طهران: سيعلن قريباً عن مكان وزمن الجولة المقبلة من المفاوضات النووية

طهران: سيعلن قريباً عن مكان وزمن الجولة المقبلة من المفاوضات النووية

13 يوليو 2022
حمّل كنعاني الإدارة الأميركية مسؤولية وضع المفاوضات النووية (عطا كناري/ فرانس برس)
+ الخط -

أكد المتحدث الجديد باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الأربعاء، أنّ المفاوضات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن مستمرة عبر الاتحاد الأوروبي، مضيفاً أنّ بلاده ملتزمة بمواصلة المفاوضات النووية لحل القضايا العالقة بغية إحياء الاتفاق النووي.

وقال كنعاني، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي الأول، إنه سيتم قريباً تحديد مكان وزمن الجولة المقبلة من المفاوضات النووية، مشيراً إلى أنّ عدم تحديدهما حالياً "لا يعني انتهاء المفاوضات".

وأكد المتحدث الإيراني أنّ المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة مستمرة كالسابق، من خلال تبادل الرسائل عبر اتصالات مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وكذلك عبر الاتصالات بين كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، والمنسق الأوروبي للمفاوضات إنريكي مورا الذي يشغل منصب نائب بوريل.

وشدد كنعاني على أنّ بلاده أبقت نافذة الدبلوماسية والتفاوض مفتوحة من خلال مبادراتها، مؤكداً أنها ستواصل مسار التفاوض ما دامت الأطراف الأخرى ملتزمة بهذا المسار.

وحمّل الإدارة الأميركية مسؤولية الوضع الراهن الذي تواجهه المفاوضات النووية، داعياً إياها إلى اتخاذ "القرار السياسي إذا ما أرادت أن تفضي قريباً المفاوضات إلى نتيجة أو لا"، فيما اتهم الأطراف الأوروبية بـ"التقاعس" في تنفيذ تعهداتها المنصوص عليها بالاتفاق النووي، وذلك في التعليق على التصريحات الجديدة لوزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا.

وفي السياق، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إنه "لولا الجهود الإيرانية لما بقيت نافذة الدبلوماسية مفتوحة"، مشيراً إلى أن طهران "نفّذت جميع تعهداتها وأميركا هي التي خرجت من الاتفاق وتخلّت عن التزاماتها"، وفق قوله.

وتابع المتحدث الإيراني أنّ "أنشطة إيران النووية شفافة وقانونية وسلمية وجميع أنشطتها تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهي عضو فيها وفي معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية"، مؤكداً أنّ "الكيان الصهيوني لا يحق له الإدلاء بتصريح بشأن أنشطة إيران النووية السلمية لكونه يمتلك أسلحة نووية وليس عضواً في معاهدة حظر الإشاعة".

وحذّر كنعاني الاحتلال الإسرائيلي من مغبة أي اعتداء على المنشآت الإيرانية، متوعّداً بأنّ بلاده سترد بـ"شكل حازم وقوي يبعث على الندم على أي خطوة حمقاء للكيان الصهيوني".

وهاجم المتحدث الإيراني السياسات الأميركية في المنطقة، مشيراً إلى زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وقائلاً إنها "على عكس التصريحات الأميركية لن تجلب الأمن والاستقرار للمنطقة".

وأضاف أنّ "إيجاد الاستقرار والأمن الإقليميين رهن بتغيير أميركا سلوكها عملياً"، واصفاً حضور قواتها في دول المنطقة بأنّه "غير قانوني". وأعلن كنعاني رفض طهران تشكيل أي تحالف إقليمي بمشاركة الاحتلال الإسرائيلي، داعياً الإدارة الأميركية إلى "إعادة النظر في سياساتها في الشرق الأوسط والتوقف عن دعم إسرائيل".

وما تزال مفاوضات فيينا النووية، التي انطلقت في إبريل/ نيسان 2021، تراوح مكانها متعثرة، منذ أن توقفت في 11 مارس/ آذار الماضي، لكنها استمرت بصيغة مفاوضات غير مباشرة عن بعد بين طهران وواشنطن، عبر ممثل الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، المكلف بتنسيق شؤون المفاوضات.

وقبل نحو أسبوعين، اجتمع المفاوضون الإيرانيون والأميركيون في العاصمة القطرية الدوحة لاستكمال المفاوضات غير المباشرة عبر الاتحاد الأوروبي. وفيما تؤكد إيران أنها كانت "إيجابية"، عبّرت الإدارة الأميركية عن خيبة أملها من نتائجها.

وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا قد حذّرت، مساء الثلاثاء، من أنّ الوقت ينفد من إيران لإحياء الاتفاق المتعلّق ببرنامجها النووي، مشدّدة على أنّ "نافذة الفرصة" المفتوحة لإنقاذ هذا الاتفاق ستغلق في غضون "بضعة أسابيع".

وقالت كولونا أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية: "لقد برهنّا على قدر كبير جدّاً من الصبر، لكنّ الوضع الراهن لا يُحتمل، لأنّ إيران تعتمد منذ أشهر موقفاً تسويفياً".

وأضافت: "ما زالت هناك أمام إيران نافذة فرصة ومجال مفتوح، لكي تقرّر أخيراً قبول الاتفاق الذي ساعدت في بنائه، لكنّ الوقت ينفد". وتابعت: "نافذة الفرصة ستغلق في غضون بضعة أسابيع. لن يكون هناك اتفاق أفضل من ذلك المطروح حالياً على الطاولة".

الرئيس الإيراني: لن نتنازل عن مواقفنا وزيارة بايدن لن تحقق الأمن لإسرائيل

من جهته، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الأربعاء، أنّ بلاده "لن تتنازل عن مواقفها المنطقية" في المفاوضات النووية، داعيا الولايات المتحدة إلى "إدراك الحقائق والاتعاظ من الماضي".

وأضاف أنّ مطالب بلاده في المفاوضات النووية "منطقية وليست خارج الأطر" في إشارة إلى الاتفاق النووي، مؤكداً أنّ الدعوات الأميركية لعودة بلاده إلى الاتفاق النووي "ليست في محلها لأنها لم تخرج من الاتفاق النووي أبدا، بل إن الأميركيين هم الذين تنصلوا من الاتفاق وانسحبوا منه".

وبحسب ما أورد الموقع الإعلامي للحكومة الإيرانية، فإنّ رئيسي أكد خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي، أنّ "سياسة الضغوط الأميركية القصوى غير المسبوقة ضد إيران نالت فشلاً ذريعاً".

الصورة
الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي (ماجد سعيدي/ Getty)
رئيسي: زيارة بايدن لن تحقق للكيان الصهيوني أمناً (ماجد سعيدي/Getty)

وعرج رئيسي على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة من دون تسميته، حيث قال إنّ "زيارة المسؤولين الأميركيين إلى المنطقة لأجل توطيد موقع الكيان الصهيوني وتطبيع علاقاتها مع بعض الدول لن تحقق للكيان الصهيوني أمناً".

وأضاف أنّ "الجمهورية الإسلامية ترصد جميع التحركات في المنطقة بدقة"، قائلاً: "أبلغنا مراراً أولئك الذين يأتون برسائل من الأميركيين أنه إذا ما ارتكبوا أدنى تحرك ضد الأراضي الإيرانية سيواجه ذلك بردنا القوي".

"تطورات أفضل" في المباحثات مع السعودية وتواصل مع مصر والأردن 

إلى ذلك تطرق متحدث الخارجية الإيرانية إلى المباحثات الإيرانية السعودية التي ترعاها بغداد، قائلاً إنّ مباحثات بلاده مع السعودية، في ظل حسن نية الحكومة العراقية، "إيجابية وتمضي إلى الأمام"، متوقعاً أن تشهد جولتها المقبلة "تطورات أفضل"، مع حديثه عن وجود اتصالات دبلوماسية مع كل من مصر والأردن، لكنه لم يؤكد إجراء حوار مع الجانب المصري في سلطنة عمان. 

وتوقع كنعاني أن تشهد هذه الجولة "تطورات أفضل بسبب الإرادة السياسية لدى العراق وإيران والسعودية". 

وفي معرض رده على سؤال ما إذا كانت إيران ومصر أجرتا حواراً ثنائياً في سلطنة عمان أخيراً، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إنها "مجرد تكهنات صحافية لا أستطيع تأكيدها"، مضيفاً أنّ "التواصل الدبلوماسي بين طهران والقاهرة قائم عبر مكاتب رعاية المصالح (في البلدين) وعلى مستويات دبلوماسية أخرى في أطر مختلفة"، وأن طهران سترحب إن كانت هناك دولة أرادت بحسن نية لعب دور في تقريب وجهات النظر مع مصر. 

وبشأن العلاقات الإيرانية الأردنية، قال كنعاني إنّ "الأرضية متوفرة لتعزيز التعاون" بين البلدين، مشيراً إلى أنّ السفارات في إيران والأردن "نشيطة وهناك اتصالات دبلوماسية وخلال الشهور الماضية أجريت عدة اتصالات هاتفية بين وزيري خارجية البلدين وهذا التواصل مستمر". 

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، رحب المتحدث الإيراني بتصريحات رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة بشأن إيران، قائلاً إن الأخيرة تنظر بـ"إيجابية" تجاه الأردن. وأضاف كنعاني أن "هناك أرضية لتعزيز التعاون في إطار العلاقات الثنائية أو القضايا الإقليمية وثمة فرص جيدة في هذا المجال".

وأعرب عن أمله في الرقي بالعلاقات الثنائية إلى "مستوى تستحقها بعد حسن النية الذي تم التعبير عنه"، في إشارة إلى تصريحات رئيس الوزراء الأردني الذي قال، في مقابلة مع قناة "بي بي سي عربي"، إنّ بلاده لم تتعامل يوماً مع إيران على أنها مصدر تهديد لأمنها القومي، لافتاً إلى أن "وتيرة التهديدات الإيرانية لدول الجوار تراجعت ونحن سعداء لذلك"، مؤكداً انفتاح الأردن "على علاقات صحية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية".  

وعن زيارتي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران، الأسبوع المقبل، قال كنعاني إن "علاقات جيدة للغاية" تربط إيران بكل من تركيا وروسيا، مؤكداً أن "هناك إرادة إيجابية بين الدول الثلاث للرقي بمستوى التعاون بينها وسيكون هناك تطور إيجابي خلال الأيام المقبلة".

المساهمون