استمع إلى الملخص
- أظهرت لقطات أن الحادث بدأ بحريق في مستودع للمواد الخطرة، مع تقارير تشير إلى اشتعال بركلوريت الصوديوم، ونفت وزارة الدفاع وجود شحنات عسكرية.
- يأتي الانفجار وسط محادثات نووية بين إيران والولايات المتحدة، مع شكوك حول تورط إسرائيل، لكن لم يتم تأكيد ذلك رسميًا.
أعلن وزير الداخلية الإيراني اسكندر مؤمني، اليوم الاثنين، أن الانفجار الذي وقع السبت في ميناء رجائي (أكبر ميناء تجاري في البلاد) وخلّف 65 قتيلاً سببه "الإهمال" وعدم احترام الإجراءات الأمنية، في وقت يواصل عناصر الإطفاء العمل على إخماد الحريق المستعر في الميناء.
ووقع الانفجار السبت في الميناء القريب من مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يمرّ عبره خُمس إنتاج النفط العالمي. وقال محمد عاشوري، محافظ هرمزكان في جنوب إيران، "وصلت حصيلة القتلى إلى 65 شخصاً جراء هذا الحادث المروع" في ميناء الشهيد رجائي، مضيفاً أن الحريق الذي نجم عن انفجار السبت لم يُخمد بالكامل بعد. وقال مسؤولون إن عدد الجرحى تجاوز الألف، لكن معظمهم خرجوا من المستشفى بعد تلقي العلاج، وفق ما أشار حسن زاده.
وقال مؤمني للتلفزيون الرسمي الاثنين إن "120 جريحاً فقط ما زالوا في المستشفيات". وأضاف "حُدّدت هويات بعض المذنبين وأوقفوا.. حصل تقصير، وخصوصاً عدم الالتزام بالإجراءات الأمنية وإهمال على صعيد الدفاع المدني".
وأفادت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية، اليوم الاثنين، بأن رئيس دائرة الإطفاء في بندر عباس قال إن 90% من الحريق في ميناء الشهيد رجائي قد أُخمد، ولم يتبق سوى 10% من الحريق الذي يعمل فريقه على تبريده والتخلص من بقاياه.
وأمر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي بإجراء تحقيق في الحادث. وعرض التلفزيون الإيراني صور رجال الإطفاء المنهمكين وهم يعكفون على إخماد النيران وقال إنه سيجرى تقييم الأضرار بعد السيطرة تماماً على الحريق، فيما بدت أعمدة كثيفة من الدخان تتصاعد فوق الحاويات المكدسة في الموقع.
ولم يتضح على الفور سبب الانفجار، لكن مكتب الجمارك في الميناء قال إنه على الأرجح ناتج من حريق اندلع في مستودع لتخزين المواد الخطرة والكيميائية.
دخان وكرة نار
أظهرت صور لكاميرات المراقبة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أن الحادث بدأ بحريق صغير وتصاعد دخان برتقالي إلى بني اللون، قبل أن تنفجر كرةٌ من النار. ويمكن رؤية الحريق وهو يندلع في الحاويات المكدّسة قبالة مستودع فيما تمرّ رافعة صغيرة بالقرب من الدخان ويظهر رجال يسيرون بالقرب منها. بعد نحو دقيقة وثماني ثوانٍ من ظهور الحريق الصغير وتصاعد الدخان، اندلعت كرة النار أثناء مرور مركبات بالقرب منها وشوهد رجال يجرون محاولين الابتعاد عن الخطر.
وتفقد الرئيس مسعود بزشكيان، أمس الأحد، المستشفيات التي استقبلت الجرحى في مدينة بندر عباس الجنوبية القريبة. ومنذ وقوع الانفجار، أمرت السلطات بإغلاق جميع المدارس والشركات في المنطقة، وحثت السكان على تجنب الخروج "حتى إشعار آخر" ووضع الكمامات الواقية.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصدر على صلة بالحرس الثوري الإيراني، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن ما انفجر هو بركلوريت الصوديوم، وهو مكوّن رئيسي في الوقود الصلب للصواريخ. لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع رضا طلائي نيك صرّح للتلفزيون لاحقاً بأنه "لم تكن هناك أي شحنات مستوردة أو مُصدّرة للوقود العسكري أو للاستخدام العسكري في الموقع".
وأرسلت روسيا خبراء للمساعدة على إخماد الحرائق. وأعلنت السلطات الاثنين يوم حداد وطني، بينما بدأت الأحد ثلاثة أيام من الحداد في محافظة هرمزكان، حيث يقع الميناء.
وقع الانفجار في ميناء رجائي في وقت شارك وفدان إيراني وأميركي في مسقط في جولة ثالثة من المحادثات غير المباشرة حول برنامج طهران النووي قال الجانبان إنها أسهمت في إحراز تقدّم. وفي حين يبدو أن السلطات الإيرانية تتعامل مع الانفجار على أنه حادث، إلا أنه يأتي أيضاً على خلفية حرب خفية مستمرة منذ سنوات مع عدوتها إسرائيل. وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن إسرائيل نفّذت هجوماً إلكترونياً استهدف ميناء الشهيد رجائي في 2020.
وكان البرلمانيّ الإيراني محمد سراج قد قال في مقابلة مع وكالة ركنا الإيرانية، المعنية بالتركيز على الحوادث في البلاد، إن "هذا الحادث ليس عرضياً مطلقاً، وهناك دلائل واضحة على تورّط الكيان الصهيوني فيه". وأكد سراج أن وقوع انفجارات في أربع نقاط مختلفة في المرفأ يُظهر تعبئة متفجرات من قبل في حاويات عدة، قائلاً إن المواد الكيميائية عادة تنفجر في مكان واحد، ولا تُحدث انفجارات عدة في نقاط عدة في آن واحد، مضيفاً أن الحاويات إما جرى تلويثها من قبل الدولة المصدّرة، أو في الطريق، أو عبر عناصر داخلية. لكن الوكالة حذفت المقابلة لاحقاً.
(فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)