"عربات جدعون".. فصل جديد من إبادة غزة تحضيراً لاحتلال طويل الأمد

17 مايو 2025
آليات الاحتلال الإسرائيلي عند حدود غزة، إبريل 2025 (تصافرير أبايوف/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجمات واسعة على قطاع غزة ضمن عملية "عربات جدعون"، مستهدفًا مناطق مثل بيت لاهيا والشجاعية، بهدف تهجير السكان من شمال القطاع إلى الجنوب.
- تتكون العملية من ثلاث مراحل: الاستعدادات، القصف الجوي والبري لتهجير السكان، والمناورة البرية لاحتلال أجزاء من القطاع تدريجيًا، بهدف السيطرة على الأرض وقطع التواصل بين مقاتلي حماس.
- يخطط جيش الاحتلال خلال المرحلة الثالثة لهدم المباني وتدمير الأنفاق، ومنع حركة مقاتلي حماس وتجفيف مصادر الدعم، مع توقع استمرار الاحتلال لعدة أشهر.

المرحلة 2: بعد تكثيف القصف سيتم تهجير الفلسطينيين نحو رفح

المرحلة 3: احتلال أجزاء من القطاع والإعداد لبقاء عسكري طويل الأمد

مرحلة السيطرة التدريجية على أجزاء من القطاع ستمتد عدة أشهر

في إطار التحركات التمهيدية للفصل الجديد من الإبادة، والذي أطلقت عليه إسرائيل اسم "عربات جدعون"، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجمات واسعة النطاق على قطاع غزة في الأيام الأخيرة، تبعها تحريك قواته للسيطرة على الأجزاء التي احتلها من القطاع. وطبقاً لما أفاد به موقع "واينت" اليوم السبت، فإن الجيش يستعد الآن للمراحل المقبلة، إذ من المتوقع أن تقوم قواته بالمناورة بقوّة في القطاع، واحتلال أجزاء منه تدريجياً، والتحضير لمكوث عسكري طويل فيه.

وفي الأثناء، يواصل جيش الاحتلال قصفه المدفعي الكثيف على محيط مدينة غزة، بالتوازي مع استهداف منطقتي بيت لاهيا والشجاعية بقوّة نارية هائلة، تسببت في استشهاد عددٍ من الفلسطينيين وجرح آخرين، دافعةً بالسكان إلى الهرب هائمين على وجوههم تحت القصف وبين الركام. ومنذ أمس الجمعة وليل الجمعة-السبت، واصل الاحتلال قصفة لشمال القطاع، فيما استهدف بالقذائف المدفعية مناطق شرقي حي التفاح، مواصلاً عمليات تفجير وتسطيح ما تبقى من المباني المتداعية في الشمال، وذلك بموازاة هجمات جوية على خانيونس جنوباً، وجباليا شمالاً، ودير البلح وسط القطاع.

وقبيل منتصف ليل أمس، أكّد المتحدث باسم جيش الاحتلال أن عملياته الهجومية "هي جزء من الخطوات الافتتاحية لعملية "عربات جدعون" وتوسيع الحرب على غزة"، زاعماً أنها تهدف إلى "تحقيق كافة أهداف الحرب في غزة، بما في ذلك إطلاق سراح المحتجزين وهزيمة حماس". وأتى البيان المتوقع لجيش الاحتلال بعد ساعات قليلة من انتهاء زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى منطقة الخليج، وفي وقت لم يتحقق فيه أي تقدم في المحادثات في الدوحة بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، حيث كثف الاحتلال هجماته على القطاع بصورة كبيرة في الأيام الأخيرة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 250 شخصاً منذ صباح الخميس، وفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية.

والجمعة، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عبر محلل الشؤون العسكرية فيها، رون بن يشاي، بأن الهجمات الكثيفة نسبياً في شمال القطاع هدفها تهجير سكان الشمال الذين عادوا إلى بيوتهم المدمّرة من الجنوب، مع صفقة التبادل في يناير/كانون الثاني، والتي انهارت في مارس/آذار الماضي، إلى الجنوب مجدداً. ورغم كل القصف التحضيري للمناورة البرية، ادعت الصحيفة أنه "حتّى اللحظة، لا يبدو أن ثمّة عملية برية، والهدف هو الضغط على حماس في مفاوضات الدوحة". مع ذلك، نقلت عن مصادر عسكرية قولها إن "جزءاً من عملية عربات جدعون هدفه نقل السكان الفلسطينيين. وفي هذه اللحظات ثمة تحضيرات استعداداً لدخول بري".

وبحسب الصحيفة، فإن "عربات جدعون" التي يخطط لها الجيش تقوم على ثلاث مراحل رئيسية: المرحلة الأولى، والتي أُنجزت بالفعل، وهي الاستعدادات. المرحلة الثانية والتي بدأت عبر القصف التحضيري من الجو والبر وتهجير معظم السكان المدنيين في قطاع غزة إلى "مناطق آمنة" في رفح. والمرحلة الثالثة هي المناورة البرية لاحتلال أجزاء من قطاع غزة تدريجياً، والإعداد لبقاء عسكري طويل الأمد هناك.

وبحسب الصحيفة، فإن المرحلة الثانية من العملية في ذروتها حالياً، وستتوسع لدفع سكان القطاع في مناطق إضافية من أنحاء الأخير إلى النزوح جنوباً؛ حيث سيفعّل الجيش "مصارف" في الطرق الواصلة إلى الجنوب، ليقوم من خلالها بتصفية المُهجرين، بحيث أن كل فلسطيني مشتبه بالنسبة إليه لن يُسمح بمروره نحو "المنطقة الآمنة".

وفي المرحلة الثالثة من العملية، سيدخل جيش الاحتلال في مناورات برية إلى المناطق المهجرة والمخلاة، حيث سيحكم بالموت على كل من تبقى باعتباره "إرهابياً". وتقوم مناورته على تنفيذ مهام عسكرية فوق وتحت الأرض، استناداً للنموذج الذي اتبعه في رفح وأطراف خانيونس، بهدف قطع التواصل فوق وتحت الأرض بين الألوية والكتائب المقاتلة لـ"حماس"، وذلك عبر احتلال المنطقة والبقاء فيها فترة طويلة، تتيح لقواته التعرّف أكثر على المكان، والتحذير من الكمائن والعبوات الناسفة.

وستعمل القوات البرية بشكل ممنهج خلال المرحلة الثالثة على هدم المباني التي يمكن أن يستخدمها المقاومون غطاءً لشن عمليات ضدها، وسط مواصلتها السعي للعثور على أنفاق وفتحات أنفاق لتدميرها، ومنع الحركة من استخدامها في شن هجمات مفاجئة. ويفترض الجيش أنه في هذه المرحلة، سيحول بالنتيجة دون تمكين القادة العسكريين لـ"حماس" من نقل مقاتليهم من مكان لآخر، أو تجنيد مقاتلين جدد، على افتراض أن السكان سيُهجرون ولن تكون هناك أيّة مساعدات إنسانية في مناطق القتال. إلى ذلك، من المتوقع بحسب الصحيفة أن تستمر مرحلة الاحتلال والسيطرة التدريجية على أجزاء من القطاع عدة أشهر.

المساهمون