طبول الحرب تقرع بالصحراء: المغرب يتحرك لطرد البوليساريو من الكركرات

طبول الحرب تقرع في الصحراء: المغرب يتحرك لطرد "البوليساريو" من الكركرات

13 نوفمبر 2020
عناصر مسلحة من البوليساريو (ستيفانو مونتيسي/ Getty)
+ الخط -

عادت طبول الحرب لتدق من جديد في الصحراء، بعد أن قرر المغرب، اليوم الجمعة، التدخل لطرد جبهة "البوليساريو" من منطقة الكركرات، وذلك بعد نحو ثلاثة أسابيع من التوتر الشديد جراء إقدام موالين لها على إغلاق المعبر الحدودي الفاصل بين المغرب وموريتانيا.
وقالت الخارجية المغربية، في بيان، إنه: "أمام الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة لمليشيات البوليساريو في المنطقة العازلة الكركرات في الصحراء المغربية قرر المغرب التحرك في احترام تام للسلطات المخولة له".
وأوضحت الخارجية المغربية أنه "بعد أن التزم بأكبر قدر من ضبط النفس، لم يكن أمام المغرب خيار آخر سوى تحمل مسؤولياته من أجل وضع حد لحالة العرقلة الناجمة عن هذه التحركات وإعادة إرساء حرية التنقل المدني والتجاري"، مشيرة إلى أن ""البوليساريو" ومليشياتها، التي تسللت إلى المنطقة منذ 21 أكتوبر/تشرين الأول 2020، قامت بأعمال عصابات هناك، وبعرقلة حركة تنقل الأشخاص والبضائع على هذا المحور الطرقي، وكذا التضييق باستمرار على عمل المراقبين العسكريين للمينورسو".
واعتبرت أن "هذه التحركات الموثقة تشكل بحق أعمالاً متعمدة لزعزعة الاستقرار وتغيير الوضع بالمنطقة، وتمثل انتهاكاً للاتفاقات العسكرية، وتهديداً حقيقياً لاستدامة وقف إطلاق النار. كما أنها تقوض أية فرص لإعادة إطلاق العملية السياسية المنشودة من قبل المجتمع الدولي".

تقارير عربية
التحديثات الحية

 

ولفتت إلى أنه منذ 2016، ضاعفت "البوليساريو" هذه التحركات الخطيرة وغير المقبولة في هذه المنطقة، في انتهاك للاتفاقات العسكرية، ومن دون اكتراث لتنبيهات الأمين العام للأمم المتحدة، وفي خرق لقرارات مجلس الأمن التي دعت "البوليساريو" إلى "وضع حد" لهذه الأعمال الهادفة إلى زعزعة الاستقرار.
وفي وقت لاحق، كشفت القوات المسلحة الملكية، عن تفاصيل تدخلها في منطقة الكركرات، مشيرة، في بيان لها، إلى أنه "على أثر الحصار الذي قام به نحو ستين شخصاً تحت إشراف عناصر مسلحة من البوليساريو بمحور الطريق الذي يقطع المنطقة العازلة بالكركرات ويربط المملكة المغربية وجمهورية موريتانيا الإسلامية، وتحريم حق المرور، انتقلت القوات المسلحة الملكية ليلة الخميس ــ الجمعة، إلى إقامة طوق أمني من أجل تأمين السير العادي للبضائع والأشخاص في المنطقة".

 

وكان لافتاً، تأكيد الجيش المغربي أن هذه العملية غير هجومية، وبدون أي نية قتالية، وتتم وفقاً لقواعد واضحة للاشتباك، تتطلب تجنب أي اتصال بالناس المدنيين وعدم اللجوء إلى استخدام السلاح إلا للدفاع عن النفس.

البوليساريو ترد

في المقابل، اتهمت جبهة "البوليساريو" القوات المغربية بخرق قرار وقف إطلاق النار المتفق عليه بين الطرفين سنة 1991.
وقال حمادة سلمى الداف، وزير الإعلام والناطق باسم حكومة البوليساريو، إن "المغرب يخرق وقف إطلاق النار"، مضيفا :"أن جيش التحرير الشعبي الصحراوي رد على خروقات وقف إطلاق النار المغربية".

ويأتي قرار المغرب بالتحرك في ظل التوتر الشديد الذي ساد في معبر الكركرات الحدودي، وفي المنطقة العازلة المشمولة باتفاق وقف إطلاق النار الصامد منذ عام 1991، جراء تحركات "البوليساريو"، وذلك بالتزامن مع إعلان قيادتها أن" تخطّي القوات المغربية للجدار الرملي يعني العودة إلى الحرب"، واعتبارها أن إغلاق المعبر "قرار نهائي لن تتراجع عنه"، وأن نشطاءها بالمنطقة "باتوا يتحركون بكل أريحية وصولاً إلى شواطئ المحيط الأطلسي".
كذلك يأتي قرار التحرك بعد رسالة تحذير شديدة اللهجة وجهها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى الجبهة، ليلة السبت الماضي، حين أعلن أن بلاده "ستتصدى بكل قوة وحزم للتجاوزات التي تحاول المساس بسلامة واستقرار أقاليمه الجنوبية"، وذلك في ردّ على عرقلة محسوبين على الجبهة السير في المعبر الحدودي الكركرات، واستفزاز الجيش المغربي خلال الأسابيع الماضية.
وقال العاهل المغربي، في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الـ45 للمسيرة الخضراء، إن "المغرب سيبقى، إن شاء الله، كما كان دائماً، متشبثاً بالمنطق والحكمة؛ بقدر ما سيتصدى، بكل قوة وحزم، للتجاوزات التي تحاول المس بسلامة واستقرار أقاليمه الجنوبية. وإننا واثقون بأن الأمم المتحدة والمينورسو سيواصلون القيام بواجبهم، في حماية وقف إطلاق النار بالمنطقة".
وأكد الملك محمد السادس رفض بلاده القاطع للممارسات المرفوضة، لمحاولة عرقلة حركة السير الطبيعي، بين المغرب وموريتانيا، أو لتغيير الوضع القانوني والتاريخي شرق الجدار الأمني، أو أي استغلال غير مشروع لثروات المنطقة.

 

وأمس الخميس، عبرت الأمم المتحدة عن قلقها من خطورة الوضع في معبر الكركرات، خلال اتصال هاتفي جرى بين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ووزير الخارجية الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وانطلقت قصة اشتعال رمال الصحراء في الواقع منذ عودة التوتر، مجدداً، إلى منطقة المعبر الحدودي الكركرات، الرابط بين المغرب وموريتانيا، منتصف الشهر الماضي بالتزامن مع مناقشة مجلس الأمن الدولي قرار التمديد لبعثة الأمم المتحدة في الصحراء، بعدما عمد محسوبون على "البوليساريو" إلى إغلاقه، رغم التحذير الذي كان قد أطلقه، الأمين العام للأمم المتحدة ودعوته إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس ونزع فتيل أي توتر.
وتعتبر منطقة الكركرات منطقة منزوعة السلاح بموجب اتفاق وقف إطلاق النار 1991 الذي ترعاه الأمم المتحدة، والذي يعتبر الجدار الذي شيده المغرب في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي خطاً لوقف النار، حيث تنتشر القوات الأممية "المينورسو" لمراقبة تنفيذه.

المساهمون