استمع إلى الملخص
- استدعت إيران سفراء فرنسا وبريطانيا وألمانيا احتجاجاً على اجتماع مجلس الأمن المغلق، مؤكدة أن برنامجها النووي يتماشى مع معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
- ناقش مجلس الأمن زيادة احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب، وسط تهديدات غربية بتفعيل آلية فض النزاع، واعتبرت إيران الاجتماع غير مبرر ويضر بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن طهران يمكن أن تكون منفتحة على إجراء مفاوضات نووية غير مباشرة مع الولايات المتحدة. وقال عراقجي لصحيفة "إيران" الحكومية اليومية في تصريحات نُشرت اليوم الخميس "في عالم السياسة، من الشائع بالنسبة للدول التي لا تريد الحديث بصورة مباشرة بعضها مع بعض أن تقوم بذلك بصورة غير مباشرة". وكان عراقجي يجيب عن سؤال بشأن احتمالية إجراء مفاوضات نووية مع الولايات المتحدة.
وأضاف عراقجي، في معرض رده على سؤال ما إذا كانت قناة التفاوض غير المباشر مع واشنطن يتم إحياؤها عبر مسقط "نعم، وهذا ليس طريقاً غريباً وعجيباً وقد حصل ذلك مراراً في التاريخ، حيث الدول التي لم تكن مستعدة للتفاوض المباشر قد تفاوضت بشكل غير مباشر ولذلك فالتفاوض غير المباشر أمر ممكن". وأكد وزير خارجية إيران أن على الإدارة الأميركية أن تعلم أن المفاوضات معها لا يمكن أن تتم إلا بشكل تكافؤ، مكرراً موقف طهران من عدم التفاوض معها في سياسة ممارسة الضغط الأقصى على إيران.
وذكر أن قناة الدول الأوروبية الثلاث "قائمة" و"لدينا تعاون مع السيد رافائيل غروسي والوكالة الدولية للطاقة الذرية وهناك فكرة جديدة لحل القضايا ونحن نناقشها حالياً" في إشارة غير مباشرة إلى قضايا عالقة بين طهران والوكالة.
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي اتهم، أمس الأربعاء، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأنه يسعى لخداع الرأي العام العالمي بإعلان استعداده للتفاوض مع إيران ودعوته له، مضيفاً أن هذه الدعوة معناها "أننا مستعدون للتفاوض والسلام، لكن إيران غير مستعدة. لكن لماذا إيران ترفض التفاوض؟ عودوا إلى أنفسكم". وأكد خامنئي في لقاء مع طلبة جامعات إيرانيين، "أننا تفاوضنا لسنوات، وهذا الشخص (ترامب) قد مزّق الاتفاق المبرم الذي تفاوضنا عليه".
استدعاء سفراء أوروبيين
استدعت الخارجية الإيرانية، اليوم الخميس، سفراء فرنسا وبريطانيا وألمانيا لدى طهران لتسليمهم مذكرة احتجاج شديدة على ما وصفته بأنه "استغلال" مجلس الأمن وعقد اجتماع مغلق بشأن الملف النووي الإيراني أمس الأربعاء. وأضافت الخارجية الإيرانية، في بيانها، أن المدير العام للسلام والأمن الدوليين، محمد حسني نجاد بيركوهي استدعى السفراء الثلاثة، واجتمع معهم للاحتجاج على "التوجه غير المسؤول والتحريضي" لدولهم الثلاث في اجتماع مجلس الأمن، مشيرة إلى أن المسؤول الإيراني أبلغ السفراء بأن "برنامج إيران النووي السلمي يتطابق تماماً مع حقوق وواجبات إيران وفق معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية واتفاق الضمانات" الملحق للمعاهدة.
وعقد مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء اجتماعاً مغلقاً بشأن زيادة احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب وسط اتهامات غربية خلال الاجتماع لطهران وتهديد بإمكانية تفعيل آلية فض النزاع المنصوص عليها في الاتفاق النووي، علماً بأن تفعيل آلية فض النزاع يعيد فرض العقوبات الدولية والقرارات الدولية الستة على إيران والتي أُلغيت بموجب الاتفاق النووي.
وأكد بيركوهي أن الأنشطة النووية الإيرانية "لا تشكل أي تعارض مع الاتفاق النووي بوصفها وثيقة تشمل إجراءات طوعية إيرانية لبناء الثقة مقابل رفع العقوبات الظالمة وغير القانونية على إيران"، مشيراً إلى أن بلاده "يحق لها وفق الاتفاق النووي إيقاف تنفيذ تعهداتها جزئياً أو كلياً حال انتهكت الاتفاق الأطراف الأخرى. وأكد المسؤول الإيراني للسفراء الأوروبيين الثلاثة أن عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن بشأن برنامج إيران النووي "يفتقر إلى أي مبرر تقني وحقوقي وهو تصرف تحريضي وسياسي على أساس التوجهات الأحادية المثيرة للتوترت من جانب أميركا"، متهماً فرنسا وبريطانيا وألمانيا بـ"التبعية" للطلب الأميركي بعقد الاجتماع، ومعتبراً أن ذلك يشكل "تماشياً" مع واشنطن في خروجها من الاتفاق النووي عام 2018.
ووصفت الخارجية الإيرانية عقد الاجتماع الدولي في مجلس الأمن بعد أيام من اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه "تدخل مخرب يزيل المصداقية في المهمة التقنية للوكالة"، متوعدة بأن هذا التصرف "يضر بمسار التعاون المألوف بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية". وتأتي مناقشة الملف النووي الإيراني في أروقة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بصفته أعلى سلطة لها ومجلس الأمن الدولي على وقع تصعيد إسرائيلي وأميركي ضد إيران وتزايد احتمالات توجيه إسرائيل ضربات إلى هذه المنشآت وتلميح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بالخيار العسكري.