عشرات الآلاف يتظاهرون في إسطنبول بالذكرى الثانية لطوفان الأقصى
استمع إلى الملخص
- أكد المشاركون على أهمية استمرار الفعاليات الشعبية في تركيا للضغط على المجتمع الدولي لوقف الحرب في غزة، مع حضور واسع من فعاليات مدنية وجمعيات خيرية ومنظمات طلابية.
- عبر المشاركون عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، مؤكدين على أهمية المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل ودعم المقاومة، وشهدت أنقرة تظاهرة مشابهة بمشاركة 300 ألف شخص.
شارك عشرات الآلاف في مدينة إسطنبول، اليوم الأحد، في تظاهرة شعبية حاشدة شارك فيها مواطنون أتراك وأبناء الجاليات العربية والإسلامية المقيمون في تركيا، إحياء للذكرى السنوية لمعركة "طوفان الأقصى" وتنديدا بالإبادة الجماعية
المستمرة في قطاع غزة.وانطلقت الحشود عقب صلاة الظهر من عدة أماكن لتلتقي أمام جامع آيا صوفيا الكبير في ميدان السلطان أحمد التاريخي بقلب إسطنبول، وهو أحد أبرز المعالم الدينية والسياحية في المدينة. وسارت التظاهرة في موكب حاشد نحو ميدان إمينونو في ظل إطلاق الهتافات والشعارات المنددة بالمجازر والمطالبة بالحرية لفلسطين، وبمحاسبة مرتكبي الإبادة الجماعية.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية والتركية، إلى جانب لافتات تحمل شعارات مندّدة بالاعتداءات الإسرائيلية ومطالبة بوقف الحرب ورفع الحصار المفروض على غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. كما ردد المشاركون هتافات تطالب بمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين على الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. كما أطلق المشاركون في التظاهرة شعارات تؤكد دعم المقاومة الفلسطينية، وتدعو إلى وحدة الصف الإسلامي والتكاتف بين الدول العربية والإسلامية نصرة للقضية الفلسطينية.
وأكد المشاركون في كلماتهم وهتافاتهم أن صمود الشعب الفلسطيني في غزة يمثل "رمزا للمقاومة والعدالة"، مشددين على ضرورة استمرار الفعاليات الشعبية في مختلف المدن التركية للضغط على المجتمع الدولي من أجل "اتخاذ موقف حازم لوقف الحرب". وشهدت التظاهرة حضورا واسعا لفعاليات مدنية وجمعيات خيرية ومنظمات طلابية، كان المشاركون فيها من مختلف الأعمار ومن كافة الأجناس والقوميات، في ظل إجراءات أمنية مشددة.
وفي كلمة ألقاها خلال الفعالية، قال محمود أرسلان، رئيس نقابة "حق – العمل" الكبيرة في تركيا، إن "سكان غزة ليسوا وحيدين، حيث مر 729 يوما بالضبط على المجزرة، ولم تعد القضية الفلسطينية مجرد قضية شعب أو قضية دولة إسلامية فحسب، بل أصبحت قضية إنسانية". كما ألقى مسؤولون حزبيون وممثلو منظمات المجتمع المدني كلمات اختتمت بالدعاء لأهل غزة، فيما عرضت خلال التظاهرة مقاطع فيديو ووجهت التحية للناشطين الذين شاركوا في قوافل كسر حصار غزة منها أسطول الصمود العالمي وأسطول الحرية الذي يتوجه حاليا نحو سواحل غزة.
وقال مصطفى مولاني لـ"العربي الجديد": "من المعلوم أن إخوتنا في غزة يظهرون صمودا كبيرا فيما إسرائيل ترتكب مجزرة كبيرة، وقد حاول المشاركون في أسطول الصمود المكون من قرابة 45 مركبا لقاء أهل غزة، ولكن إسرائيل القاتلة أظهرت مجددا صفتها المجرمة، واليوم نحن مع إخوتنا نحتفل بنصر أسطول الصمود، وفي الأيام القادمة نأمل أن نحتفل برؤية وصول أهل غزة إلى النصر". وأضاف: "المشاهد القادمة من غزة تظهر للأسف حجم الكارثة الإنسانية والمجزرة المرتكبة، والعالم كله يدعم المقاومة الفلسطينية، ونأمل أن نحقق النصر معا في غزة، وللأسف المجتمع الدولي كان عاجزا عن إيقاف المجازر، ونأمل في المرحلة المقبلة مع النشاطات السلمية رؤية انهيار إسرائيل".
من ناحيتها، قالت فوندا، وهي مشاركة في التظاهرة، لـ"العربي الجديد": "نحن إلى جانب فلسطين وندعمها دائما ونراقب عن كثب ما يجري للأطفال والنساء في غزة، ونطالب بحريتهم وخلاصهم من الحرب، ونطالب بانتهاء الظلم، ونعتصم دائما لأجلهم". وأضافت: "قد لا نكون بجانبهم جسديا، لكن قلوبنا ودعاءنا معهم. يوما ما سينتهي الحصار ونلتقي بهم. لا نريدهم أن يفقدوا الأمل. ما يجب فعله مع الحكومة الإسرائيلية شيء واحد، وهو الكفاح ضدها".
أما جنغيز، وهو مشارك أيضا في الفعالية فقال لـ"العربي الجديد": "نوجه رسالتنا بأن أهل غزة دائما في بالنا". وقال: "ما يجب فعله مع الحكومة الإسرائيلية هو تفعيل المقاطعة بشكل جيد". أما محمد أوز المشارك في الفعالية مع عائلته القادمة من خارج إسطنبول، فقال في كلامه لـ"العربي الجديد": "جئنا لنكون في الميادين إلى جانب كل الأطفال الفلسطينيين والمظلومين، نحن في الساحات نصرة لهم، ضميرنا يؤلمنا، والعالم لم يعد رحيما". كما شهدت العاصمة التركية أنقرة تظاهرة مشابهة. وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا إنها شهدت مشاركة قرابة 300 ألف شخص "توحدوا على قلب واحد دعما لفلسطين وغزة".