عبد المطّلب القيسي منفّذ عملية معبر الكرامة: سائق مدني لمساعدات غزّة
استمع إلى الملخص
- أوقفت السلطات الأردنية حركة السفر عبر معبر الكرامة بعد إغلاقه من الجانب الإسرائيلي، ووصفت قبيلة القيسي بأنه شهيد بطل. كان القيسي يعمل في قطاع الشحن قبل التفرغ لإيصال المساعدات إلى غزة.
- أوصى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بوقف إدخال المساعدات الإنسانية من الأردن حتى استكمال التحقيق، بينما أكدت الخارجية الأردنية استمرار إرسال المساعدات عبر مسارات أخرى.
المنفذ هو عبد المطلب القيسي يعمل سائقاً لإيصال المساعدات إلى غزة
علق الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية المنقولة من الأردن إلى غزة
أسفرت عملية إطلاق النار عن سقوط قتيلين إسرائيليين
أعلنت عمّان أن السائق الأردني المتهم بتنفيذ عملية إطلاق النار في معبر الكرامة التي أسفرت عن سقوط قتيلين إسرائيليين هو عبد المطلب القيسي، من مواليد عام 1968، وهو مدني بدأ منذ ثلاثة أشهر العمل سائقاً لإيصال المساعدات إلى قطاع غزّة. وفي مقابلة مع القناة 14 العبرية، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن القتيلين على معبر الكرامة هما جنديان، دون أن يفوّت للادعاء بأن "الثمن باهظ، ولكن هؤلاء الأبطال يسقطون من أجل أن تعيش البلاد".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد ذكر في بيان، بخصوص العملية على المعبر الرابط بين الضفة الغربية المحتلة والأردن، أن منفذها "كان يستقل شاحنة مساعدات إنسانية من الأردن، وأطلق النار، ثم حيدته قوات الأمن في المكان".
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مصدر أمني إسرائيلي، قوله إن منفذ العملية استقدمه الجيش الأردني لقيادة الشاحنة، مضيفاً أنه وصل من الجانب الأردني لمعبر الكرامة، وأطلق النار فور وصوله إلى المكان قبل تفتيش الشاحنة. وأشارت وزارة الخارجية إلى أن الأجهزة الرسمية بدأت "تحقيقاً في حادثة إطلاق النار التي وقعت بعد ظهر اليوم على الطرف الآخر من جسر الملك حسين (معبر الكرامة)، والتي يدينها الأردن ويرفضها خرقاً للقانون وتعريضاً لمصالح المملكة وقدرتها على إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة للأذى".
وأعلنت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، مساء الخميس، اسم منفذ العملية، عبد المطلب القيسي، وأكّد البيان "موقف الأردن الثابت من إدانة كل أعمال العنف، ورفض كل الأعمال غير القانونية التي تعرّض مصالح الأردن ودوره وعمليات إيصال المساعدات إلى قطاع غزة للأذى"، وأضاف البيان أن الوزارة "تتابع، وبالتنسيق مع كل الأجهزة المعنية، أوضاع السائقين الذين عبروا الجسر اليوم لإيصال المساعدات إلى غزة لضمان عودتهم الفورية إلى الأردن". وشدّد البيان على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بشكل فوري والتوصل لوقف إطلاق نار دائم، وكذا "إطلاق تحرك دبلوماسي فاعل وفوري لحل الصراع على أساس حل الدولتين، ويحمي المنطقة كلها من تبعات التصعيد الخطير الذي تشهده". وفي أعقاب العملية، أعلن الأمن الأردني إيقاف حركة السفر عبر معبر الكرامة وذلك بعد إغلاقه من الجانب الإسرائيلي. وقالت مديرية الأمن العام (تتبع لوزارة الداخلية) في بيان مقتضب: "إيقاف حركة المسافرين عبر جسر الملك حسين (معبر الكرامة) بعد إغلاقه من الجانب الآخر".
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس، صوراً لعبد المطلب القيسي. وزفت قبيلة بني قيس، بحسب صفحة المجلس الأعلى لشباب بني قيس لتنمية السياسة والمجتمع المدني، "إلى الأمتين العربية والإسلامية الشهيد البطل عبد المطلب القيسي". وذكرت أن "هذه العملية تأتي رداً على الغطرسة الإسرائيلية وما ترتكبه دولة الاحتلال من مذابح بحق إخواننا في فلسطين الحبيبة وممارسات البلطجة بحق أمتنا". وأفادت بأن عبد المطلب القيسي (أبو عيسى) أب لثلاثة أبناء من سكان مرج الحمام، منطقة الظهير، التابعة إدارياً للواء وادي السير، جنوب غرب العاصمة الأردنية عمّان. وبحسب مواقع محلية فإن القيسي، وكنيته المعروفة بين السائقين "أبو عيسى"، عمل في قطاع الشحن لسنوات، وترك العمل قبل ثلاثة أشهر، وتفرّغ لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزّة عبر معبرة الكرامة. وبدأت الأجهزة الرسمية الأردنية، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية، تحقيقاً في حادثة إطلاق النار التي وقعت بعد ظهر اليوم على الطرف الآخر من جسر الملك حسين (معبر الكرامة)، والتي دانتها عمّان وقالت إنها تعد "خرقاً للقانون وتعريضاً لمصالح المملكة وقدرتها على إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة للأذى". ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع عند المعبر الوحيد لخروج الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة إلى الأردن.
يشار إلى أن عشائر القيسية في الأردن مجموعات عشائرية تعود أصولها إلى قيس عيلان، وتسكن مناطق متنوعة مثل مادبا (ذيبان)، والكرك (الطيبة)، وجرش، وعمّان خاصة منطقة وادي السير.
إسرائيل تعلّق دخول المساعدات عبر الأردن
وأفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنّ رئيس أركانه، إيال زامير، أوصى المستوى السياسي بوقف إدخال المساعدات الإنسانية القادمة من الأردن رغم محدوديتها "حتى استكمال التحقيق، وتغيير أنظمة فحص السائقين الأردنيين". وذكر بيان الجيش أن "إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة سيستمر عبر باقي مسارات إدخال المساعدات: إسرائيل وميناء أشدود (أسدود) وكيرم شالوم (معبر كرم أبو سالم) ومصر".
وفي الصدد، ذكرت الخارجية الأردنية أن "22 شاحنة مساعدات أردنية عبرت الجسر باتجاه غزّة اليوم الخميس، في إطار الإجراءات المتفق عليها، والتي أتاحت تسيير 8664 شاحنة مساعدات ضمن 201 قافلة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، ومكّنت الأردن من أن يوفر خط إمداد رئيسي للمساعدات لقطاع غزة الذي يعاني كارثة إنسانية سبّبها ويفاقمها العدوان".
الاحتلال يعتدي على فلسطينيين داخل معبر الكرامة
من جهة أخرى، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة ستة فلسطينيين جرّاء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم داخل معبر الكرامة الحدودي، مشيراً إلى أنه جرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. وبحسب مصادر محلية، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية، وأغلقت الحواجز المقامة على مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية بعد العملية.
ويبلغ طول الحدود الأردنية 335 كيلومتراً، منها 97 كيلومتراً مع الضفة الغربية، و238 كيلومتراً مع إسرائيل، ويرتبط الأردن مع الجانب الإسرائيلي بثلاثة معابر حدودية، الشيخ حسين (نهر الأردن من الجانب الإسرائيلي)، ومعبر الكرامة (اللنبي بالتسمية الإسرائيلية) ووادي عربة.
وتأتي العملية بعد نحو عام من عملية أخرى، نفّذها الشهيد الأردني ماهر الجازي، عندما قتل ثلاثة حراس أمن إسرائيليين، في 8 سبتمبر/ أيلول 2024، بعملية إطلاق نار على معبر الكرامة. وقالت هيئة البث الإسرائيلية حينها، إن ثلاثة أشخاص قتلوا جراء عملية إطلاق النار، مشيرة إلى "تحييد المنفذ". وذكرت أن سائق شاحنة أطلق النار باتجاه عناصر أمن إسرائيليين في المعبر، ما أوقع عدة إصابات، قبل أن يتأكد مقتل ثلاثة مصابين.