عراقجي: لا معنى للتفاوض المباشر مع ترامب

06 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 13:33 (توقيت القدس)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، طهران، 25 فبراير 2025 (عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ترفض إيران المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة بسبب التهديدات الأمريكية، لكنها تبقى ملتزمة بالدبلوماسية ومستعدة للتفاوض غير المباشر لرفع العقوبات وبناء الثقة.
- أكدت إيران أنها اتخذت تدابير طوعية ضمن الاتفاق النووي لطمأنة المجتمع الدولي، بينما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق، وتظل إيران مستعدة للتفاوض مع الحفاظ على سيادتها.
- تصريحات عراقجي تأتي في سياق رفض المفاوضات المباشرة مع إدارة ترامب، مع تأكيد إيران على حقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية وسط سعي الإدارة الأمريكية لاتفاق جديد.

اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن المفاوضات المباشرة مع أميركا "لا معنى لها"، لافتاً في لقاء مع السفراء والدبلوماسيين الأجانب بمناسبة عيد رأس السنة الإيرانية (النوروز)، اليوم الأحد، إلى أنه "لا معنى للتفاوض المباشر مع طرف يهدد دوماً باستخدام القوة خلافاً لميثاق الأمم المتحدة، ويتخذ مسؤولوه مواقف متناقضة"، مؤكداً في الوقت نفسه بقوله: "ما زلنا متمسكين بالدبلوماسية ومستعدين لاختبار مسار التفاوض غير المباشر".

وشدد عراقجي على أن طبيعة البرنامج النووي الإيراني "سلمية، وسبق أن اتخذنا تدابير طوعية في إطار الاتفاق النووي للطمأنة بشأن طبيعة برنامجنا النووي، لكن أميركا هي التي انسحبت من جانب واحد من الاتفاق"، مشيراً إلى أن إيران مستعدة اليوم للتفاوض حول برنامجها النووي لبناء الثقة ورفع العقوبات. ولفت عراقجي إلى أن طهران في الوقت الذي تلتزم فيه بالدبلوماسية والحوار لـ"رفع سوء الفهم وحل الخلافات"، تحافظ أيضاً على جهوزيتها الكاملة لـ"جميع التطورات المحتملة، وستكون حازمة وجادة في الدفاع عن مصالحها وسيادتها الوطنية".

وتأتي تصريحات عراقجي في سياق تأكيد موقف إيران المتمسك بمفاوضات غير مباشرة مع الإدارة الأميركية ورفض المفاوضات المباشرة، وهو ما كان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد شدد عليه، الأحد الماضي، في اجتماع للحكومة الإيرانية، إذ قال إن رد بلاده على رسالة ترامب حمل رفضاً للمفاوضات المباشرة مع بقاء "طريق التفاوض غير المباشر مفتوحاً"، موضحاً أنه "جرى تأكيد أن إيران لم تتجنب التفاوض أبداً، والنكث بالعهود هو الذي فقط أحدث المشكلة على هذا الطريق، ويجب تدارك ذلك".

من جهته، كشف رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري، اليوم الأحد، عن تفاصيل للرد الإيراني على رسالة ترامب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، وقال إن عراقجي أعد الرد بناءً على "تعليمات وتدابير" خامنئي، مشيراً إلى أن الرد "أكد أننا نسعى إلى الهدوء في المنطقة، ولا نسعى لامتلاك السلاح النووي، ونتابع تحقيق احتياجات شعبنا نووياً".

وأضاف باقري أن الرسالة الجوابية الإيرانية تؤكد "أننا لن نتفاوض بشكل مباشر، لكن لا مشكلة في التفاوض غير المباشر"، لافتاً إلى أن الرسالة خاطبت ترامب بالقول: "إنك كنت أكثر الأطرف نكوثاً بالعهد في المفاوضات السابقة وأکثرهم خرقاً". وشدد القائد العسكري الإيراني على أن بلاده "لا تريد الحرب، لكنها لن ترضخ للغطرسة والبلطجة وستقف في وجههما"، مؤكداً أن "ردنا على أي اعتداء على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومصالحها سيكون مدمراً وبشكل لن يعوض" بالنسبة للطرف الآخر.

وكانت إيران قد تسلمت رسالة من ترامب في 12 مارس/آذار الماضي تضمنت تحذيراً بضرورة التوصل إلى اتفاق نووي في غضون شهرين، ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال، أول من أمس الجمعة، عن مسؤولين في إدارة ترامب، أن الولايات المتحدة تضغط من أجل عقد محادثات نووية مباشرة مع إيران، وقال ترامب للصحافيين، الخميس الماضي، إن من الأفضل إجراء محادثات مباشرة، "أعتقد أنّ الأمر أسرع، وأنك تفهم الطرف الآخر بشكل أفضل بكثير، مقارنةً بالتعامل عبر وسطاء". وأضاف: "أعلم يقيناً أنهم يرغبون في إجراء محادثات مباشرة".

وتسعى إدارة ترامب للوصول إلى اتفاق جديد مع إيران ينهي البرنامج النووي لطهران، فيما ترفض طهران التخلي عن برنامجها النووي مُصرةً على حقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية. وكان ترامب قد انسحب في 2018، إبان ولايته الأولى، من الاتفاق النووي الذي وقعه سلفه باراك أوباما مع طهران في 2015، بحجة أن الاتفاق كان يسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بكميات كبيرة.

وتأتي المساعي الأميركية لعقد المفاوضات في ظل تهديدات يطلقها ترامب عن قصف "لا مثيل له" وسط تحركات عسكرية أميركية بالمنطقة، إذ نقل الجيش الأميركي قاذفات شبحية بعيدة المدى من طراز "بي 2" القادرة على حمل رؤوس نووية إلى قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، بالإضافة إلى تعزيز القواعد الأميركية في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تطبيق سياسة العقوبات القصوى التي عاد ترامب لفرضها بعد عودته إلى البيت الأبيض. ولا تتوقف العقوبات الأميركية على مختلف القطاعات الاقتصادية الإيرانية، في مقدمها القطاع النفطي، بغية تصفير صادراتها النفطية وتضييق الخناق الاقتصادي.