طلب أميركي من إسرائيل بشأن خروقات وقف إطلاق النار في لبنان

04 ديسمبر 2024
آثار القصف على عيتا الشعب في جنوب لبنان، 29 يونيو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل احترام اتفاقية وقف إطلاق النار في لبنان، حيث تحدث مستشار الأمن القومي الأميركي مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي لضمان الالتزام بالتفاهمات مع حزب الله، لكن إسرائيل قامت بعشرات الخروقات.

- تواجه إسرائيل انتقادات حادة بسبب ردها "المتحفظ" على إطلاق النار من حزب الله، وسط تحركات دبلوماسية مكثفة مع واشنطن، حيث طُلب من إسرائيل إظهار مرونة وصبر في التعامل مع الانتهاكات.

- أكدت إسرائيل أنها مستعدة لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة إذا استمرت انتهاكات حزب الله، مشيرة إلى خطط عملياتية جاهزة للرد بشكل دراماتيكي في المستقبل.

أفادت وسائل إعلام عبرية بأن الولايات المتحدة الأميركية طالبت إسرائيل باحترام اتفاقية وقف إطلاق النار في لبنان. وذكرت القناة 13 العبرية في نشرتها الرئيسية، مساء أمس الثلاثاء، أنه بسبب هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار في الشمال، تحدّث مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وطلب أن تصدر تل أبيب بياناً علنياً تتعهد فيه بعدم التخلي عن التفاهمات التي تم التوصل إليها مع حزب الله. وقبلت دولة الاحتلال الطلب جزئياً، وأبلغت إدارة الرئيس جو بايدن بأنها لا تنوي انتهاك وقف إطلاق النار. لكن على الرغم من هذه التصريحات، فإن جيش الاحتلال قام بعشرات الخروقات منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في لبنان.
من جانبها، أشارت القناة 12 العبرية، على خلفية موجة الانتقادات (الإسرائيلية) الحادّة للرد الإسرائيلي "المتحفّظ" على إطلاق النار من قبل حزب الله باتجاه "هار دوف" (في منطقة مزارع شبعا)، إلى وجود اعتبارات معقدة وتحركات دبلوماسية مكثفة جرت وراء الكواليس بين تل أبيب وواشنطن في الأيام الأخيرة.
وأوضحت أنه في صلب الاتصالات الدبلوماسية كانت هناك محادثة بين ديرمر وسوليفان، عرض ديرمر خلالها الموقف الإسرائيلي بأن "هذه هي الأوقات التي ستشكل مستقبل الاتفاق، ولذلك ليس لإسرائيل إلا أن ترد على كل انتهاك".

ورداً على الموقف الإسرائيلي، طرح سوليفان طلبين رئيسيين. الطلب الأول: أن تُظهر إسرائيل مرونة وصبراً في الأماكن الممكنة، وذلك إلى حين عمل الآلية الدولية على نحو جيد. وركّز الطلب الثاني على المجال الإعلامي، بحيث يتم التأكيد في البيانات الرسمية لوسائل الإعلام وفي الرسائل العلنية على رغبة إسرائيل في الحفاظ على وقف إطلاق النار.

ونقل موقع القناة 12، اليوم الأربعاء، عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين لم يسمّهم، قولهم: "في المرة القادمة سيكون الرد أكثر صعوبة، وفي المرة التي تليها سيكون الرد دراماتيكياً"، وقالوا حول الاعتبارات التي أدت إلى القرار بالرد "المتحفظ"، كما تصفه إسرائيل، رغم أنها هي التي تنتهك الاتفاق: "بقرار واعٍ ومتعمد قررنا هذه المرة عدم مهاجمة بيروت رداً على الخرق من قبل حزب الله. كان القرار هو تركيز الأهداف جنوب الليطاني وشمال الليطاني، من منطلق التفكير بوجود حد للتصعيد يجب مراعاته".

وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن التعقيدات في الساحة الدولية تشكّل اعتباراً مهماَ آخر في اتخاذ القرارات: "يجب أن نأخذ في الاعتبار أنه منذ بداية الأسبوع تتهم كل من الولايات المتحدة وفرنسا إسرائيل بالانتهاكات، حيث تذكر فقط عدد الانتهاكات من جانب إسرائيل وليس الانتهاكات التي لا نهاية لها من جانب حزب الله. يجب التصرف بحكمة".

ومع ذلك، تنقل إسرائيل رسالة حازمة بشأن المستقبل، تقول إنه في "حال استمرار الانتهاكات من جانب حزب الله، هناك خطط عملياتية جاهزة. في المرة القادمة سيكون الرد أكثر صعوبة، وفي المرة التي تليها، إذا حدثت، سيكون الرد دراماتيكياً. لن نتحمل هذه الألعاب بعد الآن". وأضاف المسؤولون أن الرسالة الإسرائيلية للمجتمع الدولي واضحة: "شركاؤنا يعرفون أننا مستعدون للذهاب بعيداً والعودة إلى القتال الذي سيلحق أضراراً جسيمة بلبنان إذا استمرّ حزب الله" بالانتهاكات.