طهران تتحرّك لتمرير قرار دولي يمنع قصف المنشآت النووية
استمع إلى الملخص
- أشار محمد إسلامي إلى الضغوط الأمريكية التي تعيق ردود الوكالة ومجلس الأمن على الهجمات، مؤكداً استمرار التعاون مع الوكالة ضمن ترتيبات جديدة.
- أشاد عباس عراقجي بالقمة العربية والإسلامية في الدوحة، مشيراً إلى التهديد الإسرائيلي وداعياً لتعاون إقليمي ودولي لمواجهته، مع التأكيد على أهمية التعاون بين الدول النامية.
تسعى إيران، بدعم من دول عدّة بينها روسيا والصين، إلى تمرير مشروع قرار خلال المؤتمر العام التاسع والستين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يدين الهجوم على منشآتها النووية في يونيو/حزيران الماضي. وبدأت أعمال هذا المؤتمر منذ أمس الاثنين في مقرّ الوكالة في فيينا ويستمرّ حتّى الجمعة 19 سبتمبر/أيلول الجاري، ويعد من أبرز الفعاليات السنوية للوكالة، إّ يبحث السفراء والمندوبون وكبار المسؤولين من الدول الأعضاء طيفاً واسعاً من الملفات المرتبطة بأنشطة الوكالة وميزانيتها.
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الثلاثاء، على منصة "إكس" أن إيران، بالاشتراك مع الصين ونيكاراغوا وروسيا وفنزويلا وبيلاروس، ومن منطلق الدفاع عن سلامة معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT)، قدمت مشروع القرار الذي يحظر الهجوم أو التهديد بالهجوم على المنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأضاف أن المشروع المقترح يؤكّد "الحقّ غير القابل للتصرّف لجميع الدول في الاستفادة من الطاقة النووية لأغراض سلمية" و"أهليتها للحصول على ضمانات فعّالة ضدّ أي هجوم أو تهديد بالهجوم"، كما جاء فيه التشديد على ضرورة امتناع جميع الدول عن مهاجمة أو تهديد المنشآت النووية السلمية في الدول الأخرى.
بدوره، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، الذي يشارك في المؤتمر، قبيل توجهه إلى فيينا إنّ الاجتماع فرصة لعرض المواقف، وخاصة حيال ما جرى خلافاً لميثاق الأمم المتحدة ولوائح وأنظمة الوكالة ضدّ قطاع الطاقة النووية الإيراني. وخلال كلمته في المؤتمر، أكد إسلامي أيضاً أن إيران "لن ترضخ للضغوط"، داعياً الدول الأعضاء إلى إدانة الهجمات على منشآتها النووية والتجاوب مع "مخاوفها الأمنية المشروعة وإعادة الحياد والنزاهة إلى الوكالة".
وأشار إلى أن الوكالة ومجلس الأمن "عجزا، بفعل ضغوط الولايات المتحدة، عن الردّ الحاسم، ما يثير تساؤلات جدية حول مصداقية نظام الضمانات" التابع لمعاهدة عدم الانتشار النووي، مكرّراً أن بلاده "تتعاون على نحوٍ واسع مع الوكالة ولا توجد أي وثيقة تثبت انحرافاً نووياً"، كما انتقد صمت الوكالة عن إدانة تلك الهجمات، معتبراً تعليق عمليات التفتيش ناجماً عن العدوان العسكري خلال يونيو الماضي، موضحاً أن إيران ما زالت عضواً في معاهدة عدم الانتشار، وستواصل التعاون مع الوكالة "في إطار ترتيبات جديدة ومع معالجة مخاوفها الأمنية".
إلى ذلك، أشاد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الثلاثاء، في تصريحات من طهران، بالقمة التي عُقدت أمس لقادة الدول العربية والإسلامية في الدوحة، مؤكداً أنها جاءت في ظرف دقيق وحساس، وأن مشاركة دول منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية على أعلى مستوى "تجسد الاهتمام البالغ الذي توليه الدول للتطورات الإقليمية الجديدة ولخطر الكيان الصهيوني"، وأضاف أن ما كانت إيران تؤكّد عليه منذ سنوات، بأن التهديد الرئيسي للمنطقة هو الاحتلال الإسرائيلي وأن اعتداءاته بلا نهاية، "أضحى اليوم حقيقة مسلَّمة بها لدى جميع دول المنطقة".
وفي تصريحات له على هامش المؤتمر الوطني الثاني لإيران ومنظمة التعاون الاقتصادي (إيكو)، شدّد عراقجي على أن ما يدور حالياً في المحادثات الجماعية والثنائية بين دول المنطقة يتركز فقط على "كيفية مواجهة هذا التهديد الإسرائيلي". وعبر عن ارتياحه لتبلور إجماع إقليمي حيال التهديد الرئيسي في المنطقة، معرباً عن أمله في أن يُواجه هذا الخطر بتحرك جماعي ووحدة وتنسيق بين جميع دول المنطقة، كما أكد في كلمته في افتتاحية المؤتمر، أن "التعاون والتكامل بين الدول النامية في الأطر متعدّدة الأطراف ليس خياراً، بل ضرورة"، مشيراً إلى أن إيران "من ضحايا الأحادية الجائرة للولايات المتحدة والمغامرات الخطيرة للكيان الصهيوني، وما زالت تعاني من آثارها".
وفي ما يتعلق بالوسطاء المحتملين في المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، قال إن "دولاً عدّة تسعى إلى لعب دور إيجابي، وهذا لا يقتصر على قطر وحدها"، مضيفاً أن "بلدانا مختلفة في المنطقة لديها دوافع للمساعدة في حل هذه المعضلة، لكن الأهم لإيران في بدء أي محادثات ليس هوية الوسيط، بل إرادة الطرف الآخر في القبول باتفاق بلا تهديد وبناءً على المصالح المتبادلة".