عراقجي: القصف الأميركي ألحق أضراراً جسيمة بموقع فوردو النووي

02 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 03 يوليو 2025 - 00:09 (توقيت القدس)
عراقجي خلال المقابلة مع "سي بي إس نيوز" الأميركية، 1 يوليو 2025 (لقطة شاشة)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن القصف الأميركي لموقع فوردو النووي ألحق أضراراً جسيمة، واعتبره عملاً عدوانيًا، مشددًا على أن إيران سترد ضمن إطار القانون الدولي دون تصعيد.
- وصف عراقجي إسرائيل بأنها عامل زعزعة للاستقرار، منتقدًا دعم بعض الدول الأوروبية لإسرائيل والولايات المتحدة، محذراً من أن تبرير العدوان يعتبر مشاركة في الجرائم.
- أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس استعداد بروكسل لتسهيل استئناف المفاوضات مع طهران، محذرة من تهديدات الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي.

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مقابلة مع شبكة "سي بي إس نيوز"، إنّ القصف الأميركي لموقع فوردو النووي الإيراني "ألحق أضراراً جسيمة وفادحة" بالمنشأة. وأضاف في المقابلة التي أذيعت أمس الثلاثاء: "لا أحد يعرف بالضبط ما الذي حدث في فوردو. إلا أنّ ما نعرفه حتى الآن، أن المرافق تعرّضت لأضرار جسيمة وفادحة".

وتابع عراقجي: "تعمل منظمة الطاقة الذرية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.. حالياً على إجراء تقييم وتقدير، وسيُرفَع تقرير بهذا الشأن إلى الحكومة". كذلك أوضح عراقجي أن إيران تعتبر "ما حدث عملاً عدوانيًا، وانتهاكًا للقانون الدولي ولسيادة إيران. ومن الطبيعي أن تكون هناك عواقب. لكن إيران لا تسعى للتصعيد. سنردّ ضمن إطار القانون الدولي، في الوقت والطريقة التي نراها مناسبة".

ورداً على سؤال عن شكل الرد الإيراني المتوقع، قال عراقجي: "لا يمكنني الكشف عن تفاصيل عملياتية. لكن لدى إيران وسائل متعددة، دبلوماسية، وقانونية، ونعم، دفاعية أيضًا. لكن دعني أُشدد مجددًا: إيران لا تسعى للحرب. نحن نسعى لاحترام سيادتنا وأمننا". وأكد أيضًا أن تخصيب اليورانيوم لا يزال جاريًا رغم الضربات، قائلاً: "بعض المنشآت تضررت، لكن قدرات إيران ليست محصورة في موقع أو اثنين. برنامجنا النووي السلمي مستمر".

ووصف عراقجي إسرائيل بأنها "عامل زعزعة" للاستقرار في المنطقة، مضيفاً أن "عدوانها وتهديداتها ترفع مستوى التوتر. إيران تدافع عن نفسها وعن حلفائها، لكنها لا تسعى لمواجهة مباشرة. ومع ذلك، إذا صعّدت إسرائيل، فسترد إيران بشكل حاسم". وأكد أن "التفاوض دائمًا أفضل من الصراع. لكن المفاوضات تتطلب الاحترام المتبادل، لا التهديدات أو العقوبات. للأسف، الإدارة الأميركية الحالية لم تُظهر أيًا من ذلك. إيران مستعدة لحوار جاد، بشرط احترام حقوقنا وسيادتنا".

ونقلت صحيفة واشنطن بوست يوم الأحد عن أربعة مصادر مطلعة على معلومات مخابراتية سرّية متداولة داخل دوائر الحكومة الأميركية أنّ اتصالات إيرانية جرى رصدها قللت من حجم الضرر الذي سببته الضربات الأميركية للبرنامج النووي الإيراني.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال إنّ الضربات "محت بشكل كامل وكلي" البرنامج النووي الإيراني، لكن مسؤولين أميركيين أقرّوا بأنّ الأمر سيستغرق وقتاً لوضع تقييم وافٍ للأضرار التي سبَّبتها.

من جانب آخر، قال عراقجي إنه حذر مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس في اتصال هاتفي مما وصفه "النهج المدمر" لدول أوروبية عدة. وانتقد عراقجي أيضاً في بيان نُشر على تليغرام موقف دول أوروبية من الحرب التي دارت في الآونة الأخيرة بين إسرائيل وإيران، قائلاً إنه كان موقفاً داعماً لإسرائيل والولايات المتحدة. ولم يحدد الدول التي يقصدها.

وشدد عراقجي في المحادثة التي جرت بعد ظهر أمس الثلاثاء، على "مسؤولية جميع الحكومات في إدانة العدوان العسكري لهذا الكيان وأميركا على إيران"، وقال: "إن أي تصريحات تبرر، ضمنياً أو صراحة، الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني تعتبر مشاركة وتواطؤاً في الجرائم المرتكبة"، بحسب ما نقلته وكالة إرنا الإيرانية.

وأضاف: "بوقف عدوان الكيان الصهيوني، أوقفنا عملياتنا الدفاعية وأظهرنا حسن نيتنا. هذا الإجراء يظهر بوضوح أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على عكس وجود الكيان الصهيوني المُحرِّض للحرب، لم تكن البادئة بالحرب ولا ترغب في استمرارها". كما أكد وزير الخارجية الإيراني عدم ثقة إيران بالولايات المتحدة، إذ قال: "لقد شُنَّت الاعتداءات العسكرية من قِبَل الكيان الصهيوني وأميركا على بلدنا بينما كانت إيران في خضم المفاوضات والدبلوماسية، وكانت أميركا هي التي خانت المفاوضات والدبلوماسية".

وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء أن عراقجي انتقد مواقف بعض الدول الأوروبية والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي خلال إصدار قرار مجلس محافظي الوكالة، "ودعمها المستمر للعدوانين الصهيوني والأميركي على إيران، وعدم إدانة هذا العمل المتهور للمعتدين باستهداف المنشآت النووية السلمية الإيرانية"، محذراً من "استمرار هذا النهج الهدام من قبل بعض الدول الأوروبية، وما قد يؤدي إليه ذلك من المزيد من تعقيد الأوضاع القائمة وجعل المسار الدبلوماسي أكثر صعوبة".

بدورها، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الثلاثاء عقب محادثة هاتفية مع عراقجي استعداد بروكسل لتسهيل استئناف المفاوضات مع طهران بشأن مستقبل البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية. وكتبت كالاس على منصة إكس أنّه في أعقاب الضربات الإسرائيلية والأميركية على إيران فإنّ "استئناف المفاوضات الرامية إلى إنهاء البرنامج النووي الإيراني ينبغي أن يتمّ في أقرب وقت ممكن"، وكذلك أيضاً التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكّدت مسؤولة السياسة الخارجية أنّ "الاتّحاد الأوروبي مستعدّ لتسهيل هذا الأمر".

وحذّرت كالاس إيران من أنّ "أيّ تهديد بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي لا يساعد في تخفيف التوترات. هذا ما قلته (لعراقجي) اليوم". وأتى تصريح الوزيرة الأوروبية غداة استبعاد وزير الخارجية الإيراني أن يتم سريعاً استئناف المحادثات بين بلاده والولايات المتّحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني. وشدّد الوزير الإيراني الاثنين على أنّ بلاده في حاجة إلى أن تضمن أولاً عدم شن واشنطن مزيداً من الضربات ضدّها.

(رويترز، فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون