طهران: نعود إلى التزاماتنا النووية في حال رفع العقوبات

05 مارس 2025   |  آخر تحديث: 23:30 (توقيت القدس)
محطة طاقة نووية في جنوب إيران، 29 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد المندوب الإيراني أن الضغوط لتنفيذ التزامات نووية أحادية تأتي بنتائج عكسية، مشيرًا إلى أن إيران ستتراجع عن إجراءاتها التصحيحية بعد رفع العقوبات بشكل مؤثر.
- انتقد نذيري أصل الأطراف الأخرى لعدم تنفيذ التزاماتها، مؤكدًا أن الترويكا الأوروبية ليست في موقع قانوني لتفعيل آلية فض النزاع، مشيرًا إلى تصعيد إسرائيلي وأميركي.
- دعا المندوب الروسي إلى دور بنّاء تجاه إيران، منتقدًا تقرير الوكالة، ورفضت الخارجية الإيرانية مزاعم بريطانية بشأن تهديد الأمن القومي، مؤكدة التزامها بمبادئ القانون الدولي.

قال المندوب الإيراني الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، محسن نذيري أصل، إن سياسة الضغوط على بلاده "لأجل تنفيذ أحادي للالتزامات النووية له نتيجة معكوسة"، وأفاد بأن بلاده "ستعود عن إجراءاتها التصحيحية (النووية) بعد رفع مؤثر وقابل للتحقق للعقوبات" التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.

وأضاف نذيري في كلمة له في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن التحقق ومراقبة البرنامج النووي الإيراني، وفق قرار مجلس الأمن 2231 واتفاق الضمانات الملحق لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، إن الاتفاق النووي أبرم على أساس تعهدات متبادلة بين إيران والمجموعة 1+5، مشيراً إلى أن الاتفاق بُني على أن "تضمن الطبيعة السلمية الكاملة للبرنامج النووي الإيراني" مقابل إلغاء سبعة قرارات أممية إلى جانب العقوبات التي فرضها مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وبدأ اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعماله منذ أول من أمس الاثنين في فيينا، لمناقشة النشاطات النووية الإيرانية في إطار اتفاق الضمانات الشامل، والقرار 2231.

وقال المندوب الإيراني إن طهران نفذت جميع تعهداتها النووية، لكن الأطراف الأخرى لم تنفذ التزاماتها، مؤكداً أن الترويكا الأوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، "ليست في موقع قانوني أو أخلاقي يخوّلها تفعيل آلية فض النزاع ضد إيران بسبب خرق قرار مجلس الأمن 2231 والاتفاق النووي"، ومشدداً على أن السياسة الإيرانية لطالما منعت صناعة الأسلحة النووية وإنتاجها وتخزينها. وتابع نذيري أصل أن "سياسة ضبط النفس والصبر والالتزام الأحادي التي مارستها إيران لم تحقق لها نتيجة".

وتأتي مناقشة الملف النووي الإيراني في أروقة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية كأعلى سلطة لها على وقع تصعيد إسرائيلي وأميركي ضد إيران وتزايد احتمالات توجيه إسرائيل ضربات لهذه المنشآت وتلميح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالخيار العسكري.

وانتقد مندوب إيران الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا التصريحات والاتهامات التي وجهها ممثل إسرائيل في اجتماع مجلس المحافظين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم، قائلاً إن "من سخرية القرن الحادي والعشرين أن الكيان الإسرائيلي الذي يمتلك مئات الرؤوس النووية ويرفض جميع قرارات حظر أسلحة الدمار الشامل، يتحدث اليوم بشأن الحد من انتشار السلاح النووي".

إلى ذلك، قال ممثل الاتحاد الأوروبي في فيينا، في بيان له خلال الاجتماع ربع السنوي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران "هي الدولة الوحيدة غير النووية التي تنتج وتراكم اليورانيوم عالي التخصيب بشكل منهجي"، مضيفاً أن التقدم الذي أحرزته إيران في المجال النووي خلال السنوات الخمس الماضية "مثير للقلق الشديد"، ومحذراً من تزايد خطر انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط نتيجة لما وصفه بأنه "توسع البرنامج النووي الإيراني". وشدد على التزام الاتحاد الأوروبي "حلاً دبلوماسياً" للقضية النووية الإيرانية، قائلاً إن إيران توصلت إلى "معرفة (نووية) لا رجعة فيها"، ومتهماً إياها بخلق تعهداتها النووية بـ"شكل سافر".

في السياق، دعا المندوب الروسي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ميخائيل أوليانوف، الوكالة إلى لعب "دور بنّاء" تجاه إيران، وعدم الولوج في "ألاعيب سياسية"، مضيفاً أن "الذرية الدولية" "لم تكن بحاجة إلى الاستسلام أمام الدول الحاقدة في إعداد تقرير شامل حول إيران". وأعرب أوليانوف عن قلقه من "اللغة التحذيرية الاصطناعية للتقرير الذي أعده المدير العام" للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي.

طهران: لا نهدد أمن بريطانيا

إلى ذلك، رفض المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقايي، مساء اليوم الأربعاء في بيان، ما وصفه بأنه "مزاعم" مسؤولين بريطانيين بشأن تهديد إيران الأمن القومي البريطاني، داعياً إلى وقف "التوجهات غير البناءة تجاه إيران ومنطقة الشرق الأوسط". وقال إن بلاده ملتزمة مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وبخاصة مبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية، مضيفاً أن التصريحات البريطانية بشأن تهديد أمن بريطانيا "لا أساس لها من الصحة وكاذبة وإسقاط عن وعي من طرف له سجل سيّئ وطويل في التدخلات المضرة ضد الشعب الإيراني".