"رويترز": عراقجي يسلّم بوتين رسالة من خامنئي في موسكو

23 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 14:53 (توقيت القدس)
بوتين مصافحاً عراقجي في موسكو، 23 يونيو 2025 (إعلام الكرملين/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن العدوان على إيران "لا مبرر له"، مشيراً إلى استعداد روسيا لمساعدة الشعب الإيراني، وذلك خلال لقائه مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي سلم بوتين رسالة من المرشد الإيراني تطلب "المزيد من المساعدة".

- أشار عراقجي إلى تصاعد التوتر في المنطقة بسبب "العدوان غير المبرر" من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، وشكر روسيا على مواقفها المنددة بهذه الاعتداءات، فيما وصف بوتين الهجمات بأنها "عدوان غير مبرر".

- ندد الكرملين بالضربات الأمريكية على منشآت نووية في إيران، معتبراً أنها زادت من التصعيد، وأعربت مصادر إيرانية عن عدم رضاها عن الدعم الروسي الحالي، مطالبة بمزيد من الجهود لمساندتها.

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

 أثناء استقباله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الاثنين، إنّ العدوان على إيران "لا مبرّر له"، مؤكداً استعدادَ روسيا لمساعدة الشعب الإيراني، وقال مصدر كبير لوكالة رويترز إنّ عراقجي سيسلم بوتين، في اللقاء، رسالة من المرشد الإيراني علي خامنئي يطلب فيها "المزيد من المساعدة"، بعد أكبر عمل عسكري أميركي ضد طهران منذ ثورة 1979. 

وأكد عراقجي خلال اللقاء أن العلاقات بين إيران وروسيا "وثيقة جداً وقديمة، وقد اكتسبت في السنوات الأخيرة طابعاً استراتيجياً"، وقال إن هذا اللقاء يأتي "في ظل ظروف خطيرة ومهمة" في المنطقة، مضيفاً: "لقد أجرينا دائما مشاورات وثيقة مع أصدقائنا في روسيا. وفي الموضوع النووي الإيراني، كانت روسيا شريكا وحليفا لإيران، وشاركت أيضاً في المفاوضات النووية".

ولفت وزير الخارجية الإيراني إلى أن مستوى التوتر في المنطقة "يتصاعد الآن بسبب العدوان غير المبرر من قبل الكيان الإسرائيلي وأميركا"، موضحاً أن "هذه الاعتداءات تنتهك ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية تمارس دفاعها المشروع في مواجهتها"، وشكر روسيا على "مواقفها المنددة بهذه الاعتداءات"، مضيفا أن "روسيا تقف في الجانب الصحيح من القانون الدولي".

من جهته، قال بوتین إن الهجمات علی إیران "کانت عدواناً غیر مبرر وبلا مسوغ"، مضيفاً أن موقف روسیا بشأن تصعید الوضع حول إیران وإسرائیل "واضح تماماً، وقد تم التعبیر عنه في بیان وزارة الخارجیة الروسیة". وأضاف الرئيس الروسي أن بلاده "ستبذل جهودها لمساعدة الشعب الإیراني"، معتبراً أن زیارة عراقجي "تتیح لنا الفرصة للتباحث وتبادل الآراء حول کیفیة الخروج من الوضع الحالي في الشرق الأوسط".

وندّد الكرملين، اليوم الاثنين، بالضربات الأميركية على منشآت نووية في إيران الأحد. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال إحاطة إعلامية: "سُجّل تصعيد جديد في المنطقة، وبالطبع نحن نندّد به ونأسف جدّاً لحدوثه"، معتبراً أن "الإجراءات الأميركية زادت عدد الأطراف المشاركة في الصراع، وأدت إلى دوامة جديدة من التصعيد"، وأكد بيسكوف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يطلع بوتين مسبقاً على تفاصيل الضربات المخطط لها.

وذكرت مصادر إيرانية لـ"رويترز" أن طهران غير راضية عن الدعم الروسي في الوقت الحالي، وتريد من بوتين "بذل المزيد من الجهود لمساندتها في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة". ولم تذكر المصادر طبيعة المساعدة التي تريدها طهران. وكان بوتين قد دعا الأسبوع الماضي إلى "ضبط النفس"، وعرض خدمات موسكو للتوسط في مفاوضات البرنامج النووي. ونقلت وكالة تاس الرسمية للأنباء عن عراقجي قوله إن إيران وروسيا تنسقان مواقفهما بشأن التصعيد الحالي في الشرق الأوسط.

وعرض بوتين مراراً التوسط بين الولايات المتحدة وإيران، وقال إنه نقل إليهما اقتراحات موسكو لحل النزاع مع ضمان استمرار حصول إيران على الطاقة النووية المدنية. وكان الرئيس الروسي قد ذكر أنّ إسرائيل قدّمت لموسكو ضمانات بأنّ المتخصصين الروس، الذين يساعدون في بناء مفاعلين إضافيين في محطة بوشهر للطاقة النووية في إيران، لن يتعرضوا لأذى في الغارات الجوية.

وأحجم بوتين، الأسبوع الماضي، عن مناقشة إقدام إسرائيل والولايات المتحدة على اغتيال خامنئي، رغم التلميحات التي أصدرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإسرائيل عن احتمال اغتياله وتغيير النظام في إيران.

وتلعب روسيا، الحليف الوثيق لطهران، دوراً في المفاوضات النووية الإيرانية مع الغرب بصفتها عضوا يتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وإحدى الدول الموقعة على اتفاق نووي سابق انسحب منه ترامب خلال ولايته الأولى عام 2018. لكن بوتين، الذي دفع بالجيش الروسي في حرب كبرى في أوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات، لم يبد رغبة واضحة في الانخراط في مواجهة مع الولايات المتحدة بشأن إيران، في الوقت الذي يسعى فيه ترامب إلى إصلاح العلاقات مع موسكو.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)