استمع إلى الملخص
- شدد عراقجي على أن إيران لا تسعى للحرب لكنها مستعدة لها، مؤكداً أن السياسة الخارجية تركز على الدبلوماسية. وأشار إلى أن إيران لن تستسلم للضغوط وستعود لالتزاماتها النووية إذا رُفعت العقوبات.
- أشار عراقجي إلى سياسة إيران تجاه سورية، مؤكداً قلقها من الأوضاع هناك، ومشيراً إلى أن الخطر الأكبر هو التقسيم الذي يخدم مصالح الكيان الصهيوني.
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأحد، أن عدم التفاوض مع أميركا "ليس استراتيجيتنا"، قائلاً إن "تكتيكنا حالياً هو إجراء مفاوضات غير مباشرة"، عازياً رفض التفاوض المباشر إلى "تجربة تاريخية وليس إلى العناد"، مضيفاً: "أقول بصفتي خبيراً ومفاوضاً ودبلوماسياً، إنه في هذه الظروف لم يعد بالإمكان الدخول في التفاوض (المباشر) مع أميركا إلا إذا تغيّرت أشياء".
وتابع عراقجي، في حوار مع موقع "خبر أونلاين" الإيراني المقرّب من المحافظ المعتدل علي لاريجاني (رئيس البرلمان السابق)، أن المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة مستمرة، مشيراً إلى أن المباحثات الإيرانية مع الترويكا الأوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، "نوع من التفاوض غير المباشر بشأن برنامجنا النووي" مع واشنطن.
وأكد أن هذه المباحثات ترمي إلى "بناء الثقة" بشأن البرنامج النووي لتقوم الولايات المتحدة برفع العقوبات، لأن رفعها لا يحصل عبر الأوروبيين، قائلاً إن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 "ليس قابلاً للإحياء على شكله ونصه الحاليين، وهذا ليس في مصلحتنا أيضاً، لأن وضعنا النووي قد تقدم بشكل كبير ولا يمكننا العودة إلى ظروف الاتفاق النووي، وهكذا هو الحال بالنسبة للعقوبات التي فرضها الطرف الآخر"، داعياً إلى أن يشكل الاتفاق النووي "أساساً ونموذجاً للمفاوضات".
وشدد وزير الخارجية الإيراني على أن طهران لا ترغب في الحرب، "لكننا مستعدون لها ولا نهابها"، لافتاً إلى أن سياسة طهران أثبتت منذ سنوات أنها "لا تسعى لحرب ولا تتجه نحوها وتتجنبها قدر المستطاع"، مؤكداً أن سياستها الخارجية "بكل تأكيد تتمركز على الدبلوماسية وتجنّب الحرب، إلا اذا أصبحت الحرب غير قابلة لتجنبها". وأضاف عراقجي أنه في رحم التهديدات التي تواجهها إيران حاليا "ثمة فرص يجب استغلالها".
من جهته، قال المتحدث باسم منظمة الطاقة النووية الإيرانية، بهروز كمالوندي، إن بلاده "لن تستسلم أمام الضغوط الغربية"، قائلا إنهم "يتهموننا بأن أنشطتنا النووية غير سلمية، بينما معظم عمليات التفتيش تجري في إيران ولا توجد دولة تكون تحت المراقبة مثلنا". وأكد أن طهران ستعود إلى التزاماتها النووية وفق الاتفاق النووي إذا لم يتم تجاهل حقوقها ورفع العقوبات، مضيفا أن الضغط على إيران يأتي بنتائج عكسية و"ليست مؤثرة".
ودخلت إيران في مفاوضات مباشرة سرية مع الولايات المتحدة عام 2012 بشأن برنامجها النووي، ثم أصبحت علنية في إطار مجموعة 1+5 قبل أن تبرم الاتفاق النووي عام 2015، غير أن انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2018 من الاتفاق أدخله في نفق مظلم، حيث قام بإعادة فرض العقوبات الأميركية بشكل أوسع من قبل، وردت عليه طهران بالتخلي التدريجي عن تعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق، وقامت بتطوير برنامجها النووي بشكل مستمر.
كما أجرت إيران ثماني جولات من التفاوض غير المباشر مع الإدارة الأميركية الديمقراطية السابقة في إطار مجموعة 1+4 المتبقية في الاتفاق النووي في فيينا، فضلاً عن مفاوضات أخرى في مسقط والدوحة، لكنها فشلت في التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي.
وتهدد الأطراف الأوروبية حالياً بأنه إن لم يبرم اتفاق نووي جديد قبل 18 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، فإنها ستقوم بتفعيل آلية الزناد أو فض النزاع المنصوص عليها في الاتفاق النووي والقرار الـ2231 لمجلس الأمن لتفعيل قرارات أممية صادرة عن المجلس بحق إيران أُلغيت بموجب الاتفاق النووي، فضلاً عن العقوبات الأممية، لكن طهران ترفض ذلك وتؤكد أن هذه الأطراف لا يحق لها القيام بذلك.
إلى ذلك أيضاً، بعث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت سابق من الشهر الجاري، رسالة إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، لدعوته إلى التفاوض للوصول إلى اتفاق جديد وسط تهديدات باللجوء إلى الخيار العسكري. وسبق الرسالة توقيع ترامب على مذكرة تنفيذية ضد إيران تشمل كبح برامجها النووية والصاروخية وسياساتها الإقليمية، وهو ما أثار غضب طهران وردّ عليه المرشد الإيراني بحظر إجراء أي تفاوض مع الإدارة الأميركية.
وأكد وزير خارجية إيران، الخميس الماضي، أنّ إيران سترد خلال الأيام المقبلة على رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي. وأوضح عراقجي، في تصريحات للتلفزيون الرسمي، أنّ الرد سيرسل من طريق طرف ثالث، مشيراً إلى أن رسالة ترامب "يطغى عليها الطابع التهديدي، لكنه (ترامب) يدّعي وجود فرص فيها. نحن سننظر إلى ما فيها من تهديدات وفرص".
سياسة الانتظار تجاه سورية
من جانب آخر، وبشأن التطورات في سورية، قال وزير الخارجية الإيراني، في حواره مع "خبر أونلاين": "قررنا ألا نتعجل ونراقب، ولسنا مستعجلين للتواصل مع الحكومة الجديدة، وسياستنا التي اخترناها هي الصبر والانتظار، ولا نتدخل فيما يجري"، مضيفا أن بلاده تتابع بـ"قلق" أوضاع سورية. وأعرب عراقجي عن "الأسف" لمقتل مجموعة من المواطنين في الساحل السوري، مضيفا: "رسالتنا للحكومة السورية هي أن تبذل قصارى جهودها لاستتباب الهدوء وضبط النفس من دون خسائر بين المواطنين". وأكد أن "الخطر الكبير للغاية الذي تواجهه سورية هو التقسيم الذي يشكل خطرا لكل المنطقة، ويعود نفعه فقط على الكيان الصهيوني"، قائلا إن "هناك أيادي صهيونية لتوجيه الأوضاع نحو هذا المسار".