عراقجي عشية المباحثات النووية: لا تزال هناك خلافات جوهرية مع واشنطن

22 مايو 2025
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، طهران 30 ديسمبر 2024 (أتا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تستمر الخلافات بين إيران والولايات المتحدة حول برنامج إيران النووي، حيث تصر واشنطن على منع تخصيب اليورانيوم، بينما تعتبره إيران حقًا غير قابل للتفاوض.
- تحذر إيران من تحميل الولايات المتحدة المسؤولية عن أي هجوم إسرائيلي محتمل على منشآتها النووية، مؤكدة على ردها الحاسم، وسط تقارير عن استعدادات إسرائيلية لضرب المنشآت.
- تتصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، مع تأكيد الحرس الثوري الإيراني استعداده للرد، ورفض المرشد الإيراني مطالب وقف التخصيب، مما يعكسه دعم الطلاب لهذا الحق.

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مساء الخميس إن "خلافات جوهرية" ما زالت قائمة مع الولايات المتحدة، عشية جولة جديدة من المحادثات النووية في روما بوساطة سلطنة عمان. وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي: "لا تزال هناك خلافات جوهرية بيننا"، محذراً من أنه إذا أرادت الولايات المتحدة منع إيران من تخصيب اليورانيوم "فلن يكون هناك اتفاق".

وكان عراقجي

 حذر الخميس من أنّ إيران ستحمّل الولايات المتحدة مسؤولية أي هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية، في حين هدّد الحرس الثوري الإيراني بأنّ إسرائيل ستتعرّض "لردّ مدمّر وحاسم" إذا هاجمت إيران. وقال عراقجي، في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، نشرت اليوم الخميس، إنه "في حال تعرّض المنشآت النووية لجمهورية إيران الإسلامية لهجوم من قبل النظام الصهيوني، فإنّ الحكومة الأميركية ستتحمّل المسؤولية القانونية" لذلك، وأضاف: "تحذر إيران بشدة من أي مغامرة يقوم بها النظام الصهيوني، وإنها ستردّ بحزم على أي تهديد أو عمل غير قانوني" يطاولها.

وتأتي رسالة عراقجي، بعد تقرير بثته شبكة "سي أن أن"، أول من أمس الثلاثاء، نقلت فيه عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ إسرائيل تستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية. وأضافت الشبكة الأميركية أنه لم يتضح بعد ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قراراً نهائياً، مشيرة إلى وجود خلاف في الآراء داخل الحكومة الأميركية بشأن ما إذا كان الإسرائيليون سيقررون في نهاية المطاف تنفيذ الضربات.

ومن جهته، حذر الحرس الثوري الإيراني، اليوم الخميس، من أنّ إسرائيل ستتعرّض "لردّ مدمّر وحاسم" إذا هاجمت إيران. ونقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم الحرس الثوري، علي محمد نائيني، قوله: "يحاولون تخويفنا بالحرب، لكنهم يخطئون في حساباتهم، إذ يجهلون الدعم الشعبي والعسكري القوي الذي يمكن للجمهورية الإسلامية حشده في ظروف الحرب".

ومن المفترض أن تعقد طهران وواشنطن جولة خامسة من المحادثات النووية، غداً الجمعة، في روما، وسط خلافات حادة حول تخصيب اليورانيوم في إيران، والذي تقول الولايات المتحدة إنه قد يفضي إلى تطوير قنابل نووية، وتنفي إيران أي نية لذلك. ويقول دبلوماسيون إنّ انهيار المفاوضات الأميركية الإيرانية أو نجاحها بالتوصل إلى اتفاق نووي جديد لا يقلل من مخاوف إسرائيل بشأن تطوير إيران أسلحة نووية، وقد يحفز إسرائيل على شن ضربات ضد خصمها الإقليمي.

وكان المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي يقود المحادثات من طرف واشنطن قد قال، يوم الأحد الماضي، إنّ الولايات المتحدة "لا يمكنها أن تسمح لإيران حتى بـ1% من قدرة التخصيب"، وتعتبر طهران هذا الطلب خطاً أحمر، يتعارض مع أحكام معاهدة حظر الانتشار النووي التي وقعت عليها إيران، وتصرّ على حقها في تخصيب اليورانيوم.

ووصف المرشد الإيراني علي خامنئي، أول من أمس الثلاثاء، مطالب الولايات المتحدة بوقف تخصيب اليورانيوم بأنها "وقاحة" وقال: "ليسعوا إلى تجنب الثرثرة. من الوقاحة جداً أن يقولوا لإيران لا نسمح لكم بتخصيب اليورانيوم"، وعبّر عن شكوكه إزاء نجاح المحادثات بشأن اتفاق نووي جديد. وتجمّع عشرات المتظاهرين، اليوم الخميس، بالقرب من موقع فوردو النووي في وسط إيران، تأكيداً على "الحق الثابت" في الطاقة النووية، بحسب لقطات فيديو بثتها وكالة مهر للأنباء.

وبدأت طهران وواشنطن، محادثات ثنائية في 12 إبريل/ نيسان الماضي بشأن برنامج إيران النووي، وبعد أربع جولات من المحادثات لا تزال هناك العديد من العقبات التي تعترض طريق التوصل لاتفاق. وتصاعد التوتر بين الطرفين إثر إصرار واشنطن على امتناع طهران عن تخصيب اليورانيوم، ومن المقرر أن تلتقي الدولتان في إيطاليا، غداً الجمعة، في جولة خامسة من المفاوضات بوساطة سلطنة عُمان.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)