عراقجي لترامب: التفاوض يختلف عن البلطجة ولن نتفاوض تحت الضغط

10 مارس 2025   |  آخر تحديث: 13:00 (توقيت القدس)
عراقجي خلال مقابلة في القنصلية الإيرانية في جدة، 7 مارس 2025 (عامر حلابي/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن البرنامج النووي الإيراني سلمي بالكامل، وأن إيران لن تتفاوض تحت الضغط، مشيراً إلى المفاوضات مع فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، روسيا، والصين لتعزيز الثقة ورفع العقوبات.
- المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، شدد على رفض التفاوض تحت الضغط، داعياً دول المنطقة لاتخاذ قراراتها بناءً على مصالحها، ورفض الاتهامات بالتدخل في سوريا.
- الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أكد عدم نية إيران لصناعة السلاح النووي، مشيراً إلى دور الاحتلال الإسرائيلي في التوترات، بينما شدد المرشد الأعلى علي خامنئي على رفض التفاوض تحت الضغط.

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشورات على منصة إكس، اليوم الاثنين، تعليقاً على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة، أن "التفاوض يختلف عن البلطجة وإصدار الأوامر"، مضيفاً أن البرنامج النووي الإيراني "كان وما زال سلمياً بالكامل"، موضحاً أنه على أساس ذلك "لا يوجد شيء باسم العسكرة الذاتية" للبرنامج النووي.

وشدد عراقجي على أن بلاده "لن تتفاوض تحت الضغط والترهيب، ونحن لن نناقش تفاوضاً مماثلاً أياً كان موضوعه"، لافتاً إلى أن إيران تتفاوض حالياً مع فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، فضلاً عن مفاوضات منفصلة أخرى مع الروس والصين "في ظروف سواسية واحترام متبادل"، قائلاً إن الهدف من هذه المفاوضات هو "بحث طرق لخلق المزيد من الثقة والشفافية بشأن البرنامج النووي الإيراني، مقابل رفع العقوبات غير القانونية".

وتابع وزير خارجية إيران أن الولايات المتحدة الأميركية "في الماضي، كلما تصرفت مع إيران باحترام في خطابها، واجهت الاحترام في المقابل، وعندما تقوم بالتهديد، ستتصدى له إيران، وأي فعل يستتبع ردة فعل".

وفي السياق عينه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين، إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية "لن تقبل أبداً التفاوض تحت الضغط"، مشيراً في حديثه في المؤتمر الصحافي الأسبوعي، تعقيباً على إلغاء أميركا إعفاء العراق من العقوبات على الغاز والكهرباء من إيران، إلى أن العقوبات الاميركية "ليس لها أي مبرر قانوني"، داعياً الإدارة الأميركية إلى تحمل مسؤولية فرض عقوباتها.

ودعا بقائي العراق ودول المنطقة إلى اتخاذ قراراتها وفق مصالحها وعلى أساس الاحترام المتبادل، وعدم السماح بأن تؤثر الضغوط الأميركية على العلاقات. وأكد بقائي في معرض رده على سؤال بشأن رسالة ترامب إلى خامنئي بتأكيد أن بلاده لم تتلقَ هذه الرسالة.

وشدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على أن طهران "لم تغلق أبداً الباب أمام مفاوضات حقيقية وصائبة"، لكنها لن توافق على مقترح للتفاوض يعتمد الترهيب والتهديد، ووصف الدعوات الأميركية للتفاوض بأنها "عملية نفسية وإعلامية"، مشيراً إلى أن المباحثات مع الترويكا الأوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، مستمرة ويجري العمل على عقد جولة جديدة حتى 21 من الشهر الجاري، أي حتى نهاية السنة الإيرانية الحالية.

ورفض المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في سياق آخر الاتهامات الموجهة لطهران بالتدخل في التوترات في الساحل السوري، قائلاً إن الاتهامات ضد إيران بالتدخل في سورية وتشكيل غرفة العمليات في بغداد "مضحكة ومرفوضة"، مضيفاً أن توجيه أصابع الاتهام لإيران وأصدقائها "دليل انحراف وتضليل، وهو تبسيط للتطورات السورية والتعامل النمطي معها".

وأكد أن "هذه المزاعم لن تساعد في تحسين الأوضاع"، داعياً إلى إنهاء ما وصفه بأنه "قتل الأبرياء من مختلف الشرائح والجماعات السورية وخاصة الأقليات التي تتعرض للجرائم"، ومضيفاً أن "جميع الدول التي لها دور ونفوذ في التطورات السورية تتحمل مسؤولية مباشرة تجاهها، ونأمل في أن تكون واعية لتبعات أفعالهم وردود فعلهم على السلام والأمن الإقليميين واستقرار سورية".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد صرح، أمس الأحد، في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأميركية أن "هناك طريقتين للتعامل مع إيران، إحداهما عسكرية، والأخرى عن طريق اتفاق، وأنا أفضّل الاتفاق"، مشيراً إلى أنه أرسل رسالة إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، معرباً عن رغبته في إبرام اتفاق مع الإيرانيين "يكون فعالاً بقدر الحل العسكري، ولكن الحقيقة هي أن الوقت ينفد". وأكد الرئيس الأميركي في الوقت ذاته أنه "إذا اضطررنا إلى التدخل عسكرياً بشأن إيران، فسيكون ذلك أمراً فظيعاً عليها".

في غضون ذلك، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مساء الأحد، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره، إن إيران ليست بصدد صناعة السلاح النووي، مؤكداً "أننا نعتبر أي توتر واضطراب ومواجهة يضر بنا وبالمنطقة والعالم، وسياستنا الثابتة هي إزالة التوترات والوحدة في المنطقة"، موضحاً في الوقت ذاته "أننا سنتصدى أيضاً لأي تهديد ضد أمننا، ومصالح بلادنا بشدة وقوة".

وأضاف بزشكيان، وفق الموقع الإعلامي للرئاسة الإيرانية، أن "الجمهورية الإسلامية لطالما حافظت على الاستقرار والأمن في المنطقة، ومنعت نشوب أي حرب ومواجهة قدر المستطاع"، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي هو العامل الرئيس لخلق التوترات والأزمات في المنطقة، فضلاً عن الحروب وارتكاب جرائم ضد الإنسانية وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، قائلاً إن الاحتلال "من خلال اختلاق أكاذيب، يسعى إلى الترويج بأن الأنشطة النووية السلمية للجمهورية الإسلامية هي عامل انعدام الأمن".

وقال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، السبت الماضي، في كلمة له أمام كبار المسؤولين الإيرانيين، إن طهران لن تتفاوض تحت ضغط من أي "دولة تمارس البلطجة"، وذلك بعد يوم من إعلان ترامب أنه بعث رسالة إلى السلطات الإيرانية للتفاوض على اتفاق نووي، تقول طهران إنها لم تصلها. وانتقد خامنئي "إصرار بعض الدول والشخصيات البلطجية على التفاوض ليس لأجل حل القضايا، بل للتحكم وفرض توقعات على الطرف الآخر".

إلى ذلك، أكد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، الأحد، أن بلاده لن تنتظر "رسالة من أميركا"، وأضاف تعليقاً على تصريحات ترامب: "نحن على قناعة بأن رفع العقوبات يمكن أن يحصل فقط في حال أصبحت إيران قوية وتمكنت من إفشال مفاعيل تلك العقوبات".

في سياق آخر، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير السويدي احتجاجاً على تصريحات وزير التعليم السويدي يوهان بيرسون بشأن سجين يحمل جنسية مزدوجة في إيران، وفق ما أورده التلفزيون الإيراني. وأبلغ رئيس الدائرة الثالثة لغرب أوروبا في وزارة الخارجية الإيرانية شهرام قاضي زادة السفير السويدي أن الحكومة السويدية "ليست في موقع يخولها أن تشكك في أداء المؤسسات القانونية لدولة أخرى والدفاع عن مجرم ثبتت جرائمه".

ويقصد قاضي زادة أحمد رضا جلالي، وهو مواطن سويدي من أصل إيراني، حاصل على الدكتوراه في الإسعاف الطبي، وهو معتقل منذ الثالث من مايو/أيار 2016، يواجه حكماً بالإعدام بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، إلا أن الخارجية السويدية أعلنت في فبراير/شباط 2018 أن جلالي يعتبر مواطناً لها، و"لا ينبغي إعدامه". واتهمه المدعي العام السابق لطهران بـ"نقل المعلومات المرتبطة بالمشاريع السرية للغاية في المجالات البحثية، والعسكرية، والدفاعية، والنووية لإسرائيل، لقاء الحصول على حق المواطنة السويدية لنفسه ولعائلته".

المساهمون