استمع إلى الملخص
- أكد عراقجي اقتراب التوصل إلى إطار جديد للتعاون مع الوكالة، بينما أشار غروسي إلى تقدم في المباحثات الفنية، مع توقعات بنتائج إيجابية.
- شدد عراقجي على علاقات إيران الجيدة مع جيرانها ورفض التدخل في شؤون سورية ولبنان، داعياً إلى قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني واستعداد طهران لمفاوضات عادلة مع واشنطن.
كشف مسؤول إيراني مطلع لـ"العربي الجديد"، مساء اليوم الاثنين، أن وزير الخارجية عباس عراقجي سيزور العاصمة المصرية القاهرة، غداً الثلاثاء، لعقد مباحثات مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، في أول لقاء رفيع المستوى بين الجانبين منذ الضربات الإسرائيلية والأميركية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية في يونيو/حزيران الماضي.
وأوضح المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن عراقجي وغروسي سيعملان خلال المباحثات على إتمام اتفاق بين طهران والوكالة يهدف إلى استئناف التعاون بينهما، مشيراً إلى وجود قضايا متبقية ينبغي حسمها خلال اللقاء للتوصل إلى اتفاق نهائي. وأضاف: "من المرجح أن تُحل الخلافات المتبقية بما يمهّد لاتفاق يرسم إطاراً جديداً للتعاون بعد العدوان الإسرائيلي والأميركي". وبيّن المسؤول الإيراني في حديثه مع "العربي الجديد" أن التعاون، في حال إبرام الاتفاق، سيُستأنف بشكل تدريجي، ولن يعود فوراً إلى مستوى ما قبل العدوان، بل سيستغرق بعض الوقت.
وكان عراقجي قد أعلن، أول أمس السبت، أن المفاوضات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية "شارفت على التوصل إلى إطار جديد للتعاون"، معرباً عن أمله في فتح "مرحلة جديدة" في العلاقات بين الجانبين.
من جانبه، أكد رافاييل غروسي، خلال افتتاح الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي الوكالة في فيينا اليوم الاثنين، أن المباحثات الفنية مع إيران تشهد "تقدماً"، معرباً عن أمله في أن "تُثمر نتائج إيجابية خلال الأيام القليلة المقبلة بما يتيح استئناف التعاون الكامل بين الوكالة وطهران".
ويأتي الاتفاق المرتقب بعدما صادق البرلمان الإيراني، في يونيو/حزيران الماضي، على قانون يُلزم الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة عقب الهجمات الإسرائيلية والأميركية على المنشآت النووية. وخلال الفترة التي تلت الحرب، وجّهت طهران انتقادات حادة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، متهمةً إياها بالتسبب في العدوان عبر تقاريرها الأخيرة، ومنددةً بعدم إدانتها لتلك الهجمات.
وفي وقت سابق الاثنين، حذر النائب المحافظ في البرلمان الإيراني، حسينعلي حاجي دليغاني، وزير الخارجية الإيراني من إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموقع مخزونات اليورانيوم المخصب في إيران وذلك خلال زيارته إلى القاهرة يوم غد، بحسب ادعائه. ولوح حاجي دليغاني خلال جلسة للبرلمان الإيراني، بمحاكمته عراقجي إذا ارتكب ما وصفه بـ"مخالفة القانون"، متحدثا عن وجود نص جرى إعداده للتعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية يتعارض مع مصالح البلاد، دون أن يكشف الجهة التي صاغته.
ودخلت القاهرة خلال الآونة الأخيرة إلى خط الوساطة بين طهران مع كل من الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مجرية اتصالات مكثفة مع هذه الأطراف الثلاثة للوصول إلى حلول لاستئناف المفاوضات بين طهران وواشنطن وكذلك التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأشار النائب الإيراني إلى أن "ثلاثة مواضع على الأقل في هذا النص تمثل انتهاكاً واضحا لمصالح إيران"، مبينا أن البند الخامس ينص على أن تسمح إيران للوكالة بتقديم تقارير حول حالة المواقع التي استُهدفت بالقصف خلال حرب يونيو الماضي، وهو ما اعتبره "إجراء غير صحيح ولا ينسجم مع حقوق الشعب الإيراني".
وأضاف أن البند السادس يجيز عودة المفتشين الذين وصفهم بـ"الجواسيس" لزيارة المواقع التي قصفوها، وملء استمارات حول أوضاعها، إضافة إلى تحديد مواقع تخزين المواد، "وهو ما يوازي إعطاء إحداثيات دقيقة تسهّل على العدو استهداف المواقع التي لم تُقصف بعد". وتابع أن البندين العاشر والحادي عشر تضمّنا "قرارات أحادية الجانب"، مضيفا: "أحذّر السيد عراقجي من هذا المنبر، إن تجاوزتم النص الصريح والواضح للقانون، فسوف نعاقبكم، وسنعمد ليس فقط إلى استجوابكم، بل أيضاً إلى إحالتكم للقضاء. ليس لكم الحق في التفريط بحقوق الشعب الإيراني".
وفي وقت لاحق، رد المتحدث باسم وزارة الخارجية، إسماعيل بقايي، على سؤال حول احتمال زيارة وزير الخارجية إلى مصر، قائلا: "سبق أن تمت زيارات إلى مصر، وفي المستقبل يمكن أن تحدث عندما يتفق الجانبان. ما يمكن تأكيده حاليا هو وجود خطط لزيارة تونس من أجل بحث العلاقات الثنائية". وأضاف أن جولات وزير الخارجية في المنطقة تندرج ضمن سياسة إيران لتعزيز التعاون وإجراء مشاورات حول الملفات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية.
وأعلن رضا نجفي، السفير والممثل الدائم للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، السبت الماضي، عن انعقاد الجولة الثالثة من المفاوضات الفنية بين إيران والوكالة. وأضاف أنّ الجولة الثالثة من المفاوضات الفنية بين إيران والوكالة، بهدف "إعداد نظام عمل لتنفيذ الالتزامات الخاصة بالضمانات في الوضع الجديد عقب الهجمات غير القانونية التي شنّها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة ضد المنشآت النووية في بلادنا، قد عُقدت يومي الجمعة والسبت في فيينا، حيث تبادل الطرفان وجهات النظر حول النقاط الواردة في نص نظام العمل".
عراقجي: لا نتدخل في سورية ولبنان... ومستعدون لمفاوضات عادلة مع واشنطن
إلى ذلك، أكد عراقجي، مساء الاثنين، أن علاقات بلاده مع جيرانها ودول الشرق الأوسط والخليج "في أفضل حالاتها"، مشدداً على أن سياسة حسن الجوار التي تنتهجها طهران "حققت نتائج إيجابية". وخلال كلمته في جلسة للدورة التاسعة والثلاثين لمؤتمر الوحدة الإسلامية في طهران، قال عراقجي إن "الجميع في المنطقة أدرك أن التهديد الحقيقي هو الكيان الصهيوني وليس إيران"، مضيفا أن "الإبادة الجماعية في غزة، والهجمات على لبنان وسورية وإيران واليمن، أثبتت أن أطماع هذا الكيان لا تقتصر على هذه البلدان، بل يسعى لإقامة ما يُسمى إسرائيل الكبرى".
وأوضح عراقجي: "لا نتدخل في سورية ولبنان، ولن نتدخل، فالأوضاع فيهما شأن يخص شعبيهما فقط"، مؤكداً أن الحرب على إيران في يونيو/حزيران الماضي كانت "نتاج خطأ في الحسابات من جانب الكيان الصهيوني والولايات المتحدة". وأضاف: "في الأيام الأولى للحرب، طلبوا منا التفاوض، وقالوا إن وقف إطلاق النار يمكن أن يكون إحدى نتائجه، لكننا اخترنا طريق المقاومة حتى طلبوا هم وقف القتال في الأيام الأخيرة".
وأشار إلى أن الطرف الآخر "توصل إلى درس مهم مفاده أنه لا حل عسكريا للقضية النووية الإيرانية، وأن أي ملف مع إيران لا يمكن حله بالقوة، لأنه سيواجه الرد والمقاومة الإيرانيين". وشدد وزير الخارجية الإيراني على أن "الطريق الوحيد هو الدبلوماسية القائمة على التفاوض العادل والشريف، ونحن على أتم استعداد لمثل هذا الحوار في أي وقت".
وعن الأوضاع في غزة، دعا عراقجي إلى "قطع كل أشكال العلاقات مع الكيان الصهيوني"، وحث على "وحدة العالم الإسلامي واتخاذ خطوات عملية مشتركة لوقف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني".