مستشار خامنئي: سنمنع بناء الممر الأميركي في القوقاز ولن يُنزع سلاح حزب الله

09 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 17:23 (توقيت القدس)
علي أكبر ولايتي خلال ندوة في طهران، 14 نوفمبر 2018 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- رفض إيران لممر زنغزور: أكدت إيران رفضها القاطع لإنشاء ممر زنغزور في جنوب القوقاز، معتبرةً أنه يهدد الخريطة الجيوسياسية ويهدف إلى تقسيم أرمينيا، مع تأكيد التنسيق مع روسيا لضمان أمن المنطقة.

- موقف إيران من اتفاق السلام: رحبت إيران باتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا كخطوة نحو الاستقرار، معربةً عن قلقها من التدخلات الخارجية قرب حدودها، ومؤكدةً استعدادها للتعاون لتعزيز السلام والتنمية الاقتصادية عبر آليات إقليمية.

- موقف إيران من نزع سلاح حزب الله: أكدت إيران أن محاولات نزع سلاح حزب الله في لبنان لن تتحقق، مشيرةً إلى دعمها المستمر للمقاومة اللبنانية ومعارضتها لمحاولات مشابهة لنزع سلاح الحشد الشعبي في العراق.

أكد مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، اليوم السبت، رفض طهران القاطع لإنشاء ممر زنغزور في جنوب القوقاز الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الجمعة، خلال مراسم التوقيع على اتفاقية السلام بين أذربيجان وأرمينيا.

وفي مقابلة خاصة مع وكالة "تسنيم" الإيرانية المحافظة، تساءل ولايتي: "هل القوقاز الجنوبي أرض بلا صاحب حتى يقوم ترامب باستئجاره؟ إن القوقاز يعدّ من أكثر المواقع الجغرافية حساسية في العالم، وهذا الممر لن يكون ممراً في ملكية ترامب، بل مقبرة لمرتزقته"، على حد تعبيره.

وأضاف أن هذا الممر "سيغيّر الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، ويعيد ترسيم الحدود، وهو مصمم أصلاً لخدمة مخطط تقسيم أرمينيا"، مبيناً أن فكرة "استئجار ممر من قبل دولة أجنبية فكرة ساذجة، وأن ترامب يتعمد إظهار هذه السذاجة"، مؤكداً أن "هذا أمر مستحيل ولن يحدث".

ووصف ولايتي المشروع بأنه "مؤامرة تهدد أمن القوقاز الجنوبي"، مشدداً على أن إيران ستتحرك لضمان أمن هذه المنطقة، سواء بالتنسيق مع روسيا أو من دونها، لافتاً إلى أن موسكو أيضاً تعارض هذا الممر من منظور استراتيجي.

وكانت الخارجية الإيرانية قد ذكرت في وقت سابق اليوم أنها تتابع من كثب التطورات الجارية في منطقة القوقاز الجنوبي، مؤكدة تواصلها مع كل من أذربيجان وأرمينيا بشأن المستجدات الأخيرة. ورحبت الخارجية الإيرانية في بيان بإتمام اتفاق السلام بين البلدين، ووصفت الخطوة بأنها "تطور مهم" نحو إرساء سلام دائم في المنطقة، مشددة على أن الاستقرار في القوقاز يصب في مصلحة جميع دول الجوار. 

في المقابل، أعربت إيران عن قلقها من "التداعيات السلبية لأي تدخل خارجي، خاصة قرب حدودها المشتركة"، مضيفة أن فتح مسارات الاتصال ورفع العوائق عن شبكات المواصلات لن يحقق الأمن والتنمية إلا في إطار احترام السيادة ووحدة أراضي دول المنطقة وغياب التدخلات الأجنبية. 

كما أكدت الخارجية الإيرانية استعداد طهران لمواصلة التعاون البناء مع أذربيجان وأرمينيا من أجل صون السلام والاستقرار وتعزيز التنمية الاقتصادية، عبر الآليات الثنائية والإقليمية، بما في ذلك صيغة "3+3". 

وقّع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الحكومة الأرميني نيكول باشينيان، أمس الجمعة، في واشنطن، برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إطار عمل لتحقيق السلام بين البلدين، يتضمن حقوق تطوير حصرية للولايات المتحدة لممر زنغزور الاستراتيجي، الذي يمر من جنوب القوقاز، وهو ما يثير قلق طهران حيث يلغي الممر عملياً الحدود الإيرانية الأرمينية.

وتأتي اتفاقية السلام بعد سنوات من النزاعات المتكررة بين أذربيجان وأرمينيا، ولا سيما حول إقليم ناغورنو كاراباخ، الذي شهد مواجهات مسلحة في الأعوام 1994، 2016 و2020. وتعد منطقة القوقاز الجنوبي منطقة ذات أهمية جيوسياسية واقتصادية كبيرة، لوقوعها عند تقاطع طرق الطاقة والتجارة بين روسيا، تركيا، وإيران، إضافة إلى قربها من البحر الأسود وبحر قزوين.

وإيران، التي تحد أرمينيا وأذربيجان، تعتبر استقرار هذه المنطقة جزءاً من أمنها القومي، وتعارض أي ترتيبات أو ممرات إقليمية قد تهدد سيادتها أو تقلّص من دورها في طرق العبور الإقليمية، مثل ما يُعرف بـ"ممر زنغزور" الذي أصبح يحمل اسم "طريق ترامب للسلام والازدهار الدوليين".

طهران ترفض نزع سلاح حزب الله: حلم لن يتحقق

في غضون ذلك، وفي ما يتعلق بمساعي الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله، قال ولايتي في مقابلته مع وكالة تسنيم إن هذا "حلم لن يتحقق"، موضحاً أن هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها البعض في لبنان مشاريع مثل هذه، وقال إنها "صُدّت سابقاً، وستبوء بالفشل هذه المرة أيضاً، لأن المقاومة ستقف في وجه تلك المؤامرات". وشدد على أن "المقاومة، حين كانت تمتلك إمكانات أقل، أفشلت هذه المخططات، فكيف بها اليوم وهي تحظى بدعم شعبي أكبر وقدرات أعظم".

وتساءل مستشار المرشد الإيراني: "هل لدى الحكومة اللبنانية أي هاجس تجاه حماية الوطن والشعب حتى تطرح مشاريع مثل هذه؟"، مخاطباً هذه الحكومة بالقول: "إذا تخلى حزب الله عن سلاحه، فمن سيدافع عن أرواح اللبنانيين وأعراضهم؟ ألم تكن تجارب الماضي كافية ليتخذ بعض ساسة هذا البلد منها عبرة؟".

وأكد ولايتي أن هذا المسار في لبنان "هو مطلب أميركي إسرائيلي بامتياز"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة وإسرائيل تعتقدان أن نزع سلاح حزب الله ممكن، لكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعارض ذلك بشدة، فقد دعمت دائماً شعب لبنان ومقاومته، ولا تزال مستمرة في هذا الدعم".

كما أوضح ولايتي، في معرض حديثه عن تحركات أميركية مشابهة لنزع أسلحة الحشد الشعبي في العراق، أنه بحث الأمر مؤخراً مع رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، الذي شدد على أن واشنطن وتل أبيب، بعد لبنان، ستستهدفان الحشد الشعبي. وأكد نقلاً عن المالكي رفض أي نزع لسلاح الحشد، مشيراً إلى أنه يؤدي في العراق الدور نفسه الذي يؤديه حزب الله في لبنان في مواجهة الهيمنة الأميركية.

وقال مستشار المرشد الإيراني إنه "في المستقبل، ستنهض المقاومة في سورية أيضاً، لتفشل المخططات الإسرائيلية أكثر من أي وقت مضى".

المساهمون