عراقجي: لا خطة الآن لمفاوضات إيرانية أميركية
استمع إلى الملخص
- أكد عراقجي أن إيران لم توافق على وقف إطلاق النار مع إسرائيل، بل على وقف العمليات العسكرية، مشدداً على رد الفعل الدفاعي، مع حظر البرلمان التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
- أشار عراقجي إلى استمرار عضوية الدول الأوروبية في الاتفاق النووي، محذراً من تفعيل "آلية الزناد"، بينما أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض عدم وجود محادثات مجدولة مع إيران.
عراقجي: إيران ليست لبنان وسنرد بحزم في حال خرق وقف إطلاق النار
وزير الخارجية الإيراني: نجري مداولات داخلية تتعلق بمصالح الشعب
عراقجي: الضرر الذي لحق بمنشآت إيران النووية لم يكن بسيطاً
نفى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، مساء اليوم الخميس، وجود اتفاق على إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة أو تحديد أي موعد لذلك، قائلاً: "ما يجري حالياً ليس إلا مداولات داخلية تتعلق بمصالح الشعب الإيراني، ولم تُعتمد حتى الآن أي خطة لبدء المفاوضات". وأوضح أن واشنطن كانت قد أرسلت، قبل اندلاع الحرب، مقترحاً "كان بعيداً جداً عن مطالب الجمهورية الإسلامية ومبادئها"، واصفاً رفض المقترح بأنه "أمر طبيعي".
وكشف عراقجي عن أن طهران كانت تعتزم تقديم "مقترحها المتوازن" في الجولة التالية من المفاوضات، إلا أن اندلاع الحرب حال دون ذلك. وبشأن مضمون المقترح الإيراني، أوضح وزير الخارجية الإيراني أنه كان يستند إلى ثلاثة محاور رئيسية:
- استمرار التخصيب داخل إيران
- رفع العقوبات
- الالتزام بعدم السعي لامتلاك السلاح النووي
وذكر عراقجي أن مضمون العرض الإيراني "يتوافق مع مبادئ الجمهورية الإسلامية"، مشدداً على أنه "في حال توافر هذه الأركان الثلاثة، سيكون من الممكن التوصل إلى اتفاق".
من جانب آخر، أكّد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده لم توافق على وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وإنما وافقت فقط على وقف العمليات العسكرية، موضحاً أن الموقف الإيراني يستند إلى مبدأ "رد الفعل الدفاعي". وقال عراقجي، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، إن سياسة إيران "قائمة على أنه إذا ما أقدم العدو على وقف هجماته دون شروط مسبقة، فإن الجمهورية الإسلامية ستنهي أيضاً ردود أفعالها"، موضحاً أن السبب في ذلك "واضح، إذ إن الطرف المقابل هو من بدأ العدوان، وإيران كانت تكتفي بالدفاع عن نفسها، وبالتالي مع توقف هجمات العدو ينتفي سبب الدفاع".
وذكر أنه خلال عودته إلى طهران من جولة إقليمية هذا الأسبوع، تلقى رسالة من "الطرف المقابل" تفيد بوقف الهجمات اعتباراً من الساعة الرابعة صباحاً بتوقيت طهران، وقد "جرى اتخاذ التنسيقات اللازمة مع الجهات المعنية". وتابع: "جرى إبلاغ الطرف المقابل بأن إيران لا تقبل بوقف إطلاق النار، لكنها في حال توقف هجمات الكيان الصهيوني فلن تواصل عملياتها هي الأخرى". وأكد أن إيران سترد على أي انتهاك لوقف إطلاق النار، موضحاً أنه وجّه تحذيرات بهذا الشأن للمسؤولين الأوروبيين. وقال: "إيران ليست لبنان، وسترد بقوة وحزم وسرعة في حال جرى خرق وقف إطلاق النار"، في إشارة إلى تمايز نهج إيران في الرد.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني أن البرلمان حظر التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيراً إلى أن "أحد هذه الإجراءات كان وقف عمليات التفتيش، وهو ما جرى تنفيذه بعد الهجوم الذي استهدف المنشآت النووية". وأوضح الوزير الإيراني: "أحد الأهداف التي يُصرّون من أجلها على التعاون هو وصول مفتشي الوكالة ليروا الوضع هناك وحجم الدمار. هذا الأمر له أهميته، ونحن ندرك تماماً ما يقصدونه".
وأضاف عراقجي أن طهران لا نية لها في "استقبال" المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في طهران، "أما فيما يتعلق بالمفتشين، فيتعيّن دراسة الأمر لنرى ما إذا كان يتوافق مع قانون البرلمان، وحينها سنفكر فيه". وأوضح: "يجب أن أقول إن حجم الخسائر كبير وجديّ، لكن السماح للمفتشين بالاطلاع الدقيق عليه هو قرار يجب أن يُتخذ بما يتوافق مع قانون البرلمان"، قائلاً إنه "من الآن فصاعداً، ستتخذ علاقتنا وتعاوننا مع الوكالة شكلاً جديداً. الهجوم على المنشآت النووية جريمة لا تُغتفر".
تخصيب اليورانيوم
وفي سياق آخر، قال وزير الخارجية الإيراني إن "الدول الأوروبية الثلاث (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا) لا تزال أعضاء في الاتفاق النووي، فأميركا انسحبت منه، وهم لا يزالون جزءاً منه. والدولة التي لا تزال عضواً في الاتفاق النووي لا يمكنها أن تتحدث عن تصفير تخصيب اليورانيوم"، لأن التخصيب "بنسبة معينة أو في إطار محدد قد جرى قبوله في الاتفاق".
وحول إمكانية تفعيل "آلية الزناد" من قبل أوروبا بهدف إعادة فرض العقوبات الدولية، قال وزير الخارجية الإيراني: "لديهم هذه الإمكانية، لكن أميركا لا تملكها، لأنها انسحبت من الاتفاق النووي. الأوروبيون (بريطانيا وفرنسا) بصفتهم أعضاء دائمين في مجلس الأمن، فإنهم يمتلكون هذه الإمكانية". وأضاف: "في اجتماع يوم الجمعة الماضي في جنيف، قلت لهم بكل صراحة إن أكبر خطأ تاريخي سترتكبه أوروبا هو استخدام هذه الآلية، لأنها في هذه الحالة ستكون قد أنهت دورها في الملف النووي الإيراني إلى الأبد. إذا أرادوا أن يظلوا جزءاً من هذه اللعبة وعملية التفاوض، فعليهم البقاء فيها". ولفت إلى أن تفعيل الآلية قد يحمّل بلاده "أثماناً أيضاً، وقد نتخذ نحن أيضاً قرارات في هذا الصدد، لا أريد الخوض في تفاصيلها حالياً".
واشنطن: لا يوجد محادثات مجدولة
في السياق، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا تزال "على تواصل وثيق مع الإيرانيين"، لكنها أوضحت أنه لا توجد حالياً أي محادثات مجدولة بشأن البرنامج النووي الإيراني. وكان ترامب قد أعلن، خلال حديثه في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لاهاي، أمس الأربعاء، عن محادثات جديدة مع طهران الأسبوع المقبل، من دون أن يقدم أي تفاصيل.
وأوضحت ليفيت، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض: "لا توجد لدينا أي اجتماعات مجدولة حتى الآن، لكنني تحدثت مطولاً هذا الصباح مع مبعوثنا الخاص (ستيف) ويتكوف، ويمكنني أن أؤكد لكم جميعاً أننا لا نزال على تواصل وثيق مع الإيرانيين، وكذلك من خلال وسطائنا". وأضافت أن الإدارة الأميركية "تركّز دائماً على الدبلوماسية والسلام، ونرغب في الوصول إلى مرحلة توافق خلالها إيران على برنامج نووي مدني من دون تخصيب".
وكان من المقرر عقد الجولة السادسة من المحادثات بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني في سلطنة عُمان في 15 يونيو/ حزيران، لكن جرى إلغاؤها بعد أن شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات على أهداف إيرانية. وأكدت ليفيت أيضاً أنه لا توجد لدى الولايات المتحدة أي مؤشرات على أنه جرى نقل اليورانيوم المخصب الإيراني إلى مواقع أخرى قبل الغارات.