لتجنب أخطاء مثل تلك التي حدثت في سورية، داعياً المستشارة أنجيلا ميركل إلى اتخاذ إجراء، ولا ينبغي أن تفوت الفرصة لمنع التصعيد كما حدث عام 2015، مع العلم أن روابط المدن والمقاطعات الألمانية طالبت الدول المجاورة لأفغانستان بتقديم الدعم والمساعدات بشكل عاجل، ومنع أي تحرك جماعي نحو ألمانيا.

تقارير دولية
التحديثات الحية

 

وفي السياق، أشارت "بيلد" إلى أن على أي شخص يدعي أنه سيقود ألمانيا مستقبلاً، أن يجيب بوضوح ومن أجل مصداقيته، على الأسئلة الصعبة المتعلقة بمشكلة أساسية في سياسة اللجوء وهي الترحيل، حيث لا يكاد يوجد أي مكان آخر فيه الكثير من الجرائم والأعمال الإرهابية.

وكانت شبكة "إيه آر دي" الإخبارية أشارت أخيراً، إلى أن هناك عنصراً نفسياً وأخلاقياً سيسيطر على المواطن الأفغاني، وبخاصة إذا اعتقد الناس هناك أن وضعهم ميؤوس منه، مع احتمال أن ينضم المزيد من قوات الأمن الأفغانية إلى "طالبان"، وبغياب الوضوح لدى الولايات المتحدة وكيف لها أن تتدخل بعد انسحاب القوات الدولية، وما إذا سيكون عبر هجمات بطائرات بدون طيار، وهل ينبغي لشركات الأمن الأميركية الخاصة أن تتولى زمام الأمور؟ كل هذا لا يزال من دون أجوبة في واشنطن. 

وأمام ذلك، تتزايد الاتهامات للرئيس الأميركي جو بايدن بسوء التخطيط، مع ما سينتج عن الانسحاب من دمار وقتل وكارثة إنسانية بحق الأفغان.