عراقجي: وزير خارجية عُمان زار طهران لتسليم مقترح أميركي للاتفاق النووي
استمع إلى الملخص
- يعتزم عراقجي زيارة مصر ولبنان لتعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة التطورات الإقليمية، بما في ذلك الوضع في فلسطين، مع إمكانية زيارة دول أخرى لتعزيز التعاون.
- ردت إيران على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن زيادة تخصيب اليورانيوم، مؤكدة أن أنشطتها تحت إشراف الوكالة ومحذرة من استغلال التعاون لأغراض سياسية.
أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن نظيره العُماني بدر البوسعيدي، قام بزيارة قصيرة إلى طهران، اليوم السبت، "لتقديم عناصر من المقترح الأميركي" بشأن الوصول إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني ورفع العقوبات عن طهران، مضيفاً أنه "سيجري الرد عليه على نحوٍ مناسب بما يتماشى مع مبادئ ومصالح وحقوق الشعب الإيراني". ولم يكشف عراقجي عن تفاصيل المقترح الأميركي.
وأُجريت حتى اليوم خمس جولات تفاوضية لإحياء الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة الأميركية بوساطة عُمانية، وفي الجولة الأخيرة، التي انعقدت في 23 مايو/أيار الجاري، قدّم البوسعيدي مقترحات للمفاوضَين الإيراني والأميركي لتقريب وجهات النظر بينهما حول القضايا الخلافية، وأبرزها مسألة تخصيب اليورانيوم التي ترفض طهران إيقافها باعتبارها خطاً أحمر، فيما تصرّ الولايات المتحدة على ضرورة تخلّي إيران عن ذلك.
وأكّد عراقجي في وقت سابق اليوم أنّ "لا أحد في إيران يمكنه أن يقبل وقف تخصيب اليورانيوم" لأنه "من ضروريات البلاد وحاجاتها الأساسية"، وشدد عراقجي، في تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني، على أن "التمسّك بحقّ تخصيب اليورانيوم مرتبط برفض الهيمنة الأجنبية"، قائلاً إن الخارجية الإيرانية "وضعت ذلك نصب أعينها سواء في المفاوضات السابقة أو الحالية".
عراقجي يزور مصر ولبنان
في الأثناء، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني، إسماعيل بقايي، اليوم السبت، في بيان صحافي أن عراقجي سيزور مصر ولبنان الإثنين والثلاثاء المقبلين. وأكد أن الزيارة تظهر حرص بلاده على تعزيز العلاقات والتنسيق مع دول المنطقة، مشيراً إلى أنها أن زيارة تهدف إلى مناقشة العلاقات الثنائية، والتشاور بشأن آخر مستجدات المنطقة، لا سيما تطورات فلسطين والتباحث حول التطورات الدولية.
ومن المقرر أن يلتقي خلال هذه الزيارة مع كبار المسؤولين في مصر ولبنان لبحث مجموعة من القضايا الثنائية والمسائل الإقليمية وتبادل وجهات النظر بشأنها. وكشفت مصادر إيرانية مطلعة لـ"العربي الجديد"، أمس الأول الخميس، أن وزير الخارجية الإيراني سيزور مصر يوم الاثنين المقبل لـ"بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية والرقي بها، وملفات إقليمية ودولية، في مقدمتها الإبادة الجماعية في غزة". وأضافت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، أن عراقجي سيطلع القاهرة على تطورات المفاوضات الإيرانية الأميركية غير المباشرة. ولفتت المصادر الإيرانية إلى أن الوزير الإيراني يمكن أن يزور بلداً أو بلدين آخرين في المنطقة أيضاً "في سياق سياسة إيران الرامية إلى تعزيز العلاقات والتعاون مع دول المنطقة".
إلى ذلك، ردت الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانيتان، اليوم، على تقرير شامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية، معلنتين أن التقرير يتضمّن "ادّعاءات لا أساس لها بشأن البرنامج النووي الإيراني ليست إلا ذريعة لتهيئة الأجواء ضد طهران".
وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن إيران سرّعت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 60% القريبة من مستوى 90% المطلوب للاستخدام العسكري، وذلك في تقرير غير معدّ للنشر اطلعت عليه وكالة فرانس برس، اليوم السبت. ولفتت الوكالة إلى أن المخزون بلغ 408.6 كيلوغرامات في 17 مايو/ أيار بزيادة 133.8 كيلوغراماً خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، مقارنة بزيادة بمقدار 92 كيلوغراماً خلال الفترة السابقة. وكتبت الوكالة في التقرير أن "هذه الزيادة الكبيرة في إنتاج إيران، الدولة الوحيدة غير النووية التي تنتج مثل هذه المادة النووية، وتخزينها اليورانيوم عالي التخصيب... تثير مخاوف كبرى".
وانتقد البيان المشترك لوزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية ما جاء في التقرير من "تكرار القضايا المزعومة التي لا تستند إلى أساس، ولا يمكن أن يمنح هذه الادّعاءات أي مصداقية، إلى جانب الإعراب المفرط عن القلق في هذا الصّدد، ليس إلا ذريعة لتهيئة الأجواء السياسية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وأشار البيان إلى اجتماع مجلس محافظي الوكالة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، متهماً بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية، بأنها قامت "من خلال إجراء سياسي وغير مبرّر ودون الاهتمام بنتائج زيارة المدير العام للوكالة (رافاييل غروسي) إلى إيران، بتقديم مشروع قرار ضد إيران"، مضيفاً أن "عدم موافقة العديد من الأعضاء على هذا النهج السياسي المدمر قد أدى إلى عزلة مقدمي القرار".
وتابع البيان الإيراني أنّه تزامناً مع "استمرار التعاون" بين طهران والوكالة الدولية في إطار اتفاقية الضمانات الشاملة، وإصدار البيانات المشتركة، "تضمن التقرير المنشور إشارات إلى مسائل جزئية وخارجة عن مهمة الوكالة، وغير ذات صلة بالمهام الموكلة لها"، معرباً عن أسف طهران لنشر هذا التقرير الذي قال إنه "أعد لأغراض سياسية للضغط على الوكالة"، معلناً اعتراضها "الصريح على محتواه".
وتوعدت الخارجيةُ ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانيتان بأنه "إذا حاولت بعض الدول استغلال تعاون إيران مع الوكالة وسلوكها الشفاف والثقة التي بنتها في أنشطة الوكالة التحقق منها أو التقرير الحالي في اجتماع مجلس المحافظين، فإنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستتخذ التدابير المناسبة رداً على مثل هذا النهج، حفاظاً على حقوقها ومصالحها المشروعة، وستقع عواقب ومسؤولية ذلك على عاتق تلك الدول".
تفاصيل المباحثات بين عراقجي وغروسي
كما أعلنت الخارجية الإيرانية في بيان، مساء السبت، أن المدير العام للوكالة الدولية رافائيل غروسي، أجرى اتصالاً مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بحثا فيه آخر التطورات في ملف المفاوضات النووية ورفع العقوبات، فضلاً عن التقرير الذي أصدرته الوكالة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وتطرق عراقجي خلال المباحثات إلى "التعاون المستمر" بين إيران والوكالة، مؤكداً أن جميع الأنشطة النووية الإيرانية تجري تحت إشراف الوكالة وفي إطار اتفاقية الضمانات التابعة لمعاهدة حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل و"من دون انحراف في الأنشطة أو المواد النووية"، وداعياً المديرَ العام للوكالة إلى "نقل الحقائق بطريقة لا تتيح لبعض الأطراف استغلال هذه المؤسسة الدولية لتحقيق أغراضهم السياسية ضدّ الشعب الإيراني".
كما طلب عراقجي من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن "يقوم بتوضيح تفاصيل التعاون بين إيران والوكالة في اجتماع مجلس الحكّام الأسبوع المقبل"، محذراً في الوقت نفسه من "تبعات أي إجراء سياسي" ضدّ إيران، ومتوعداً بأنها "سترد على نحوٍ مناسب على أيّ تحرك غير سليم من الأطراف الأوروبية"، ومحمّلاً تلك الأطراف "مسؤولية العواقب إذا استخدمت الوكالة وإجراءاتها أداةً لتنفيذ أجنداتها السياسية ضد إيران".