عقبة جديدة تحول دون تشكيل الحكومة اللبنانية المنتظرة

07 فبراير 2025
رئيس الحكومة المكلف نواف سلام يصل قصر بعبدا، بيروت 7 فبراير 2025 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- فشل لبنان في تشكيل حكومة جديدة برئاسة نواف سلام بعد اعتذار ناصر السعيدي عن تولي وزارة التنمية الإدارية، مما أثار أزمة سياسية جديدة.
- تستمر قنوات التواصل بين الرؤساء الثلاثة للبحث عن بديل للسعيدي، وسط خلافات حول الوزارة الخامسة ورفض سلام منحها لحركة أمل وحزب الله.
- أثارت تصريحات الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس اعتراضات واسعة في لبنان، حيث اعتُبرت خرقاً للأصول الدبلوماسية والسيادة، وردت الرئاسة اللبنانية بأنها تعبر عن وجهة نظر شخصية.

مرة جديدة طرأت أزمة في اللحظات الأخيرة، مساء اليوم الجمعة، حالت دون إعلان تشكيل حكومة جديدة ينتظرها لبنان منذ إعلان تكليف نواف سلام في 13 يناير/ كانون الثاني الماضي. وبالرغم من كل الأجواء التي كانت تشي بالتوافق السياسي على المسودة المطروحة من قبل سلام، لكن اعتذار أحد الأسماء عن تولي إحدى الحقائب الوزارية حال دون إعلان التشكيلة.

وكان سلام توجه، مساء اليوم الجمعة، بشكل مفاجئ إلى قصر بعبدا الجمهوري للقاء الرئيس اللبناني جوزاف عون وسط تسريبات عن حسم الأسماء والتوجّه إلى إعلان الحكومة، بيد أنّه خلال الاجتماع بين الرئيسين الذي طال لأكثر من ساعة من الوقت خرجت معلومات تتحدث عن اعتذار ناصر السعيدي عن تولي الوزارة الخامسة المحسوبة للطائفة الشيعية، وهي التنمية الإدارية. وجاءت هذه الأحداث لتختم نهاراً شابته أجواء سلبية بعد تصريحات الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الرئاسي الخاص للسلام في الشرق الأوسط، التي تزور لبنان وهاجمت فيها حزب الله ووضعت فيتو على مشاركته في الحكومة.

وأكدت مصادر قصر بعبدا لـ"العربي الجديد" أن "قنوات التواصل ستبقى مفتوحة بين الرؤساء الثلاث عون وسلام ونبيه بري (رئيس البرلمان) للبحث عن اسم بديل عن ناصر السعيدي بعد اعتذاره عن تولي الوزارة الخامسة". وشغل السعيدي عدة مناصب أكاديمية ومالية وحكومية، وتولى وزارة الاقتصاد والتجارة بين عامي 1998 و2000، وكان نائباً لحاكم مصرف لبنان من 1993 إلى 2003، وتولى مراكز استشارية لعدد من الحكومات والهيئات الدولية.

وأتى طرح اسم السعيدي بعد الخلاف السياسي بين سلام وبري حول الوزارة الخامسة المخصَّصة للطائفة الشيعية، والذي حال، أمس الخميس، دون ولادة الحكومة رغم حضور رئيس البرلمان إلى قصر بعبدا وإتمام الإجراءات البروتوكولية لتوقيع المراسيم، وذلك في ظل رفض الرئيس المكلف منح حركة أمل وحزب الله وزيراً خامساً محسوباً على الثنائي ويملك القدرة على التعطيل. ويتمسك الثنائي بتسمية الوزير الخامس، وقدم عدداً من الأسماء، بيد أن سلام رفضها واقترح أسماء أخرى صاحبة اختصاص وغير حزبية، مثل لميا مبيض بيسات رئيسة معهد باسل فليحان المالي. ومع عدم تمكن الطرفين من التفاهم، غادر بري الاجتماع من الباب الخلفي للقصر الجمهوري.

وجاء الفشل في إعلان التشكيلة الحكومية بعد ساعات على تصريح أورتاغوس من قصر بعبدا، اليوم الجمعة، والذي أثار جملة اعتراضات وحملات استنكار واسعة في لبنان سياسياً وشعبياً، باعتبار حديثها خرقاً وانتهاكاً للأصول الدبلوماسية والسيادة اللبنانية. وقالت أورتاغوس: "نحن ممتنون لحليفتنا إسرائيل على هزيمة حزب الله. ولكن الشكر للشعب اللبناني، وللرئيس عون ورئيس الوزراء المكلّف نواف سلام، ولجميع أفراد هذه الحكومة الملتزمين بإنهاء الفساد، وبإجراء الإصلاحات، والتأكد من أن حزب الله ليس جزءاً من هذه الحكومة بأي شكل من الأشكال، ويظل منزوع السلاح ومهزوماً عسكرياً".

وأضافت أورتاغوس: "أنا بالتأكيد لا أخشى حزب الله، ولست خائفة، لأنهم هزموا عسكرياً. لقد وضعنا خطوطاً حمراء واضحة في الولايات المتحدة، ولن يسمح لهم بترهيب الشعب اللبناني، بما في ذلك أن يكونوا جزءاً من الحكومة. لقد بدأ عصر نهاية إرهاب حزب الله في لبنان وحول العالم، وانتهى هذا الأمر".

واستدعت تصريحات المبعوثة الأميركية رداً من جانب الرئاسة الأولى التي أوضحت أن "بعض ما صدر عن نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط يعبّر عن وجهة نظرها، ورئاسة الجمهورية اللبنانية غير معنية به". بدوره، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، رداً على تصريح أورتاغوس، إنّ "ما صدر عن القصر الجمهوري من بيان نأى بالرئاسة عمّا صرحت به المبعوثة الأميركية، كفانا الإطالة في التعليق على ما ورد في تصريحها، وهو زاخر بالحقد وبانعدام المسؤولية، ويتطاول على مكوّن وطني في لبنان هو جزء من الوفاق الوطني ومن الحياة السياسية اللبنانية".