عراقيون يتظاهرون لـ"إنهاء الإفلات من العقاب" في بغداد وعواصم أوروبية

عراقيون يتظاهرون لـ"إنهاء الإفلات من العقاب" في بغداد وعواصم أوروبية

18 يوليو 2021
توافد المئات من العراقيين إلى ساحة الفردوس وسط بغداد (Getty)
+ الخط -

انطلقت، اليوم الأحد، مسيرة "إنهاء الإفلات من العقاب" التي كان قد دعا إليها صحافيون عراقيون يقيمون في الخارج، وناشطون في الداخل العراقي، في سبيل "التذكير بملفات قتل المتظاهرين والصحافيين والنشطاء بالعراق، ومنع استمرار إفلات المتهمين والجناة من العقاب والمحاكمة".

وخلال الساعات الماضية، توافد عراقيون في أكثر من عاصمة ومدينة أوروبية، إضافة إلى عدة مدن أميركية، إلى جانب بغداد وبابل والناصرية والبصرة وكربلاء، ورفع غالبيتهم صوراً موحدة وشعارات تلخصت في أن الأحزاب والمليشيات المسلحة في العراق تسيطر على دوائر القضاء والمحاكم، فيما أشارت بعض اللافتات إلى أن القضاة العراقيون "غير قادرين" على محاسبة القتلة الذين ينتمون إلى الفصائل المسلحة التابعة للحشد الشعبي.

وبسبب فارق التوقيت، ستنضم عواصم أخرى إلى المسيرة عقب انتهاء مسيرة بغداد، التي أحياها المحتجون والناشطون وصحافيون ومراقبون للشأن السياسي، فيما شاركت أيضاً عوائل ضحايا احتجاجات "تشرين".

وبحسب اللجنة المشرفة على المسيرة، فإن جاليات عراقية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبلجيكا وسويسرا وأستراليا والسويد وفنلندا وفرنسا وهولندا وكندا والنمسا، جميعها ستشارك.

 وينظم "اتحاد طلبة بغداد" المسيرة في العاصمة العراقية. وشهدت المسيرة مشاركة غالبية أعضاء الكيانات السياسية الجديدة التي باشرت بدخول العمل السياسي بعد انتهاء تظاهرات "تشرين"، إضافة إلى شخصيات مدنية وعلمانية، فضلاً عن مشاركة أعضاء الحزب الشيوعي العراقي. 

 ويعتمد المشاركون في المسيرة على النشر عبر "فيسبوك" و"تويتر"، وبعض المحطات العربية والوكالات الأجنبية، بعد غياب شبه تام للمحطات الفضائية المحلية، وتحديداً التابعة للأحزاب والفصائل العراقية.

وبحسب قائمين على المسيرة، يهدف هذا الظهور عبر عواصم أوروبية إلى استثمار استمرار عمليات الاغتيال وقضايا الفساد، في سبيل "لفت انتباه المجتمع الدولي إلى مشكلة عدم استقرار العراق وأمنه، ومشاكل القضاء العراقي، وتحديداً إفلات الجناة من العقاب". 

ويحمّل هؤلاء الناشطون حكومة مصطفى الكاظمي وقيادة العمليات مسؤولية حماية المشاركين في المسيرات داخل البلاد وتأمينهم من أي اعتداء قد يتعرضون له.

وتوافد المئات من الناشطين العراقيين والصحافيين والناشطين إلى ساحة الفردوس وسط بغداد، وهي نقطة انطلاق المسيرة باتجاه ساحة التحرير، إلا أن القوات الأمنية أقدمت قبل ذلك على إغلاق منطقة "الباب الشرقي"، وهي الأسواق القريبة من نصب الحرية في ساحة التحرير، إضافة إلى وضع الكتل الخرسانية في منتصف جسر الجمهورية، احترازاً من أي اقتحام للمنطقة الخضراء. 

في السياق، قال الصحافي علي الأنصاري، وهو أحد المشاركين في المسيرة، إن "الهدف الأكبر من هذه الفعالية، لفت أنظار العالم إلى الشعب العراقي الذي يموت يومياً بنيران المليشيات والفقر والحرمان". 

وأوضح الأنصاري، لـ"العربي الجديد"، أن "القضاء العراقي مسيطَر عليه من قبل المليشيات والفصائل التابعة للحشد الشعبي، إضافة إلى الأحزاب الكبيرة، وبالتالي إن معظم الملفات المرتبطة باغتيال ناشطين وصحافيين غُيِّبَت تماماً بسبب النفوذ السياسي والضغط على المحاكم، مع العلم أن الأحزاب هي المتهم بقتل الناشطين العراقيين". 

أما الناشط من بغداد، عبد الرحمن العمري، فقد أكد أن "القيادة العسكرية في العاصمة العراقية لن تتجاوز على المشاركين في المسيرة، بشرط عدم تجاوز المشاركين على القوى الأمنية أو محاولات عبور جسر الجمهورية باتجاه المنطقة الخضراء".

وأكمل حديثه مع "العربي الجديد"، بأن "المسيرة الحالية جزء من نضال العراقيين من أجل الوصول إلى قضاء نزيه لا يخضع للنفوذ الحزبي والسياسي".

المساهمون