طلاب جامعة إيطالية يحتجون على زيارة وزير الخارجية: متواطئ بإبادة غزة
استمع إلى الملخص
- عبر الطلاب عن احتجاجهم على الحكومة الإيطالية التي تفضل الاستثمار في الأسلحة على حساب التعليم، مؤكدين على تواطؤها في الجرائم الإسرائيلية، ورفعوا لافتات تندد بالحرب وتطالب بإخراجها من الجامعة.
- نائبة محافظ إقليم بيدمونت أدانت الاعتصام، معتبرةً أنه يعيق الحوار البناء مع مؤسسات الدولة، ووصفت المحتجين بالمنحرفين.
نظم عشرات من أعضاء الاتحادات الطلابية في جامعة تورينو التقنية في إيطاليا اعتصاماً ليلة أمس الخميس داخل الحرم واستمر حتى صباح اليوم الجمعة، رفضاً لزيارة وزير الخارجية أنطونيو تاياني الذي اتهموه بالتواطؤ في الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
وحوّلت قوات الشرطة وسلاح الكارابينييري التابع للجيش الإيطالي حرم جامعة تورينو التقنية إلى ثكنة عسكرية، بعدما نظم عشرات الطلاب اعتصاما ضد تاياني الذي زار الجامعة لافتتاح العام الأكاديمي بالجامعة، والذي اضطر في نهاية المطاف إلى الدخول من باب فرعي.
وأعلن الطلاب، في بيان، أنهم احتلوا مقر الجامعة احتجاجاً على تاياني الذي "يمثل حكومة تفضل تخصيص مليارات للأسلحة بدلاً من الاستثمار في الخدمات والتعليم". وكانت القضية الفلسطينية، التي أدت إلى احتلال الجامعة بين شهري مايو/أيار ويوليو/تموز من العام الماضي، في قلب الاحتجاجات هذه المرة أيضاً.
وشدد الطلاب، في بيان، على أن "تاياني والحكومة الإيطالية أوضحا علانية مرات عدة تواطؤهما في عمليات الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة. والآن، يحاولون نفاقاً منهم أن ينسبوا لأنفسهم الفضل في التوصل إلى اتفاق بين حكومة نتنياهو والمقاومة الفلسطينية، مسوقين فكرة أنهم وزراء سلام". وتابع البيان أن "جامعة تورينو التقنية تمثل، في هذا السياق من الحروب، رأس الحربة، حيث تتجلى مركزيتها الاستراتيجية من خلال تعاونها الوثيق مع شركات مثل ليوناردو التي تتدفق عليها أرباح فلكية بفضل الحروب التي تخضب كل أركان المعمورة بالدماء".
وثبت الطلاب لافتة ضخمة على واجهة قاعة المؤتمرات الكبرى بالجامعة مكتوباً عليها "تاياني، أنت غير مرحب بك. أخرجوا الحرب من الجامعة"، كما رفعوا لافتة تقول "الجامعة محتلة الآن! الطرد لسادة الحرب من الجامعة". يُذكر أن جامعة تورينو التقنية كانت قد استضافت عصر أمس الخميس مؤتمراً خُصص تحديداً لمناقشة الأوضاع في فلسطين على ضوء المرحلة الحالية من الهدنة المؤقتة، وبعد مداولات قرر المشاركون قضاء الليل في الممرات المجاورة لقاعة المؤتمرات.
من جهتها، أعربت نائبة محافظ إقليم بيدمونت (الذي يضم مدينة تورينو) إلينا كيورينو عن إدانتها "الصارمة والمطلقة حيال الاحتلال المخزي الذي وقع اليوم في الجامعة". وهاجمت المحتجين قائلة: "إن هؤلاء المنحرفين، المتخفين خلف قناع الطلاب، لا يعارضون فقط شخصية مؤسسية (وزير الخارجية) الذي يمثل الحكومة الإيطالية، بل يستهدفون الحق الأساسي لجميع الطلاب ’الحقيقيين‘ في المشاركة في حوار متحضر وبنّاء مع مؤسسات الدولة".
وتابعت كيورينو: "لن يثير مخاوفنا من يرى في الاحتجاج ذريعة لإهانة ونزع الشرعية عن سلطة وزير في الحكومة، ولن نسمح للانحرافات السياسية لبعض الأبناء المدللين الغاضبين المنحدرين من أسر مرفهة بانتهاك المبادئ الأساسية للاحترام والحوار".