استمع إلى الملخص
- أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى اقتراب إبرام اتفاق مع إيران لتجنب العمل العسكري، مع استمرار المحادثات بوساطة عمان، بينما نفى عراقجي تلقي أي مقترحات مكتوبة.
- أعلنت إيران عن تنظيم منتدى طهران للحوار بمشاركة مفكرين ومسؤولين من 200 دولة لمناقشة التحديات الإقليمية والعالمية، بما في ذلك التطورات في فلسطين والعدوان الإسرائيلي.
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الجمعة، إن طهران لم تتلق أي مقترحات مكتوبة من الولايات المتحدة بشأن اتفاق نووي محتمل، وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان الرئيس دونالد ترامب أن إيران تلقت اقتراحاً من هذا القبيل. وأضاف عراقجي على منصة "إكس" أن إيران لم تتسلم أي مقترحات "سواء بشكل مباشر أو غير مباشر". وأضاف "لا يوجد سيناريو تتخلى فيه إيران عن حق اكتسبته بشق الأنفس في التخصيب لأغراض سلمية"، مشيراً إلى أن بلاده "ما تزال عازمة وواضحة؛ احترموا حقوقنا وأنهوا عقوباتكم وسنحصل على اتفاق". وتابع "نرحب دوماً بالحوار القائم على الاحترام المتبادل ودائماً ما نرفض الإملاءات".
Iran has not received any written proposal from the United States, whether directly or indirectly.
— Seyed Abbas Araghchi (@araghchi) May 16, 2025
In the meantime, the messaging we—and the world—continue to receive is confusing and contradictory. Iran nonetheless remains determined and straightforward: Respect our rights and…
وخلال زيارته قطر، أمس الخميس، قال ترامب إن الولايات المتحدة "تقترب" من إبرام اتفاق مع إيران، وهو ما من شأنه أن يجنّبها عملاً عسكرياً سبق للرئيس الأميركي أن لمّح إليه في حال فشل التفاوض. وكانت المحادثات بين إيران والولايات المتحدة الأعلى مستوى منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في 2018. وتجرى هذه المباحثات بوساطة من عُمان التي سبق لها أن استضافت محادثات سرّية بين الطرفين، أفضت في نهاية المطاف إلى الاتفاق الدولي عام 2015.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني، أعاد ترامب اعتماد "الضغوط القصوى" حيال إيران، ولوّح بقصفها في حال عدم التوصل إلى اتفاق معها. وأمس الخميس، أفاد موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي بأن إدارة ترامب قدمت لإيران خلال الجولة الرابعة من المحادثات "مقترحاً مكتوباً" بهدف التوصل إلى اتفاق. إلا أن عراقجي نفى ذلك، وقال على هامش زيارة لمعرض طهران الدولي للكتاب: "بشأن المحادثات (النووية) لم نتلق حتى الآن أفكاراً مكتوبة من أميركا". وأضاف "لكننا على استعداد لأن نبني ثقة وأن نكون شفافين بشأن برنامجنا النووي في مقابل رفع العقوبات".
وقال ترامب إنه قدّم للقيادة الإيرانية "غصن زيتون"، مشيراً إلى أن هذا العرض لن يبقى قائماً إلى الأبد، كما هدّد بتشديد "الضغوط القصوى" إلى حد خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر إذا فشلت المحادثات. ولطالما اتهمت دول غربية، بما فيها الولايات المتحدة، إيران بالسعي إلى تطوير أسلحة نووية، وهو ادعاء تنفيه طهران، التي تؤكد حقها في التكنولوجيا النووية وأن برنامجها سلمي حصراً. وحدّد اتفاق 2015 سقف تخصيب اليورانيوم عند 3.67%، إلا أن طهران تقوم حالياً بتخصيب على مستوى 60%، غير البعيد عن نسبة 90% المطلوبة للاستخدام العسكري.
وتشدّد طهران على أن حقها في مواصلة تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية "غير قابل للتفاوض"، لكنها تقول إنها مستعدة لقبول قيود موقتة على نسبة التخصيب ومستواه. والأربعاء، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي "إن أهداف إيران في مجال التكنولوجيا النووية شفافة وسلمية تماماً"، وأكد بحسب ما نقلت وكالة مهر الإيرانية، أنه "لم تكن لإيران أي أنشطة نووية غير معلنة أو سرية عبر التاريخ. وتتم كلّ الأنشطة النووية في البلاد في إطار التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت الإشراف المستمر لهذه المؤسسة".
الخارجية الإيرانية تنظم منتدى طهران للحوار
من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الإيراني مساء الجمعة عقد دورة جديدة لمنتدى طهران للحوار يومي الأحد والاثنين القادمين بحضور مفكرين ومسؤولين من 200 دولة، واصفاً المنتدى خلال كلمة له في مقر منظمة الطاقة النووية الإيرانية، خلال لقاء مع أعضاء "مؤتمر باجواش للعلوم والشؤون الدولية"، (منظمة دولية تعمل من أجل التقليل من مخاطر النزاعات المسلحة وإيجاد حلول لتهديدات الأمن العالمي، بأنه "مهم لبحث التحديات الإقليمية والعالمية".
وتابع عراقجي أن "مؤتمر باجواش بوصفه مؤسسة دولية معروفة يشارك في المنتدى". وجرى خلال اللقاء التطرق للمفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية ومختلف أبعادها. والأربعاء الماضي، قال رئيس مركز الدراسات السياسية والدولية التابع للخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، إن المنتدى هذا العام يحمل عنوان "القدرة الإقليمية في النظام أو الفوضى الدوليين"، قائلا إن "الدورة الجديدة ستبحث التحديات والأزمات الإقليمية والدولية، وآخر التطورات في فلسطين والمقاومة، والعدوان الإسرائيلي في المنطقة والنظام الجديد في الشرق الأوسط والهياكل البديلة عن النظام الدولي".
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)