استمع إلى الملخص
- صحيفة "يديعوت أحرونوت" تشير إلى أن الصفقة قد تستغرق أسابيع، مع خلافات حول تعريف الأسرى وتصنيف الرجال تحت سن 50 كجنود، وجدال حول الأسرى الفلسطينيين المرشحين للإفراج.
- صحيفة "هآرتس" تعبر عن قلقها من تقسيم الصفقة إلى مرحلتين، حيث قد يؤدي فشلها إلى تجدد الحرب، مع معارضة من اليمين الإسرائيلي قد تعرقل المفاوضات.
خلافات غير بسيطة تعترض الصفقة
الوسطاء يتبعون خطة حشر إسرائيل في الزاوية
اليمين الإسرائيلي قد يُفشل الصفقة
على الرغم من التقارير حول قرب التوصّل إلى صفقة في غزة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، تشمل وقفاً لإطلاق النار وتبادلاً للأسرى، لا تزال هناك عقبات عالقة وفق وسائل إعلام عبرية، ومخاوف تبرز من احتمالية الفشل في إحدى مراحل التنفيذ. ويثير الحديث عن صفقة من مرحلتين مخاوف أهالي المحتجزين الإسرائيليين، ذلك أن تنفيذ المرحلة الأولى وإعادة جزء منهم، لا يضمنان الثانية وتحرير الباقين، وعليه يطالبون بصفقة شاملة، لا يبدو أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وحلفاءه معنيون بها، لأنها قد تعني إنهاء الحرب. بالمقابل، تقدّر جهات إسرائيلية، أنه سيكون من الصعب على نتنياهو استئناف القتال بعد المرحلة الأولى، في ظل بقاء محتجزين في غزة.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الجمعة، تقديرات مصادر مطّلعة على تفاصيل المفاوضات أن الصفقة في غزة قريبة، لكنها "ليست مسألة أيام، بل أسابيع"، ولا يزال هناك جدل بين الأطراف حول هوية وعدد المحتجزين، وتصنيفهم، وهوية الأسرى.
وقال مسؤول إسرائيلي مطّلع على المفاوضات للصحيفة: "إسرائيل وحماس أقرب من أي وقت مضى إلى صفقة، وكلا الجانبين يعملان بجدية، أو يتظاهران بذلك، لكنهما يعملان بموجب موعد نهائي، هو دخول ترامب إلى البيت الأبيض. سواء كان الأمر يتعلق بضغط حقيقي أو وهمي، يبدو أن القاسم المشترك بين جميع الأطراف المعنيّة هو أن الوقت قد حان، وأنه يجب الانتهاء من هذا الأمر".
خلافات غير بسيطة تعترض الصفقة في غزة
وأوضح المسؤول أنه على الرغم من هذه التفاهمات، لا تزال هناك "خلافات غير بسيطة" تتعلق بشكل أساسي بهوية المفرج عنهم وعددهم، من بين المحتجزين لدى حماس، أو الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وقال: "الفجوات ليست صغيرة، وهي أكثر أهمية بكثير من الفجوات التي لا تزال قائمة في أمور أخرى. بعد أن يتم الاتفاق على الإطار النهائي، سيأتي نقاش مرهق للغاية، وليس لساعات أو أيام قليلة، حول أسماء الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم. وفقط بعد ذلك، يمكن إبرام الصفقة".
وأشارت الصحيفة العبرية إلى الخلاف الحاد بين الأطراف حول من سيتم تعريفه بأنه مريض ويدخل في إطار الصفقة الإنسانية، مضيفة أنه من بين حوالي 50 محتجزاً اسرائيلياً، يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة، سيتم إطلاق سراح النساء (وفقاً لتقارير- جميع النساء)، والأطفال، والرجال فوق سن 50 عاماً. وتعتبر "حماس" جميع الرجال تحت سن 50 عاماً جنودًا، لذلك، فإن الخلاف المصيري، وفقاً للصحيفة، هو حول ما إذا كان سيتم تعريف بعض الرجال تحت هذا العمر، بأنهم مرضى. إضافة إلى نقاشات حول من هو المريض؟ إلى أي درجة يجب أن يكون مريضاً ليُشمل في صفقة إنسانية؟ وماذا يعني ذلك بالنسبة للجنود الذين يعانون من صعوبات أو أمراض؟
قضية الأسرى الفلسطينيين
ويتعلق الخلاف الثاني، الجوهري والمعقّد للغاية، وفقاً للصحيفة، بالأسرى الفلسطينيين وفئات من سيُفرج عنهم. ويعمل رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، رونين بار، منذ أسابيع طويلة على تحليل وإعداد قوائم الأسرى المحتملين للإفراج عنهم، بينما تعبّر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المختلفة عن آرائها بشأن "خطورة" المرشحين المحتملين (على إسرائيل). وإذا تجاوزوا عتبة معيّنة، من "الخطورة" وفق التصنيف والمزاعم الإسرائيلية، تثار مسألة إلى أين سيتم الإفراج عنهم، أو إبعادهم. ووفقاً لمسودة المقترح، تتمتع دولة الاحتلال بحق "الفيتو" على عدد معيّن من الأسرى. كما أشارت الصحيفة إلى أن بعض الصيغ الضبابية بشأن بعض القضايا العالقة قد تشكّل مخرجاً لإسرائيل وحماس نحو إبرام صفقة.
ولفتت "يديعوت" إلى أنه حتى لو نجحت الصفقة في غزة وتم تنفيذها، فإنها لا تزال جزئية وتترك الكثيرين خلفها، مضيفة: "فقط أخيراً بدأ مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية يجرؤون على قول إن "تفجير" وقف إطلاق النار الأول، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023- والعودة للقتال- كان أمراً خاطئاً".
حشر إسرائيل في الزاوية
من جهتها، ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، أن نقطة ضعف الصفقة في غزة تكمن في نية صائغيها تقسيمها إلى مرحلتين، مضيفة أن الوسطاء يعتقدون أنهم سينجحون في حشر إسرائيل في الزاوية، بمعنى أنه بمجرد بدء تنفيذ المرحلة الأولى، سيجد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو صعوبة في التراجع عن الاتفاق. ذلك أن انفجار الصفقة في الفترة الانتقالية بين المرحلتين سيؤدي إلى تجدد الحرب وترك المحتجزين المتبقين في الأسر في قطاع غزة، ولن تتمكن الحكومة من تحمّل الضغط الذي سيُمارس عليها، سواء من الخارج أو من داخل المجتمع الإسرائيلي.
وتعبّر عائلات المحتجزين بشكل متزايد، عن تخوّفها، من أنه لن يتم في النهاية تنفيذ صفقة شاملة، إن كانت على مرحلتين، وأن المفاوضات بين إسرائيل وحماس ستنهار في الانتقال بين المرحلتين.
اليمين قد يُفشل الصفقة
وأشارت الصحيفة من خلال محللها العسكري عاموس هارئيل، إلى أنه "في مثل هذا السيناريو، سيبقى الرجال المخطوفون (المحتجزون) -الجنود والشباب المدنيون- في القطاع، بينما يعود الجيش الإسرائيلي للقتال والقصف. لقد مات عشرات المختطفين منذ انهيار الصفقة الأولى، في 1 ديسمبر من العام الماضي. بعضهم في القصف الإسرائيلي الخاطئ، وبعضهم بسبب الأمراض، وبعضهم بالقتل البارد على يد خاطفيهم في حماس. قد يواجه المختطفون الذين لن يتم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من المرحلتين المخططتين مصيراً مشابهاً".
وأوضح هارئيل أن التقديرات بفشل المفاوضات في جزئها الثاني، يكمن في فهم اعتبارات الأطراف. فالأمر الحاسم بالنسبة لحماس هو إنهاء الحرب وانسحاب كامل لقوات جيش الاحتلال من القطاع، لكنها قد توافق على التنازل في المرحلة الأولى، وتقبل بوجود جزئي للجيش الإسرائيلي في القطاع خلال فترة تنفيذ المرحلة الأولى، التي سيتم خلالها إطلاق سراح النساء، والمرضى، وكبار السن من بين المحتجزين، مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين. "لكن نتنياهو، وبالتأكيد شركاءه من الجناح اليميني المتطرف في الحكومة، لا يريدون إنهاء الحرب وربما يجدون صعوبة في دفع الثمن الباهظ الذي ستطلبه حماس مقابل إطلاق سراح الجنود والمدنيين المتبقين (إلى جانب إعادة جثث المختطفين). في ظل هذه الظروف، من المتوقّع أن تصل المفاوضات إلى طريق مسدود وتستأنف الحرب. بالنسبة لعائلات المختطفين المتبقين، سيكون ذلك كارثة"، وفقاً لهارئيل. وأضاف: "ليس سراً أن رئيس الوزراء يعتمد، في بقائه السياسي، على شركائه من اليمين، ومعارضتهم للتنازلات على مدار العام الماضي كانت العقبة الرئيسية في طريق الصفقة في غزة".