عمران خان: نرفض احتضان أي قواعد عسكرية أميركية وشركاء بعملية السلام

عمران خان: نرفض احتضان أي قواعد عسكرية أميركية وشركاء بعملية السلام في أفغانستان

22 يونيو 2021
باكستان ترفض الانخراط عسكرياً في أفغانستان (محمود رضى/ الأناضول)
+ الخط -

شدد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، على أن بلاده مستعدة لأن تكون شريكاً في عملية السلام بأفغانستان مع واشنطن، لكنها ترفض احتضان أي قواعد عسكرية أميركية، وذلك في ظل المخاوف من أي يسبب الانسحاب العسكري الأميركي من أفغانستان تصاعد العنف وتدهور الأوضاع الأمنية هناك.
وكتب خان، في مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" أمس الاثنين، أن بلاده والولايات المتحدة يتشاطران الأهداف نفسها في أفغانستان، ولا سيما التوصل إلى تسوية سياسية، وتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي، ومنع وجود أي مأوى للإرهاب.
وأعلن رفضه لأي شكل من أشكال السيطرة العسكرية في أفغانستان، التي ستؤدي حسبه إلى عقود من الحرب الأهلية. وأوضح أن حركة "طالبان" لن تستطيع السيطرة على كامل أراضي البلاد، بيد أنه يجب أن تكون طرفاً في أي حكومة لكي تنجح.
وأضاف خان أن باكستان تعلمت من أخطاء الماضي، ولن تصطف بجنب أي طرف، وستعمل مع أي حكومة تحظى بثقة الشعب الأفغاني.

كما أكد رئيس الوزراء الباكستاني أن بلاده عانت كثيرا بسبب الانضمام إلى التحالف من أجل القضاء على الإرهاب إذ قتل 70 ألف باكستاني، كما تأثرت السياحة والاستثمار في بلاده بشكل غير مباشر، علاوة على الخسائر المالية التي قدرها بنحو 150 مليون دولار.
أيضا أضاف خان أنه بالنظر إلى تجربة الحرب في أفغانستان يدرك الجميع أن لا حل عسكريا للمعضلة الأفغانية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأميركية قد مارست في السابق ضغوطا على باكستان لإرسال قواتها إلى منطقة القبائل وقد فعلت ذلك، ما أدى إلى نزوح نصف سكان تلك المنطقة داخليا، كما تسببت الخطوة في مقتل 500 شرطي في إقليم خيبربختونخوا لوحده.
في غضون ذلك، أوضح رئيس الوزراء الباكستاني أن بلاده تحتضن 3 ملايين لاجئ أفغاني، محذراً من أنه في حال نشوب حرب أهلية جديدة بدل التوصل إلى تسوية سياسية، سيكون هنالك المزيد من اللاجئين، وسيؤدي ذلك إلى تهديد الاستقرار في المناطق الحدودية بين البلدين وإفقارها. ولفت كذلك إلى أن أغلب المنتمين إلى "طالبان" من إثنية البشتون، فيما أكثر من نصف البشتون يقيمون على الجانب الآخر بباكستان.

وحذر خان من أنه إذا قبلت باكستان باحتضان قواعد أميركية، تُقصَف من خلالها أفغانستان، وإذا تلت ذلك حرب أهلية في أفغانستان، فإن باكستان ستتعرض للاستهداف انتقاماً منها.  ومضى قائلاً: "ببساطة، لا نستطيع تحمّل ذلك. لقد سبق أن دفعنا ثمناً باهظاً"، ليتساءل: "إذا كانت الولايات المتحدة، التي لديها أقوى المعدات العسكرية على الإطلاق، لم تستطع أن تربح الحرب من داخل أفغانستان بعد 20 عاماً، فكيف تستطيع أميركا فعل ذلك من خلال القواعد في بلادنا؟".

وقرر الرئيس الأميركي جو بايدن في إبريل/ نيسان، بخلاف رأي العسكريين، سحب كل القوات الأميركية من أفغانستان بحلول الذكرى العشرين لاعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر 2001. ومنذ إعلان بايدن، تسارعت وتيرة عمليات الانسحاب، بحيث تجاوزت نسبة تنفيذها خمسين في المئة، بينما وصلت المفاوضات بين الأفغان لتشكيل حكومة تضمّ حركة "طالبان" إلى طريق مسدود.