عراقجي: إيران أرسلت رداً على رسالة ترامب عبر سلطنة عمان

27 مارس 2025
عراقجي خلال وجوده في أرمينيا، 25 مارس 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكدت إيران رفضها التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة تحت الضغوط، مع استمرار المفاوضات غير المباشرة، وأبلغت عمان واشنطن بتسلمها الرد الإيراني.
- دعا المرشد الإيراني علي خامنئي الشعب للمشاركة في مسيرات يوم القدس العالمي، مشدداً على أهمية الوحدة الشعبية في مواجهة التهديدات الأميركية.
- نظمت إيران مناورات بحرية في الخليج وبحر عمان لدعم الشعب الفلسطيني، مع توجيه رسائل تهديدية لإسرائيل، مؤكدة استعدادها للمواجهة في البحر والبر.

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مساء اليوم الخميس، إن طهران أرسلت رداً على رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل مناسب عبر سلطنة عمان، مضيفاً: "شرحنا في الرسالة الجوابية وجهات نظرنا تجاه الوضع الراهن ورسالة السيد ترامب بشكل كامل". وأكد عراقجي: "سياستنا ما زالت هي عدم التفاوض بشكل مباشر مع أميركا في ظروف الضغوط القصوى والتهديدات العسكرية"، وفق التلفزيون الإيراني. ومضى بالقول إن المفاوضات غير المباشرة يمكن أن تستمر كالسابق حيث أجرت الحكومتان السابقتان أيضاً هذه المفاوضات.

وفي موازاة ذلك، نقل موقع أكسيوس الأميركي، عن مصدر مطلع، اليوم الخميس، تأكيده أن مسقط أخطرت واشنطن بتسلمها رد طهران رسمياً. وأوضح المصدر أن العمانيين أطلعوا الولايات المتحدة على الرسائل التي تلقوها من الإيرانيين، وسيسلمون الرسالة الإيرانية إلى البيت الأبيض في الأيام المقبلة. ولم يقدم المصدر تفاصيل عن طبيعة الرد الإيراني. ولم يرد البيت الأبيض فوراً على طلب التعليق.

وكان ترامب قد وجه اتهامات لإيران بدعم جماعة الحوثيين في اليمن التي بدأت واشنطن بتنفيذ ضربات جوية على مواقعها منذ أسبوعين، وحذر ترامب طهران مطالباً إياها بالتوقف وقال: "يجب أن يتوقف دعم الإرهابيين الحوثيين على الفور". ومنح الرئيس الأميركي إيران مهلة شهرين لتوقيع اتفاق نووي جديد أو مواجهة عمل عسكري محتمل في رسالته المرسلة قبل ثلاثة أسابيع.

ورداً على تهديدات الإدارة الأميركية لبلاده، قال المرشد الإيراني علي خامنئي، يوم الجمعة الماضي، إن "الأميركيين يجب أن يعلموا أنهم لن يحققوا أي شيء من خلال تهديد إيران"، مضيفاً أنهم "إذا ارتكبوا أي عمل خبيث فسيتلقون صفعة قوية"، وأضاف خامنئي، خلال لقاء مع كبار المسؤولين الإيرانيين بمناسبة عيد رأس السنة الإيرانية الجديدة (النوروز)، أن "الأعمال الخبيثة للكيان الصهيوني عديم الرحمة، وهو أقل وصف لأعماله، أوجعت قلوبَ الكثير من الشعوب غير المسلمة، وتشهد أميركا وأوروبا تظاهرات ضدهم".

ولعبت عُمان دوراً محورياً في التوسط بين الولايات المتحدة وإيران خلال إدارتي الرئيسين السابقين جو بايدن وباراك أوباما. وعُقدت عدة جولات من المحادثات غير المباشرة في عُمان بين مستشاري بايدن ومسؤولين إيرانيين. وركزت هذه المحادثات في الغالب على القضايا الإقليمية وقضية الرهائن، لكنها لم تُفضِ إلى مفاوضات جادة بشأن البرنامج النووي.

خامنئي: مسيرات يوم القدس تزداد أهمية

إلى ذلك، وفي خطوة غير مألوفة عشية مسيرات يوم القدس العالمي تشير إلى خطورة الوضع الراهن وحساسيته بالنسبة لإيران، دعا المرشد الإيراني علي خامنئي، مساء اليوم الخميس، في كلمة متلفزة قصيرة، الشعب الإيراني إلى المشاركة بكثافة في هذه المسيرات، قائلاً إن هذه المشاركة "علامة على أن الشعب الإيراني متمسك بصمود بأهدافه السياسية والأساسية المهمة". وأكد خامنئي أنه في مسيرات يوم القدس في إيران "تظهر وحدة الشعب واقتداره"، مضيفاً أن هذه المسيرات "ستحبط جميع المؤامرات والتصريحات الباطلة للأعداء"، معرباً عن أمله أن تكون مسيرات يوم القدس العالمي هذا العام "أكثر كثافة وعظمة من سابقاتها".

يشار إلى أن هذه المسيرات تنظم هذا العام على وقع التهديدات الأميركية المتصاعدة ضد إيران التي تتخذ طابعاً عسكرياً، ما يزيد من أهمية المشاركة الشعبية في هذه المسيرات التي تنظر إليها إيران باعتبارها مناسبة مهمة في هذا التوقيت الحساس لإظهار شرعيتها والدعم الشعبي لها.

وخرجت خلال الأيام الأخيرة دعوات ونداءات من مختلف التيارات والأحزاب ومؤسسات الحكم والسلطات الإيرانية للمشاركة الكثيفة في مسيرات يوم القدس العالمي تدعيماً لسياسات البلاد في دعم المقاومة الفلسطينية وحزب الله اللبناني، وتنديداً بجرائم الاحتلال وحرب الإبادة الجماعية في غزة، ورفضاً للتهديدات الأميركية المتزايدة ضد إيران وسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

من جهتها، دعت الخارجية الإيرانية، في بيان، إلى تجديد التضامن مع الشعب الفلسطيني من خلال المشاركة في إحياء يوم القدس العالمي، مضيفة أن "بلطجة الكيان الصهيوني وطغيانه ومظلومية الشعب الفلسطيني وأحقية المقاومة لإحقاق حق تقرير المصير لهذا الشعب أصبحت أوضح من قبل للرأي العام العالمي"، مؤكدة أن "نظام الفصل العنصري الصهيوني استخدم أبشع أنواع العنف والتعذيب لإنهاء روح المقاومة لدى الفلسطينيين والعالم الإسلامي برمته، ومن ثم تطبيع الإجرام لأجل إجبار المنطقة والعالم على القبول بعالم من دون فلسطين".

وأضافت الخارجية الإيرانية أن الدول الغربية التي تقدم كل أنواع الدعم التسليحي والمالي والسياسي للكيان الصهيوني وتمنع الأمم المتحدة وبقية المؤسسات الدولية المعنية، مثل المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، من وقف حرب الإبادة ومحاكمة قادة الاحتلال، وخاصة أميركا وبريطانيا وألمانيا، "شريكة في الجرائم ضد الشعب الفلسطيني".

مناورات بحرية لـ3 آلاف قطعة بحرية

من جهة أخرى، نظمت ثلاثة آلاف سفينة وزورق بحري سريع، اليوم الخميس، مناورات في مياه الخليج وبحر عمان تعبيراً عن الدعم للشعب الفلسطيني ومقاومته. وخلال هذه المناورات البحرية، أطلق قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني العميد علي رضا تنغسيري جملة رسائل تهديدية لمن وصفهم بأنهم "أعداء" إيران، خاصة الكيان الإسرائيلي، قائلاً: "على الصهاينة أن يعلموا أننا لن نحارب فقط في البر، نحن موجودون في البحر أيضاً"، وأشار إلى أن مناورات الحرس تحمل رسائل "مقاومة" للاحتلال الإسرائيلي. وخاطب الاحتلال الإسرائيلي قائلاً: "إنكم تتقنون الاغتيال والقتل وقتل الأطفال والنساء الأبرياء، لا تخوفونا من الموت".

المساهمون