طهران: لن نستأنف المفاوضات ولم نخرج من معاهدة منع الانتشار النووي

16 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 13:45 (توقيت القدس)
مؤتمر صحافي للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقايي، 28 أكتوبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقايي، أن إيران تواجه عدوانًا إسرائيليًا يستهدف مناطق سكنية ومنشآت نووية، مشددًا على انتهاك هذه الأعمال للقوانين الدولية، ودعا واشنطن للاعتراف بالعدوان وإدانته.
- حذر بقايي من اتساع نطاق الحرب إلى دول المنطقة، مشيرًا إلى الهجوم على المنشآت النفطية في عسلويه، ودعا لتشكيل جبهة موحدة لمواجهة الوضع، مع اجتماع مرتقب لدول منظمة التعاون الإسلامي.
- نفى البرلمان الإيراني الانسحاب من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، مؤكدًا التزام طهران بتعهداتها النووية رغم السياسات الإسرائيلية.

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقايي، اليوم الاثنين، أنّ طهران دخلت اليوم الرابع من "الدفاع الوطني ضد عدوان سافر"، في وقت نفى البرلمان الإيراني صحة الأنباء عن اتخاذه قراراً بانسحاب إيران من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية. وفي أول مؤتمر صحافي له بعد العدوان الإسرائيلي، أظهر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية صوراً لضحايا من الأطفال، مؤكداً أن إسرائيل استهدفت مناطق سكنية ومنشآت نووية سلمية، بما فيها منشأة نطنز في أصفهان، مضيفاً أن هذه الأعمال تنتهك بشكل مطلق جميع الأعراف والقوانين الدولية، فـ"استهداف الأماكن السكنية واغتيال الشخصيات العسكرية في أوقات لم تكن فيها حرب جارية، واغتيال المواطنين الإيرانيين الأبرياء، وقتل الناس في منازلهم أثناء ممارستهم لحياتهم اليومية، يشكل جريمة واضحة".

وشدد بقايي على أن طرح استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة في الظروف الراهنة "لا معنى له"، مضيفاً: "على الولايات المتحدة، بوصفها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي، أن تعترف بهذا العدوان وتدينه بشكل صريح". ورداً على سؤال حول سبب عقد عدة جولات من المفاوضات بين طهران وواشنطن، وإذا كانت بلاده قد خُدعت بهذه المفاوضات، قال المتحدث الإيراني "لو أن إيران لم تخض مسار التفاوض، لكان من الممكن طرح تساؤل: لماذا لم تدخلوا المفاوضات لكي لا تمنحوا الذريعة لمثيري الحرب أمثال (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو؟".

وأكد رداً على انتقادات داخلية وحديث عن وقوع إيران في فخ التفاوض، أن "النهج الحكيم لإيران في اتباع الدبلوماسية يجب ألا يُلام بسبب جرائم العدو واعتداءاته"، ومشدداً على أن بلاده "أظهرت بقوة وثقة بالنفس أنها دولة تؤمن بالحوار والدبلوماسية والتفاوض". وأضاف بقايي: "إذا كان ثمة طرف قد انخدع في هذا المسار، فهو الطرف الأميركي ذاته. حتى لو سلّمنا بزعمه الذي لا نقبل به بأن الكيان الصهيوني اعتدى على الأراضي الإيرانية من دون تنسيق معه، فهذا يعني أن أميركا إما لم ترد، أو لم تستطع منع تقويض المسار الدبلوماسي من قبل هذا الكيان الشرير".

دعوة من إيران لدول المنطقة

وحذر بقايي من اتساع الحرب إلى دول المنطقة، مطالباً إياها بأن تدرك أن "نار هذه الفتنة قد تمتد في أي لحظة"، مشيراً إلى الهجوم الذي وقع أمس على المنشآت النفطية الإيرانية في عسلويه قرب الخليج، معتبراً أن هذا الهجوم "إجراء بالغ الخطورة، ودليل واضح على نيات هذا الكيان لجرّ آخرين إلى هذا النزاع". وطالب دول المنطقة ببذل كل جهد لـ"تشكيل جبهة موحدة من أجل مواجهة هذا الوضع، وإجبار الكيان الصهيوني وداعميه على وقف هذه الجرائم"، لافتاً إلى أن اجتماعاً لدول منظمة التعاون الإسلامي سيعقد قريباً، وأن القضية الرئيسية على جدول أعماله ستكون العدوان الإسرائيلي على إيران.

طهران تنفي الخروج من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية

من جهة أخرى، نفى رئيس مركز الاتصالات والإعلام والشؤون الثقافية في البرلمان الإيراني، إيمان شمسائي، شائعة صدور قرار من المجلس بالخروج من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية. وكان النائب عن مشهد وكلات وعضو اللجنة الاقتصادية، ميثم ظهوريان، قد أفاد في لقاء صحافي، بتقديم مشروع قانون ثلاثي العجلة لخروج إيران من المعاهدة. وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا)، اليوم الاثنين، في الوقت ذاته، أنه لا يوجد أي قرار برلماني في هذا الشأن، وأن موضوع خروج إيران من المعاهدة طُرح في تصريحات بعض النواب وأعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية أمس الأحد، في نوع من الرد على الهجوم الإسرائيلي، إلا أنه لم يُتخذ أي قرار في مجلس الشورى بهذا الخصوص.

نجفي: لا مبرر لتنفيذ التزاماتنا

وفي السياق عينه، أكد ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية رضا نجفي، خلال الاجتماع الطارئ للوكالة اليوم بشأن هجوم إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية، "عندما لا تُراعى حقوق أعضاء معاهدة عدم الانتشار والتزاماتهم بشكل متوازن، ويُسمح لبعض الأنظمة المعتدية التي ليست عضواً في المعاهدة، بالاعتداء والتهديد ضد الأعضاء الملتزمين دون رادع، فإن استمرار تنفيذ الالتزامات الطوعية يصبح بلا مبرر".

وأضاف نجفي أن طهران "رغم السلوك المنحاز لبعض الأطراف، واستمرار السياسات النووية غير القانونية للكيان الإسرائيلي خارج إطار المعاهدة خلال العقود الماضية، التزمت دائماً بتعهداتها في إطار المعاهدة واتفاقيات الضمانات الشاملة، وقدمت معلومات واسعة ودقيقة عن أنشطتها النووية السلمية إلى الوكالة".